ماذا حصل لعمان في 9-11 ؟

الرابط المختصر

عام مضى على 2005، ذلك العام شهد حدثا لم يزلزل الساحة الأردنية فحسب إنما الساحة العربية والعالمية، عمان في يوم التاسع من تشرين الثاني،لم يكن يوما عاديا على الإطلاق، يوم راح فيه ضحايا تجاوزا الـ60 شهيدا وأصيب أكثر من 100 جريح ، ذلك اليوم كان استثنائيا على الإطلاق.

الأربعاء الدامي
انه الأربعاء الأسود سلسلة من التفجيرات الانتحارية تزامنت في التاسع من تشرين الثاني، ثلاثة فنادق، ثلاثة تفجيرات كانت الحدث، هذه التفجيرات هزت الشارع الاردني هزا.
 
حيث وقع التفجير الاول في تمام الساعة التاسعة والنصف في التوقيت المحلي لمدينة عمان في مدخل فندق الراديسون ساس الذي كان يشهد عرسا في ذلك الوقت ، ثم وقع التفجير الثاني في فندق حياة عمان ثم بعدها بدقائق تم إستهداف فندق دايز إن.
 
قام الملك عبدالله الثاني بزيارة أحد مواقع التفجيرات، بعد أن قطع زيارته لكازخستان وعاد إلى عمان، ووصف هذه الانفجارات بأنها عمليات إرهابية وتعهد بمطاردة المجرمين وتقديمهم للعدالة.
 
وقد قررت الحكومة في ذلك الوقت إغلاق الحدود الأردنية البرية وإعلان الحداد على مدى ثلاثة أيام. ولينظر العالم العربي والغربي ما حصل بعمان، بعين الصدمة "فلم يكن أحدا يتوقع بأن عمان وقعت ضحية الإرهاب.
 
ضلوع الزرقاوي
وتبنى هذا الاعتداء أبو مصعب الزرقاوي اردني الجنسية ويدعي احمد فاضل نزال الخلايلة متزوج وله أربعة أطفال ومن سكان منطقة الزرقاء كان أمير تنظيم "قاعدة الجهاد في بلاد الرافدين" الذي هو فرع تنظيم القاعدة في العراق، بعد ان بايعت جماعته أميرا عاماً عليها عام 2004.
 
أبو مصعب كان ضالعا بعدد من محاولات القيام بعمليات في الأراضي الأردنية، كان منها محاولة تفجير مبنى المخابرات. بالإضافة إلى أن مجموعته قد قامت بالهجوم على سفينة أميركية في ميناءالعقبة وعلى مدينة ايلات في فلسطين المحتلة سنة 2005م.
 
وآخرها كانت تفجيرات عمان الذي اعلن مسؤوليته الكاملة عن تنفيذ الهجوم من خلال إعلانه المسؤولية عبر نشرها على شبكة الانترنت، وأن التفجيرات منسوبة لتنظيم القاعدة في بلاد الرافدين (العراق)، كما نشر أسماء المنفذين وهم:أبو خبيب وأبو معاذ وأبو عميرة وأم عميرة، وجميعهم من الجنسية العراقية.
 
في يوم السابع من حزيران لعام 2006، أعلن رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي عن مقتل زعيم تنظيم القاعدة في العراق أبو مصعب الزرقاوي في غارة امريكية ونشرت صورا للزرقاوي على المحطات الفضائية ومواقع الانترنت تؤكد مقتله.
 
سلسلة من الاعتقالات ومحاكمة الريشاوي
أما السلطات الأردنية فقد اعتقلت العديد من الاشخاص للتحقيق معهم من بينهم العراقية ساجدة الريشاوي ، حيث فشلت الريشاوي بتفجير حزامها الناسف، بحفل الزفاف، هربت إلى بيت أقارب لها في مدينة السلط.
 
ظهرت الريشاوي على التلفزيون الاردني بدم بارد وهي تعلن مشاركتها بالتفجير وفشلها بتفجير نفسها من ضمن منفذي الجهوم الأربعة. وتعد الريشاوي هي المتهمة الوحيدة من بين ثمانية متهمين، مثلت أمام المحكمة لدورها بالهجمات، هنا أصدرت محكمة امن الدولة حكما بإعدامها في أيلول الماضي من هذا العام.
 
اعتصامات ومسيرات عفوية
وأمام هذه الأحداث لم يجد المواطن الأردني نفسه سوى التظاهر بعفوية، لتشهد شوارع العاصمة وباقي مدن المملكة مسيرات شعبية أدانت الاعتداء الغاشم بحق الأبرياء، تلك المسيرات رافقها إدانات عربية ودولية وكذلك مسيرات في الخارج، أما الصحف والمحطات العربية ومواقع الكترونية غطت هذا الحدث بكثافة.
 
للذكرى وكي لا ينسى العالم ماذا حدث في عمان عشية التفجيرات، قام مهندس أردني بتسجيل أحداث وصور يوم التفجيرات على صفحات الانترنت، فشيد موقعا اطلق عليه (الأربعاء الأسود).
 
الهدف.. أبرياء !!
والحديث عن تفجيرات عمان، يستدعينا استذكار المخرج العربي مصطفى العقاد، صاحب فيلم الرسالة، والذي قضي بالتفجيرات هو وابنته، بالإضافة إلى العديد من الأشخاص من جنسيات مختلفة كانوا ضحايا.
 
وكان الضحايا...33 أردنيا، 6 عراقيين، 5 فلسطينيين، ثلاثة أمريكيين، وإثنان من فلسطينيي الداخل (عرب إسرائيل)، وبحرانيان، وثلاثة صينيين مندوبون عن جيش التحرير الصيني. بالإضافة إلى سعودي ومواطن إندونيسي. وكان من بين الضحايا الفلسطينيين العقيد بشار نافع، رئيس الإستخبارات العسكرية في الضفة الغربية، والجنرال عبد علون، وجهاد فتوح أخ الرئيس الفلسطيني ومصعب خورما، الرئيس التنفيذي السابق لشركة الإتصالات الفلسطيني، ومن العراقين علي الشمري ومحسن الفضل وفرات عبدالصاحب وهم من موظفي وزارة النفط العراقية.
 
استحداث قوانين بعد التفجيرات
فمنذ ذلك الوقت، ظهرت على الساحة الاردنية سيناريوهات عدة منها تعديل قانون مكافحة الإرهاب، الذي لا يزال يلقى جدلا واسعا تجاه مضمونه لما يراه العديد بأنه يساهم في تقييد الحريات، وجاء هذا القانون من اجل حماية الاردن والاردنيين، عدا تغييرات في بعض المناصب الحكومية، بالاضافة الى ان الحكومة عمدت الى خطة امنية مشددة على كافة المرافق السياحية والمنشآت الكبرى ومعابر الحدود لمنع تكرار مثل هذه الاعمال.