ماجستير الأردن: خريجوه ينتقدوه وأساتذته يمتدحوه

الرابط المختصر

لم يكن قرار أسامة قبل خمس سنوات صائبا عندما التحق ببرنامج الماجستير لجامعة اليرموك، فرغم تاريخه في التفوق الأكاديمي، إلا انه سرعان ما اصطدم بجدار الواسطة.قدرات ومؤهلات
الطالب محمد الرواحنة، الذي يدرس في إحدى الجامعات الخاصة للدراسات العليا، يرى "مؤهلات وقدرات مدرسي الدراسات العليا تتفاوت من شخص لآخر حسب أسلوب الدكتور الجامعي في إلقاء المادة العلمية فمنهم من يملك العلم الكثير ويفتقد للأسلوب وآخرون يملكون الأسلوب في إيصال المعومة مقابل علم قليل".

"من المستحيل أن يصل دكتور الجامعة إلى هذه المرحلة إلا بعد مروره بالكثير من العلم حتى لو لم يكن يفهما جيدا" على ما يقوله الرواحنة، ويتفق معه إبراهيم الزعبي احد طلبة الجامعة الأردنية لكنه يجدهم مؤهلين لدراسات الماجستير فقط.
 
"أسلوب الغالبية العظمى التلقين دون النظر الى قدرات الطلبة الاستعابية والبحثية"، هذا ما يقوله الطالب محمد الحوراي، يدرس في جامعة العلوم والتكنولوجيا، ويرى ان حدود طالب الماجستير تتشابه مع طالب البكالوريوس.
 
حنان الدقامسة، إحدى الحاصلات على درجة الماجستير من جامعة العلوم والتكنولوجيا، تروي ما حصل معها "أخذت 7 مساقات دراسية عند دكتور واحد وللأسف لم أجد اختلاف بين هذه المساقات لاستخدام الدكتور نفس المواد والشروح".
 
ويرى حمزة العسلي احد الحاصلين على شهادة الماجستير من جامعة آل البيت ضعف أساتذة الجامعات بالتخصصات غير مطلعين على الجوانب العملية لهذه الدراسات، "الخبرة العملية والدورات هي التي تسقل الشهادات العليا".
 
علاقات
وتلعب العلاقات الشخصية دورا كبيرا في المراحل المتقدمة من الدراسات، وفق ما يقوله محمد الرواحنة، أما إبراهيم الزعبي فيؤكد أن العلاقات الشخصية موجودة بشكل كبير في الماجستير. بينما يرى محمد الحواري انه "لا تأثير للعلاقات الشخصية، وان وجودت فتأثيرها قليل".
 
أما العسلي فيرى أن مدى تأثير العلاقات يفوق 70-80% من خلال تجربته الشخصية "معرفة الدكتور تساعد على التطور والتقدم الأسرع". وترى حنان ان العلاقات موجودة بكثرة "معرفة الدكتور تعود بالفائدة للطرفين وذلك بمساعدة الدكتور في أبحاثه وتطوره علميا ووصول الطالب على كم وفير من المعلومات العلمية".
 
المتابعة
ويشكو طلبة من قلة متابعة الأساتذة للطلبة في إطار إعدادهم لرسائل الماجستير، ويرى الرواحنة أن متابعة الدكتور للطالب "تعتمد على طريقة قياسه للأمور، فمنهم من يعتبره جزء لزيادة الدخل الشهري ومنهم من يبحث عن تحسين البحث والباحث".
 
"لا يوجد متابعة للدكتور الجامعي للطالب، ومهمته إعطاء المتطلبات التي تحكمها العلامة والمجموع التراكمي، لكن يجب على الطلبة الزيارة الدورية والرجوع اليه دائما" كما يقول الزعبي.
 
واتفق الحواري مع الزعبي بعدم وجود المتابعة من قبل دكتور الجامعة، وان اسلوب المتابعة هو العلامة، "يطلب دكتور المادة ورقة بحثية من الطالب فأن لم تقدم لا يستدعى الطالب لمعرفة المشكلة وانما يتم خصم العلامات مقابل عدم اتمام العمل".
 
"المتابعة ضعيفة جدا والكثير من أساتذة الجامعات لا يعلمون ماذا كتب في الرسالة الجامعة إلا يوم المناقشة"، ووصافا العسلي هذا الحال بـ"الكارثي".
 
مشكلات
لا يوجد مشاكل في الدراسات العليا لعدم وجود فرق بين ما يقدم بالبكالوريوس والماجستير، ولا يوجد حاجة للمكتبات لطلبة العلم هذا ما قاله محمد الحواري. ومن أهم المشاكل التي واجهها العسلي أثناء الدراسة "عدم كفاءة المدرسين وعدم اطلاعهم على المواضيع الحديثة التي تمس الميدان، عدم تفرغ أعضاء لمناقشة الرسائل او الحوار مع الطلبة وانشغالهم بالمناصب، التحيز وادخال الاراء الشخصية، وعدم إيفاء المكتبات ل1% من احتياجات الطلبة، التعقيدات الادارية بمراحل الماجستير".
 
وتعدد حنان مجمل المشكلات التي تصادف طالب الماجستير "قلة الدعم المادي للبحوث العلمية التي تجرى خلال فترة الدراسة، وكثرة عدد الطلبة التي يشرف عليهم نفس الدكتور، وكثرة التعقيدات الادارية".
 
أكاديميون
محمد جرادات، عضو هيئة التدريس في جامعة الحسين، يرى أن مستوى الدراسات العليا في الجامعات الأردنية "جيد" وأن أعضاء هيئة التدريس على كفاءة عالية بغض النظر عن الجامعة حكومية أم خاصة.
 
وأضاف "أن معظم الخطط الدراسية مأخوذة من الجامعات الأجنبية بما يتناسب مع طبيعة السوق الأردني".
 
"يجب أن لا تأثر العلاقات الشخصية على الخط المستقيم الذي يتبناه الشخص" إلا أن أثر العلاقات الشخصية موجود على ما يؤكده جرادات. 
 
ويشير الجرادات إلى أن "عدد الطلاب الذي يشرف عليهم دكتور الجامعة أكثر من العدد المحدد حسب معايير التعليم العالي، لذلك تصبح عملية المتابعة للطلبة صعبة، خصوصا عند استلام دكاترة الجامعات مناصب إدارية بالإضافة إلى المهمة الأساسية التدريس لمراحل البكالوريوس والماجستير".
 
وأضاف أن الجامعات تعطي عدة مفاتيح للطلبة، وعلى كل طالب البحث والاعتماد على نفسه للاطلاع على مصادر أكثر من المعلومات.
 
ويرى د.عدنان بدران رئيس لجنة السياسات التعليمة في مجلس الأعيان، أن مستوى الدراسات العليا تختلف من جامعة لجامعة "ولا نستطيع التعميم، إلا أن الوضع العام لدينا أفضل من الجامعات العربية والدول المجاورة، وذلك باعتماد الدراسات العليا الأمريكية من خلال مساقات علمية وأطروحة بالإضافة إلى اعتماد امتحان التوفل tofel لان اللغة الانجليزية هي لغة المعلومات والدراسات".
 
متابعة أستاذ الجامعة للطالب ضرورية، ويجب على أستاذ الجامعة أن يكون باحثا وناشرا لعدد معين من الأبحاث العلمية في المجالات والدوريات المحكمة حتى يكون قادرا على الإشراف " نشيطا بالبحث وليس بالإدارة"، وفي حال توقفه عن البحث والنشر تصبح معلوماته قديمة غير قادر على الإشراف، وفق الدكتور بدران. 
 
واتفق د.عبد الرحيم الحنيطي رئيس مجلس اعتماد مؤسسات التعليم العالي مع بدران حول ان لماجستير في الجامعات الأردنية  يعتمد على مساقات علمية وأطروحة  يقطع بها الطالب من 30-36 ساعة خلال سنوات الدراسة.
 
وأوضح أن الرتب العلمية التي تقوم بالإشراف على الرسائل الجامعية من رتبة أستاذ وأستاذ مشارك ذوي خبرة بحثية.   
 
لا يوجد مشكلة في نوعية الدراسات ومستواها لأنها مضبوطة بمعايير محددة وتعليمات، وأكد الحنيطي على السوية العالية لأستاذة  الدارسات العليا، ولا تعطى الجامعة اعتمادا في برنامج الماجستير إلا بعد اكتمال نصاب الأستاذة المؤهلين حسب لجان الاعتماد.
 
ومن الإشكاليات التي تواجه طلبة الماجستير ميل الدكتور إلى احد الطلبة دون سواه عند الإشراف، وهذا يسهل اكتشافه برداءة مخرجات التعليم، لذا يجب ان يكون المشرف مؤتمن على علمه وتعليمه من وجهة نظر الحنيطي.
 
"عدد الطلبة التي يشرف عليهم الأستاذ الجامعي 5 طلاب، وإذا وزاد العدد عن ذلك يؤثر على نوعية الرسائل لعدم القدرة على توزيع المعلومة على الطلبة بشكل جيد".
 
وأشاد بدران بقوة برنامج الماجستير المستمدة من متطلباته سواء المساقات العلمية والأطروحة، وأكد عدم تخرج أحد من الطلبة إلا إذا أتم متطلباته. وأوصى الأستاذ المشرف أن يكون صادقا مع نفسه وجامعته " الذي يستحق النجاح يستحق والذي لا يستحق لا يستحق".
 
يشار إلى أعداد طلبة الدراسات العليا في برامج الماجستير في الأردن ازداد، وفق آخر إحصائية لوزارة التعليم العالي والبحث العلمي لعام 2007/2008  بـ(12703) طالب.