مؤتمر الوفاق العراقي يعقد في عمان وسط تشاؤم من إمكانية نجاحه

الرابط المختصر

يأتي مؤتمر الوفاق والاتفاق العراقي الإسلامي الذي من المقرر أن ينعقد في عمان في 22 من الشهر الجاري بحضور أكثر من 200 شخصية عراقية من جميع أطياف الشعب العراقي, في ظروف تتصاعد فيها لغة والسلاح والتفجيرات المتبادلة بين الفرقاء العراقيين

العراقيين وتأجج مناخات الحرب الطائفية وازدياد العنف في العراق بين الأحزاب السياسية والطوائف الدينية, وتصاعد مخاوف دول الجوار العراقي من إمكانية انتقال عدوا الحرب إليها.

وشكك العديد من المراقبين للمشهد السياسي في العراق في قدرة مؤتمر الوفاق والاتفاق العراقي في نزع فتيل الأزمة العراقية وذلك للعديد من الأسباب من أبرزها تعقيد الحالة الإقليمية وعدم توفر الإرادة السياسية لدى الفرقاء العراقيين.

وفي هذا السياق قال محمد ابورمان الخبير في شؤون الجماعات الإسلامية في حديثه لراديو عمان نت حول مؤتمر الوفاق والاتفاق العراقي المزمع عقده في الأردن بمبادرة أردنية لمحاولة نزع فتيل الخلاف بين الفرقاء في العراق أن هناك فارق كبير بين الحديث عن نتائج مؤتمر الوفاق والاتفاق وبين فرصة الأردن للقيام بهذا الدور حيث أن توجه الأردن الدبلوماسي لفتح قنوات الاتصال بين الطوائف العراقية هو توجه جيد ويسير في الطريق الصحيح نحو إزالة سوء الفهم الذي اعترى العلاقات الأردنية الشيعية العراقية والحفاظ على مصالح الأردن في العراق وحماية امن الأردن في العراق من خلال القنوات مع مختلف القوى العراقية.

وأشار أن مهمة الأردن صعبة جدا وذلك لحدود الاختلافات الكبيرة بين القوى العراقية في المرحلة الحالية ولكن من حق الأردن القيام بدور إصلاحي في العراق.وأضاف أن المبادرة هي أردنية حظيت بالدعم العربي في اجتماع الجامعة العربية الأخير والهدف الأول لهذه المبادرة هو حماية امن الأردن والأمن العربي أيضا .

ويشير ابورمان انه لايمكن التعويل على ما سيحققه المؤتمر ذلك أن هناك قوى كثيرة من مصلحتها تأجيج الوضع في العراق الذي يعيش في مرحلة ما بعد مفترق الطرق وهنا إما أن ينتصر المتعقلون في العراق ويحققون تقدما ونتائج من هذا المؤتمر وإما أن تترك الأمور إلى دعاة الحرب في العراق والذين يعلو صوتهم في العراق في هذه الفترة.

من جهته قال الكاتب والمحلل السياسي سلطان الحطاب أن هذا المؤتمر هو محاولة استكمالية لمحالات أخرى سابقة قامت بها الأردن حيث أن الأردن يريد أن يستقطب الإسلام الوسطي وتحسين صورة الإسلام من خلال حل الخلافات بين الفرقاء من الوسطيين الإسلاميين في العراق .وأشار أن الأردن حاول ويحاول استقطاب شخصيات سنية لكن الولايات المتحدة كان لها وجهة نظر أخرى حول هذا الموضوع وبالتالي لم تثمر الجهود الأردنية رغم التأييد الكبير لها.

وشار الحطاب أن الأردن يسعى لتعزيز الدور السني في العراق وعدم تهميشه لان إخراج هذا التيار من اللعبة السياسية في العراق يؤدي إلى خلل كبير ولذلك حرص الأردن على أن تشارك كل ألوان الطيف العراقي في العملية السياسية سيما أن التيار السني يطارد من الولايات المتحدة وإيران على حساب فتح الطريق أمام التيار الشيعي.

وحول مدى نجاح المحاولة الأردنية من خلال هذا المؤتمر أشار الحطاب أن حجم الاشتعال في العراق لا تخمده مبادرة أو اثنتين ولكن هذه المبادرة تحاول أن تساهم في حل الخلاف بين الفرقاء العراقيين وإعادة الاستقرار إلى العراق.

من جهة أخرى يعقد الناطق الرسمي باسم مؤتمر الوفاق والاتفاق العراقي الإسلامي الدكتور عبد السلام العبادي في تمام الساعة الثانية عشرة ظهر الأربعاء في المركز الثقافي الملكي مؤتمرا صحافيا يتحدث فيه عن الاستعدادات الجارية لعقد المؤتمر.

وأكد وزير الخارجية عبد الإله الخطيب أن مؤتمر المرجعيات الدينية العراقية في عمان الذي سيعقد في الثاني والعشرين من الشهر الحالي ستشارك فيه على الأقل 200 شخصية عراقية من جميع أطراف الشعب العراقي، معربا عن أمله أن تساعد المبادرة الأردنية بوضع حد لحالة التأزم في العراق.

وينعقد المؤتمر بتعاون مؤسسة آل البيت للفكر الإسلامي وجامعة الدول العربية، وسيخلص في بيانه الختامي إلى التأكيد على أنه" ليس هناك أي أساس أو سبب شرعي ديني للعداء أو الاقتتال بين الشيعة والسنة".

ويشار إلى أن الأردن كان قد استضاف في شهر تموز من العام الماضي مؤتمرا إسلاميا أكد خلاله قرابة 170 عالم دين من مختلف المذاهب الدينية على عدم جواز تكفير أي مسلم.

أضف تعليقك