لصوص حقائب السيدات.. والحق على القانون

لصوص حقائب السيدات.. والحق على القانون
الرابط المختصر

تتناقل عدد من النساء الأردنيات روايات حول ما تعرضن له من حوادث سرقة لحقائبهن، ما يشير إلى تحول هذه الحوادث إلى ظاهرة. فما أن تسأل امرأة عن السرقة إلا وتسرد لك حادثة مرت بها أو بأختها أو إحدى قريباتها، ومن المتوقع أن تزداد الظاهرة مع اقتراب موسم الصيف المزدحم.

راتب للسرقة..

القصص تتكرر، وتتكرر السرقات...سميرة النوايسة سرقت بعد أن سحبت راتبها من البنك مباشرة فتقول "مع أني حريصة جداً على حقيبتي وأغراضي أثناء سيري في الشارع إلا أنني لم أكن أتوقع أن يكون المجرم يلاحقني منذ خروجي من البنك، لم أعطه الفرصة لسحب يدي وكنت قد مشيت مسافة شارعين، ظننت نفسي سأتعرض للدهس في البداية فكان همي أن لا أدهس، ثم شعرت بعدها بحقيبتي تُسحب مني، وكان يستخدم أداة حادة ليبعدني".

"لم أستطع أن أميز أرقام السيارة فهي مطموسة بحبر أبيض، لكني ميّزت نوع السيارة وأبلغت الشرطة عنها وأخذوا أوصافها وآمل أن تعود لي أوراقي الثبوتية على الأقل حتى لا أضطر لإعادة إخراجها مرة أخرى" تتابع سميرة قصتها.

القصة تكررت مع صديقتين لسميرة، فصديقتها أفراح تعرضت للضرب على ظهرها بقوة أثناء سحب الحقيبة من كتفها وهي الآن تعاني من ديسك في ظهرها ما تزال تتعالج منه.

(تمشايه..)

"كل الهويات وبطاقات البنك وصوري الشخصية والرخص، كل الأوراق القانونية التي أحتاجها بشكل دائم ذهب مع الحقيبة، مع أن المبلغ الذي كان فيها ليس كبيرا، إضافة طبعا الى هاتفي النقال وهو غالي الثمن" بهذا تبدأ سحر سردها قصّة السرقة التي تعرضت لها في منطقة الجبيهة.

وتتابع "طلبت مني ابنتي الكبرى أن نخرج لنتمشى حول البيت، لم أعتد التمشي هكذا إلا أنها أصرت وخرجنا، لم أستوعب كيف حدث الأمر فقد وجدت نفسي على الأرض وكتفي تؤلمني وابنتي تصيح على السيارة المنطلقة في الظلام، لم تعد الحقيبة لي، مع أني أبلغت الشرطة، لكنهم لم يستطيعوا العثور عليها، لا أعتقد أني سأخرج للتمشي مرة أخرى أو حتى اسمح لبناتي بذلك".

الحق على الموضة..

وتحكي هناء التي تعرضت لنشل حقيبتها أثناء خروجها من محل المجوهرات في صويلح "لم أدرك كيف أخذ الحقيبة مني، فقد انتشلها بسرعة لأني كنت أمسكها بأصابع يدي، كانت كل مجوهراتي فيها فقد كان يراقبني منذ دخولي الى المحل وبمجرد أن خرجت نشلها مني وطار بسيارته".

تضحك سارة الموظفة التي نُشلت حقيبتها بمجرد خروجها من البنك بالقرب من شارع الجامعة الأردنية، وتقول "سرقت حقيبتي، نشلها شخص كان في سيارة، الحق على موضة الحقائب الدارجة فهي صغيرة وسهلة النشل، كانت أمي دائماً تُحذرني من حمل الحقائب الصغيرة لكني لم أستمع لها حتى نشلت، الحق على الموضة".

سرقات صيفية..

"الظاهرة بدأت تتنامى وتتزايد، وخاصّة ونحن على أعقاب فصل الصيف" يقول الرائد بشير الدعجة مدير المكتب الإعلامي في مديرية الأمن العام "تكثر السرقات في فصل الصيف، ويختار اللص الفتاة ضعيفة البنية فيقوم بنشل الحقيبة بقوة كبيرة وهو بداخل سيارة".

وكإجراء احترازي نصح الدعجة السيدات بوضع حقائبهن على الجانب الذي يبعد عن جانب الشارع، والإمساك بها جيداً أثناء المشي، إضافة الى عدم أخذ مبالغ كبيرة بل ما يكفي الحاجة فقط".

الأشخاص الذين يقومون بمثل هذا العمل هم أشخاص معروفون لدى الأمن العام، يؤكد الدعجة ويضيف "يقوم الأمن العام باستدعائهم عند وقوع السرقة، ويجب على السيدات الإسراع بالتبليغ عن السرقة لأن رجال الأمن على دراية بهؤلاء الأشخاص كونهم معروفين لدى الأمن ويستطيعون الوصول إليهم".

3 شهور؟ بسيطة..

محترفو السرقات على دراية بالقوانين التشريعية والعقوبات التي تقع عليهم، لذلك فهم "انتقلوا من مرحلة سرقة المنازل التي توقع عليهم عقوبة شديدة الى انتشال الحقائب وعقوبتها ثلاثة شهور فقط وهي لا تعني للسارق شيء" كما يشرح الدعجة.

وتمنى الدعجة على المشرع الأردني أن يعيد النظر في العقوبة التي تقع على سارق الحقائب وتشديدها، وخاصة إذا كانت مرفقة بالأذى الجسدي نتيجة لعدم تخلي السيدة عن الحقيبة مما يعرضها للأذى بسحبها عدة أمتار من السيارة "خاصة أن بعض السيارات التي تقوم بهذة السرقات هي سيارات مموهة بأرقامها وأشكالها وبعضها يكون سيارات سياحية بعقد مزور مقدم لأصحاب تأجير السيارات".

للتوعية دور في الحد من انتشار الظاهرة أكثر وعلى الأمن مسؤولية هذه التوعية، فالسيارات في الأغلب تكون داكنة الزجاج وتكون أرقام السيارة غير واضحة فيلجـأون الى تغيير أضوائها من الأبيض الى الأزرق أو الأخضر بحيث لا تتمكن السيدة من تمييز الأرقام، ويحرص السارقون أن يختاروا مناطق معتمة ومزدحمة بالناس.


أضف تعليقك