لحمة الجمعة.. تقليد صامد
تختلف انماط التسوق بين المواطنين باختلاف عاداتهم الاجتماعية ونوعية السلع التي يرغبون في شرائها الا أن اغلب العائلات الاردنية منح وجبة الغداء من يوم الجمعة خصوصية لارتباطها بـ"اللمة العائلية".
ففي هذا اليوم تحرص ربات البيوتعلى تأمين وجبة عمادها اللحم لمنحها رونقا خاصا لعل ابرزها "المنسف" الأكلة الأكثر شعبية في المملكة.
يقول صاحب ملحمة في مدينة السلط، أبو الليث، إن الطلب على شراء اللحوم يوم الجمعة يزداد بنسبة تصل إلى 80%، نتيجة اجتماع العائلات الذي يتطلب وجبة غداء مشتركة.
أبو الليث بين أن الرحلات تلعب دوراً كبيراً في زيادة الطلب على اللحوم، فالعائلات ومجموعات الشباب تقوم بشراء اللحم لاقامة حفلات الشواء التي تضفي اجواء من البهجة على تلك الرحلات، موضحاً أن يومي الخميس والجمعة يكونان مميزان بشراء اللحوم حتى مع ضعف الحركة خلال الأسبوع، حيث إن بعض المواطنين يشترون اللحوم في هذين اليومين فقط.
ويستهلك الاردنيون قرابة 16 ألف طن سنويا من اللحم البلدي و36 ألف طن من اللحوم المستوردة الطازجة وما يقدر بـ20 ألف طن من اللحوم المستوردة المجمدة.
وذكر المواطن طارق الكايد أنه يشتري اللحوم صباح يوم الجمعة، لتموين البيت أسبوعاً كاملاً، فغداء يوم الجمعة مهم جداً بالنسبة لعائلته المكونة من أربعة أفراد، ذلك انه اليوم الوحيد الذي تجتمع فيه كل العائلة.
وأضاف أن هذا الوقت من العام تزداد رحلات العائلة، وبالتالي يزيد استهلاك اللحوم، إضافة إلى الكميات المستهلكة لأيام الأسبوع، ليصل استهلاكه الأسبوعي إلى نحو 80 ديناراً في الأيام العادية ويتجاوز ذلك في حال أقام وليمة لأحد الأقارب أو الأصدقاء.
وارتفعت أسعار لحم الخروف في السوق المحلية مقارنة بما كان عليه قبل اسبوعين حوالي دينار واحد للكيلو الذي وصل سعره لدى تجار التجزئة 9.5 دينار، فيما بلغ سعره على أرض مسلخ أمانة عمان 7.5 دينار.
بدوره قال صاحب ملحمة في منطقة صويلح أبو أحمد إن مبيعات الملحمة ترتفع يوم الجمعة ومساء الخميس بنسب تصل إلى 50% أيام الشتاء، ووقد تصل إلى 90% خلال ذروة موسم الأعراس في فصل الصيف، إذ تكثر "العزائم" لدى المواطنين.
وبين أبو أحمد أن طلبات المواطنين تختلف بحسب المواسم، إذ تكثر على "الكباب والشقف" في أوقات الربيع والصيف، فيما تزداد على "لحوم الكفتة ورأس العصفور" في الشتاء، في حين أن لحوم المنسف والمقلوبة ثابتة تقريبا في كل المواسم.
ويتراوح سعر كيلو البلدي في السوق المحلية بين 7.5 دينار و9 دنانير بحسب الوزن والمنطقة التي يباع فيها فيما يبلغ الحد الأدنى من سعر المستورد 2.5 دينار وحدّه الاعلى 5.5 دينار بحسب منشئها الذي يكون عادة من البرازيل أو الصين أو نيوزلاندا أواستراليا أوالهند.
المواطن خالد صالح أشار إلى حرصه على شراء اللحوم يوم الجمعة لكونه يوم عطلته الوحيد، ويؤكد أن الملحمة التي يشتري منها، تعرض اللحوم ذات الجودة العالية يوم الجمعة كي تستفيد من زيادة الطلب وتوسيع دائرة الزبائن.
وأضاف صالح أن مائدة يوم الجمعة يجب أن تحتوي على لحوم، خاصة أن طبيعة عمله تضطره إلى تناول الوجبات السريعة خلال النهار لعدم وجود الوقت الكافي ليقوم بالطبخ لاسيما أنه يعيش وحده، حيث يشتري لحوما يوم الجمعة بنحو 20 ديناراً.
وكانت أسعار اللحوم المستوردة ارتفعت بأنواعها بشكل طفيف أمس مقارنة بما كانت عليه قبل أسبوعين، نتيجة ارتفاع أسعارها في بلد المنشأ، بحسب مستورين وتجار تجزئة.
من جهتها تشير أم نور أن شراء اللحوم يوم الجمعة والنزول إلى مزرعة العائلة من العادات التي تعلمتها من زوجها الذي يعمل حالياً في دولة خليجية، إذ كان يقوم بشراء اللحوم في أول الشهر لتقوم هي بتخزينها، ولكن لحوم الرحلات يقوم بشرائها طازجة من الملحمة.
وتوضح أنها تشتري اللحوم في يوم الجمعة طازجة بغض النظر عن سعرها، ذلك أنه سيتم طبخها مباشرة سواء على طبق المنسف أو اللحم المشوي حيث أن هذين الطبقين يعتبران تقاليد عائلية بالنسبة لهم.
وبحسب أصحاب ملاحم فان الزبائن يتفاوتون في معدل شرائهم للحوم البلدية بين وقت وآخر، فبعضهم يشتريها ثلاث مرات في الاسبوع وبعضهم مرة واحدة في الشهر وآخرون يشترون "ذبيحة" بأكملها.











































