لاجئون سوريون يعانون ظروفا قاسية وتراجع المساعدات

الرابط المختصر

يكاد الشعب السوري يكون ضحية أكبر عملية تهجير قسري عرفها التاريخ ؛ حيث استخدمت عصابات الشبيحة في سوريا شتى وسائل القمع والتنكيل والمجازر والتطهير العرقي ، رافقتها سياسة الحرب النفسية من خلال نشر أخبار القتل الجماعي وعمليات الهدم والاغتصاب وغيرها لنشر الذعر والهلع في نفوس الأهالي لترك قراهم والحفاظ على أرواحهم .

ويقول الناشط السوري المحامي خالد الحشيش احد اللاجئين السوريين إن حرمان اللاجئ السوري من أبسط حقوقه، من العيش بأمن وأمان واستقرار وكرامة على أرضه ، مأساة كبيرة وفاجعة عظيمة، ولها تداعياتها على جميع الأصعدة، فمرارة التهجير ولوعة الشتات وحرقة الغربة ليس لها حدود، والمشكلة تتعقد والمأساة تتضاعف، إذا ضاقت السبل وانقطعت الحيل وقلت الخيارات وانعدمت البدائل، والأدهى من ذلك استمرار التشتيت وتوالي الغربة حتى ولو كانت قريبة بين الحدين كما يقول الحشيش .

وأفاد اللاجئون بانهم فروا إلى الأردن «بسبب عمليات القتل وحملات الاعتقال التي تقوم بها السلطات السورية ضد المدنيين».

وبحسب اللاجئين فانهم يعيشون في ظروف قاسية في الرمثا خاصة القاطنين في الملعب البلدي والسايبر ستي واسكان البشابشة ، اما الذين سكنوا في اسكانات مستأجرة فانهم يعيشون ظروفا جيدة حسب احد الناشطين السياسيين، مؤكدا بان هؤلاء بحاجة إلى تقديم يد العون والمساعدة».

من جانبه أكد احد المحسنين أنه بالتعاون مع جمعية خيرية خليجية يتم توفير كميات من الأغذية وبعض الاحتياجات الضرورية لهم.

وتحدث خليل احمد احد الناشطين عن معاناة بعضهم من أمراض القلب والسكري وأمراض أخرى وأنه جرى إرسال بعضهم للعلاج، لكنهم يحتاجون إلى برنامج متكامل للتعامل معهم نظرا لظروفهم الصعبة جدا .

ومع تزايد اعمال العنف يزداد عدد النازحين السوريين الى الرمثا، خصوصاً بعد المواجهات الأخيرة بين الجيش الحر والجيش السوري.

ويلقى العشرات من الفارين من جحيم الحرب السورية، حتفهم قتلاً على أيدي عصابات الاسد بالقرب من الشريط الحدودي، حيث اشارت ارقام غير رسمية الى مقتل50 شخصا في شهر واحد ونجاة 3 آلاف وصلوا الى الأراضي الاردنية .

وحسب المدير الاقليمي لجمعية الكتاب والسنة عامر العزايزة فانه تم تقديم اكثر من ثلاثة ملايين دولار لمساعدة اللاجئين في الرمثا تمثلت ببدل ايجارات ومعونات طارئة عينية ونقدية وهو مبلغ لا يكفي لإيوائهم، ما يزيد من الاعباء الاقتصادية والانسانية على الحكومة الاردنية.

واكد العزايزة ان النازحين السوريين مازالوا يتوافدون على الأراضي الاردنية يوميا منذ بداية الثورة في بلادهم، يدفعهم الخوف من الاعتقال اوالقتل، وسواء كانوا داخل الاسكانات أو خارجها، فهم يناضلون لتوفير لقمة العيش والتعليم لأبنائهم .

واجمع كثير من اللاجئين الذين نزحوا الى الرمثا ومنهم( محمد عبدالله وعلي عياش واحمد عبد القادر وعلي سعيد )، بانهم لم يقبلوا العيش داخل مخيمات ( السايبر ستي او ملعب الامير هاشم او سكن البشابشة ) التي تعاني من ظروف سيئة أصلا كما يقولون، وفضلوا العودة الى بلادهم وانهم جازفوا بالقدوم إلى مدينة الرمثا أملين في الحصول على فرص عمل، أو أن تمد لهم المنظمات الإنسانية يد العون.

هاجس العمل هو إحدى العقبات الكبيرة التي تناضل العائلات السورية النازحة للتغلب عليها، كما تؤكد زوجة لأحد المعتقلين السابقين، هربت مع أسرتها بعد أن أصبح زوجها مطلوبا في كل الأفرع الأمنية بمدينة حلب وتؤكد استعدادها للعودة لسوريا في نفس اليوم الذي يسقط فيه النظام الحاكم .

مدير احدى المؤسسات الخدمية التي تعنى باللاجئين أكدَ لـ» الدستور « أن الخدمات التي تقدم للاجئين السوريين تراجعت كما وكيفا، وصارَ الحديث عن حياة اللاجئ السوري يتلخص في المعاناة التي رسمت تفاصيل جميع نواحي حياته ووزعت معاناتهم على كافة الأصعدة الصحية والتعليمية والاجتماعية.

في السياق ذاته اشتكى اهالي مجاورون لاسكانات اللاجئين من الازعاج المتكرر يوميا ولغاية الفجر من اصوات الاغاني..والقاء النفايات من الشبابيك على سياراتهم والشارع العام ..وخروج الشباب واظهار انفسهم بالملابس الداخلية...وازعاج الجيران واقلاق راحة الاهالي بالخروج الى ساحات منازلهم ،ما ادى قبل يومين الى وقوع مشاجرات استمرت حتى الفجر وتدخل الدرك والقى القنابل المسيلة للدموع واصيب عدد من الاردنيين والسوريين خلال المشاجرة.

أضف تعليقك