لاجئة تلد لوحدها في العازلة..وسط منع حكومي بدخولها أراضي المملكة

الرابط المختصر

لا يزال 193 لاجئا كرديا ينتظرون مساعدة المفوضية السامية لشؤون اللاجئين للخروج من مخيم العازلة الواقع في منطقة "بين الحدين" على الحدود الأردنية – العراقية؛والجديد هو ولادة إحدى اللاجئات قبل يومين لوحدها وبغياب الإسعافات الطبية اللازمة لها.

ولادتها جاءت على "معرفة" من المفوضية السامية لشؤون اللاجئين والتي تعتبر قضيتهم بالأصل "غير مجدية طالما أنه وفر لهم مكان آمن بشمال العراق، وعنوان مخيمهم كاوا". هم حاولوا التحرك لأجل إدخال اللاجئة الحامل ولكن الحكومة الأردنية رفضت إدخالها.

الناطق باسم اللاجئين من مخيم العازلة، جمال حسين يقول إنهم قاموا بالاتصال قبل أسبوع مع مسؤولة الحماية في المفوضية ميشيل الفارة لأجل قيام المفوضية بدورها وتقديم العون لتلك السيدة التي كانت تعاني من ألم المخاض قبل أسبوع كي يتخذوا إجراءاتهم.

وما حصل بعد ذلك، كما يقول اللاجئ حسين لعمان نت أنه لم يلق الاستجابة وقد عاود الاتصال مع المسؤولة، وقد أغلقت الهاتف بوجهه، ويشرح.."السيدة ميشيل تعلم أن المرأة ولدت بدون أي مساعدة أحد وكانت تنزف دماً، وقالت لي في اتصالي معها قبل أسبوع أن الحكومة الأردنية لم توافق على إدخال السيدة إلى المستشفى لكنها ستحاول، واتصلت بها قبل يوم ولم ترد علّي رغم محاولاتي العديدة".

ويضيف "وقد اتصلنا مع مدير الحدود الأردنية وقال لنا أنهم لم يتلقوا أي طلب من الحكومة كي يمنعوا دخول أي لاجئ يعاني من حالة طارئة داخل الأراضي الأردنية"، ويلوم حسين المفوضية على إهمالها لأوضاعهم في مخيم العازلة، فهي "لا تتعاون معنا أبداً، ورغم حالتنا السيئة في العازلة ورغم سلسلة الاعتصامات التي نقوم بها، إلا أنها لا تستجيب".

"القوات الأمريكية بعثت فريقا طبيا من العراق لأجل متابعة حال اللاجئة التي أصيبت بنزف الولادة" على حد قول اللاجئ حسين.

بدورها، علقت مسؤولة الحماية في المفوضية ميشيل الفارة لعمان نت أنها تلقت اتصالا هاتفيا من اللاجئ جمال، حيث تابعت الموضوع، "إلا أن الحكومة الأردنية لم توافق على إدخال تلك اللاجئة إلى مستشفياتها"، ورغم ذلك تبين أنهم قامت المفوضية "بإرسال فريق طبي من العراق إلى المخيم وعالج اللاجئة وحالتها الآن مستقرة".

التنسيق بين المفوضية السامية والحكومة الأردنية مستمر، كما تقول ميشيل، وتضيف: "الحكومة دائمة الاتصال معنا حيال ملف اللاجئين الأكراد الإيرانيين".

وتؤكد ميشيل أن هذه أول مرة لم تسمح فيها الحكومة الأردنية بإدخال اللاجئة في حالة طارئة إلى الأردن، "فهي بشكل عام متعاونة مع المفوضية". وتضيف أن الأكراد في العازلة مصّرين على الذهاب إلى أي دول أوروبية رغم الخيار الذي تصّر عليه المفوضية في تهيئة مخيم كاوا في شمال العراق كمكان دائم للأكراد.

وحاولت عمان نت مرارا الحديث مع الناطق باسم الحكومة ناصر جودة، إلا أنه لم يعلق على القضية.

وفي ردها على ما يعتبره اللاجئون بانعدام الأمن في شمال العراق، تقول ميشيل: "شمال العراق ومنطقة سكنهم هي منطقة آمنة ومحمية".

وحول تنسيق المفوضية مع الحكومة العراقية لأجل إدخال الحالات الطارئة إلى مستشفياتها أيضا، تعلق مسؤولة الحماية أن المستشفيات العراقية الأقرب إلى المنطقة الحدودية: "بدائية وتحتاج إلى الكثير من الاحتياجات الطبية، وكل ذلك عدا سيارات الإسعاف ففي حال دخولها تكون مستهدفة للقصف والنيران".

ويتحدث مدير مستشفى المفرق الحكومي، د. ضيف الله الحسبان عن استقبالهم للاجئين، ويقول: "الحالات التي تأتينا بالمجمل غير طارئة، ويتم وصولهم إلى المستشفى عبر موظف ارتباط من المفوضية إضافة إلى شرطي مخفر".

وعن الحالات الطارئة التي استقبلها مستشفى المفرق الحكومي، يقول الحسبان: "جميع الحالات التي استقبلناها غير طارئة، ويتم معالجتها فورا، باستثناء حالة كانت لدينا ومكث فيها المريض 15 يوما، بسبب مرض جلدي محدثا له فقاعات على جلده".

ويوضح مدير الحدود الأردنية في الرويشد العقيد وضاح محمود أن إدخالهم للحالات الطارئة للاجئين الأكراد -الإيرانيين تكون بناءً على تنسيق مسبق وبأمر من وزارة الداخلية التي تتعاون مع المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، "وحتى الحالات الإنسانية الطارئة تتم بالموافقة عليها من قبل وزارة الداخلية".

التنسيق بين إدارة الحدود ووزارة الداخلية يكون إما عبر الخطابات الرسمية أو عن طريق الهاتف لأخذ الموافقة الشفهية، ويقول العقيد وضاح أن "كل حالة تدُرس على حدا"، مؤكدا أنه "يجب أن لا ننسى أنهم مقيمين في الأراضي العراقية وخارج الحدود وأي مساعدة تكون من باب الإنسانية".

يشار إلى أن عدد اللاجئين الأكراد الإيرانيين في العازلة وصل إلى 193 لاجئا، وبقدوم طفل جديد يصبح العدد 194 لاجئا، حيث يقارب عددهم أيضا عدد اللاجئين الأكراد المقيمين حاليا في مخيم الرويشد المطل على الحدود الأردنية –العراقية وعددهم 192 لاجئا، وتدعمه المفوضية السامية لشؤون اللاجئين بالتعاون مع الحكومة الأردنية عبر الهيئة الخيرية الهاشمية التي تقدم الدعم المادي من طعام وشراب.

ويتحدث مدير عام مستشفى الرويشد الحكومي د. موسى عاقولة عن أعداد اللاجئين الذين يستقبلهم مستشفى الرويشد، مستعرضا المراجعين الذي جاءوا خلال السنوات الأخيرة، "وصل عددهم إلى 18425 لاجئا في الثلاث سنوات الأخيرة وجميعهم من الجنسيات الكردية والإيرانية والعراقية والفلسطينية يقيمون داخل مخيم الرويشد".

وعن عدد المراجعين يوميا للمستشفى، يقول عاقولة: "يأتينا بين 14-15 حالة، لكن في السابق كان الأمر مختلفا، وكذلك فإن أبرز الحالات المرضية التي تأتينا بين مرض السكري والضغط ولدغة عقرب وحروق وأمراض القلب، وولادات وأسنان وعمليات في الزائدة الدودية".

ويضيف أنه يتم الكشف عن الحالات عبر كشف طبي من قبل أطباء وزارة الصحة، الذين يعاجلون الحالات المرضية وطبيب الوزارة يقيّم الحالة وإذا احتاجت أكثر مما قد يقدمه فيتم إرساله إلى المستشفيات وبتنسيق مع الداخلية والمفوضية.

ويقول مدير مستشفى الرويشد أنهم يستقبلون جميع الحالات التي تأتيهم "ولا نعلم عن حالة هذه السيدة، لكننا على العموم نستقبل جميع الحالات، وحول الإجراءات الأمنية سواء تم إدخال حالات طارئة من مخيم العازلة أم لا فهي تتعلق بأمن الحدود والجهات الحكومية".

أضف تعليقك