كيف يتعامل الأردن مع مرض أقلق العالم

الرابط المختصر

انفلونزا الطيور هذا المرض الذي أقلق العالم لا يختلف اثنان أنه بات يهيمن على أحاديث المواطنين الأردنيين في الآونة الأخيرة، وكذلك أصبح مادة غنية للأخبار في الصحف ووسائل الإعلام.

وبدا جليا أن الخوف هاجس المواطنين؛ متجليا ذلك عبر مقاطعتهم للدجاج ولأي منتج يتعلق بالدواجن، وما زاد الطين بله هو اكتشاف بؤر للمرض في شمال المملكة وإعلان إصابة وانتشار المرض في دول مجاورة للأردن.

ومع الإعلان سابقا عن وجود بؤرة للمرض في منطقة كفرنجة في عجلون شمال المملكة، شرعت وزارتي الزراعة والصحة إلى محاولة محاصرة المرض بكل الوسائل المتاحة، لكن كيف تتعامل الحكومة جديا مع المرض وما هي العلاجات المتوفرة وقيمتها وكيف يعرف المواطن بالمرض !

ورغم أن وزارة الصحة هي المسؤول الأول عن تداعيات المرض، فعلى الأرض الواقع وما أفرزه، دفع وزارة الزارعة إلى الواجهة بدءاً من شحنة الحبش المستوردة من إسرائيل وصولا إلى مطالبات باستقالة وزير الزراعة عاكف الزعبي؛ ولا ينفك أحد من اتهام البعض لجهات مسؤولة بالتقصير في مساعدة الحكومة في مكافحة المرض بما فيها القطاع الخاص وأيضاً الإعلام لأجل توعية المواطنين بالمرض والذي ساهم بشكل أو بآخر بإثارة البلبلة والخوف بين المواطنين.

مساعد الأمين العام للثروة الحيوانية في وزارة الزراعة د. فيصل العواودة، يعتقد أن العاتق يقع على كل الدوائر المختصة من وزارة الصحة والزراعة والدوائر المختلفة والقطاع الخاص ولا يحتاج مثل الموقف أن تقف جهة تنظر إلى الأخرى.

والمطلوب الحذر وغير مطلوب التخوف الزائد..."وهذا المرض قد نتعامل معه في المستقبل كأي مرض آخر، لكن بسبب الدعوات العالمية بضرورة الحذر والعمل لأن المرض بدأ مرحلة جديدة انتقال فيها من الحيوان إلى الإنسان وهنا تبدأ الكارثة إذا ما عولج وبالتالي التخوف الشديد".

5686216 ، 5657756، 5686489 تلك هي أرقام التي تستقبل وزارة الزراعة شكاوى المواطنين وعن تبليغهم بأي حالة يشتبه إصابتها بأعراض مرض انفلونزا الطيور، ويقول: "ليس بالضرورة أن تكون كل الطيور تعاني من الوباء لكن من الجانب الصحي لا يوجد مانع من أن يتصل أي مواطن ويبلغ عن أي اشتباه يشعر به على أحد الطيور التي يراها أمامه".

ويوضح د. عواودة أن هناك تداخلا بين مرض نيوكاسل الذي يصيب الدجاج وانفلونزا الطيور، فمرض نيوكاسل تموت فيه مجموعة من الدجاج دفعة واحدة وليس واحدة فقط، أما فيما يخص الانفلونزا فيشتبه بإصابتها عندما تمتنع عن الطعام والريش وتصبح الدجاجة غير طبيعية وعصبية ورقبتها غير سليمة ويتحول لون عرفها من الأحمر إلى الأزرق ومن ثم تموت".

سلسلة من الإعدامات طالت آلاف الطيور، فما هي الآلية التي تحدد لأجلها ليتم إعدام الطيور، يجيب د. عواودة "هناك تعامل محدد يتم من خلاله إعدام الطيور المخالطة ورغم سلامتها وتجنبا لإفرازات الدماء لها يتم التخلص منها بالكامل وبلغ عدد الطيور المعدمة وصل إلى ما يقارب الـ 20 ألف طير".

بأمر من رئاسة الوزراء تقرر بتعويض أصحاب المزارع المتضررة من المرض والتي أعدم فيها طيورهم، وعن كيفية التعويض تم تحديد التعويض والذي يعتمد على نوعية الطيور المتلفة سواء كانت لاحمة أم بياضة ومن ثم عمرها وأعدادها وهم الآن في خضم دراسة للتعويضات والتي ستحدد من قبل أخصائيين سيزورون المزارع.

من جانبه يقول أمين عام وزارة الصحة د. علي أسعد أنه "لا بد من النظر أن أول إصابة بشرية في الأردن سجلت لمواطن مصري وافد وهو غير أردني، والجهود فاعلة في متابعة منطقة كفرنجة ووزارة الصحة تعمل بمنتهى الشفافية حيال هذا المرض".

وعن العلاجات المتوفرة يشير أن العلاج متوفر فقط لدى وزارة الصحة، وهو مضاد للفيروسات، "وقمنا منذ فترة ليست قليلة بطلب كمية 3 ملايين كبسولة و100 كيلو غرام من الباودر للأطفال مع العلم أن الدواء هو الوحيد في العالم المعالج لمرض انفلونزا الطيور".

نقيب الأطباء البيطريين د. عبد الفتاح الكيلاني يشرح أن مرض انفلونزا الطيور ليس وليد يوم أو يومين إنما أكثر من عشر سنين، وهو من فيروسات الانفلونزا H5N1 وقد بدأ ينتقل من الحيوان إلى الإنسان، "بالفعل أنه شديد الضراوة على الحيوان لكنه ضعيف جداً على الإنسان".

وعن الإصابات البشرية التي سجلت حتى الآن، يضيف د. الكيلاني "هناك 200 إصابة في العالم على مدى 9 سنوات، والوفيات حوالي 100 وفاة علما أن المتعاملين مع الدواجن 100 الملايين، لكن لأنه انتقل من الحيوان إلى الإنسان أصبح الاهتمام به كبيرا وتنادت الصحة العالمية به لكنه ليس كما صوره الإعلام مرعب".

أضف تعليقك