كنترول الباص..جلاد الركاب أم ضحيتهم؟

الرابط المختصر

هو
مساعد سائق الباص، ومعاونه في تحصيل الأجرة وترتيب صفوف الركاب، والمرشد لأي خلافات
قد تقع داخل الباص، هل يقوم بعمله كما يجب؟ أم سببا لكل المشاكل التي قد تقع؟كونترول
الباص، هي مهنة متعارف عليها عند الأردنيين، وهي بنظرهم أن الكنترول جابي الأجرة،
وخلاق المشاكل و"يخصم باقي الأجرة، تحت عنوان آسف نسيت"، أو
"راعينا لا يوجد بقية أو فراطة".


كنترول
الباص مهنة لا تزال غير موثقة بعد في أدراج هيئة تنظيم قطاع النقل العام، رغم أن
كل باص لا يخلو من الكنترول، وإن لم يتوفر فسيكون غائبا في ذالك اليوم، أو لخلاف
وقع بينه وبين السائق أدى بالنهاية إلى طرده من العمل.


القناعة:
الكنترول أزعر

قناعة
العديد من المواطنين لا يغيرها أحد فهو "أزعر" غير محترم ولا يحترم آداب
الحديث مع الآخرين، هو "يقصد الاحتكاك بالفتيات، وإسماعهم كلاما غير
لائق" تلك قراءة سريعة لرأي عدة ركاب يصطفون بالدور بمجمع رغدان.


هل
هو حقا ضحية عدم وجود قوانين لا تحمي حقوقه، أم أنه دخيل على مهنة النقل، وبات يمثل
لأصحاب الباصات الإدمان "ولا غنى عنه"، فمن الصعب الاستغناء، هل هو السبب
لأكثر المشاكل التي تحدث في الباصات وخصوصا العاملين على باصات الحجم المتوسط أي الكوسترات!


كنترول
الباص شادي رحامنة يعمل منذ أربع سنوات كنترولا على خط عمان - إربد، يحصل يوميا
على مبلغ 4 دنانير، يتحدث عن عمله ويقول: "في الغالب لا تحدث مشاكل معي، لكن
هناك ركاب يتعاملون معي على أني جاري لهم، ويعطوني الأجرة إما ناقصة أو بطريقة غير
مؤدبة تجعلني أتعامل معهم بذات الطريقة، وقد تحدث مشاجرة، لكن ليس كثيرا لأنني
أحترم الباص وبقية الركاب".


لكنترول
الباص علي جودت رأي مناقض لحديث شادي، يقول: "لا يوجد كنترول باص عامل إلا
وله باع من المشاكل، فالغالبية منهم زعران ويعاكسون الفتيات ويضايقون الركاب ولا
يقصرون في استغلال أي راكب بالأجرة، ويرجعون باقي النقود ناقصة، مستغلين إما جهلهم
أو خجلهم، ناهيك عن سرقتهم السائق الذي يعملون لديه".


مهام
عديدة على الكنترول

كنترول
الباص حمادة كما يلقب، لا يوفر وقتا إلا ويعمل على نظافة الباص العامل لديه، يقول:
"أحافظ على نظافة الباص، وأتعامل مع السائق والراكب باحترام، وأدرك أن النظرة
علينا سلبية جداً، لأن هناك عدد من الكنتروليه السبب للعديد من المشاكل، ولا
أستطيع أن أنكر ذلك لكن لا تعمم حالاتهم على البقية".


سائق
الباص ضيف الله الصقور، يعمل لديه كنترول يأخذ راتب 90 دينارا بالشهر، يقول:
"لا أستطيع الاستغناء عن الكنترول، لأني أحتاجه وقت المشكلات، مثلا عطل معين
في الباص يساعدنا، أو يحافظ على نظافة الباص، وكذلك ترتيب الركاب وتحصيل الأجرة
منهم".


أما
السائق حسين البابا لا يعاني من مشاكل الكنترولية، لأنه كما يقول "أي مشكلة
معه، أقول له ألله معك الذي أتى بك يأتي بغيرك".


ويضيف
"إذا أساء الكنترول لأحد الركاب سأقوم بطرده على الفور من الباص". وتحدث
عن أن أكثرية السائقين يركزون على الكنترول المتزوج كشرط للعمل لديهم، لأنه يحتاج المال
بنظرهم، ويريد العمل، في حين الشباب منهم فلا يبحثون إلا على المشاكل ومعاكسة الفتيات.


ويقول
سائق الباص سعيد أن الكنترول بات من ضروريات الباص، معددا الأسباب التي ذكرها
السائقون، ويضيف "السائق المحترم يوظف الكنترول المحترم، والسائق الأزعر يوظف
الكنترول الأزعر".


الراكب
ماضي يعتمد دوما على الباصات في تنقلاته، يتحدث عن الكنترول، "هناك زعران ومن
وجوههم تميزهم وآخرون محترمين لا يبحثون إلا عن العمل وتحصيل المال ليساعد
أسرته".


أما
الراكب عبد الله يقول: "الكنترول مواطن عادي لا يختلف عن غيره من المواطنين
من ناحية كل واحد له إيجابياته وسلبياته".


ويقول
السائق جمعة أنه بدل الكنترول لديه أكثر من عشر مرات وآخرهم لم يمض الأسبوع لديه
يقول: "عدد منهم خلقوا لي المشاكل، وآخرون سرقوني، وآخرون بيوم وليلة لم
يأتوا إلى العمل، لا أدري هذه مهنة غير مقيدة بأحكام وضوابط".


ومعرض
للاضطهاد

ويروي
كنترول الباص محمد الحلبي واقع عمله، -وهو عامل كنترول منذ 25 عاما ومن ثم أصبح
إضافة إلى عمله مراقبا ومنظما لوقوف الباصات العاملة على خط عمان إربد في مجمع العبدلي- "يوميا يبدأ عملي منذ الساعة الخامسة
صباحا، ولا أجد أن هناك مشاكل مع الركاب، والباص الذي ليس لديه كنترول أصعد فيه
وأحصل الأجرة منهم، وبالتالي أتقاضى مبلغ دينار عن كل باص"، معتقدا أن المهنة
بحاجة إلى رجال يحافظون على لقمة عيشهم ويصمتون أمام نظرة متدنية لهم.


ويرى
محمد أن أي كنترول يتعرض لاضطهاد يصمت لا يشتكي لأي جهة، لأنه لا يوجد تنظيم لهذه
المهنة ولا رقابة، وبالتالي معرض دوما العامل فيها إلى الاضطهاد والطرد منها بدون
عقوبات، ويقول محمد: "الكنترول يبحث عن لقمة عيشه، وما يزيد أعبائه هي النظرة
السلبية جدا عليه".


ويطالب
الراكب أبو جواد باستبدال الكنترول بحّصالة، لأجل الاستغناء عن الكنترول "على
اعتبار أنها مهنة ليست مهنة".


مهام
الكنترول عديدة

ويعّرف
الناطق الإعلامي في النقابة العامة للعاملين بالنقل البري والميكانيك، محمود عبد
الهادي مهنة الكنترول ويقول: "مهامه تتمثل بالسيطرة والضبط، وتسمية الكنترول
جديدة علينا وكان في السابق يسمى معاون السائق، ويتخلص عمله بتنظيم الباص وترتيب
الركاب في المقاعد وتحصيل الأجرة والمحافظة على نظافة الباص من الداخل والخارج،
وكذلك تحديد مكان وتنزيل الركاب".


تلك
النقابة حاولت في السابق إصدار بطاقة معلومات خاصة بالكنترول أسوة بسائق الباص،
إلا أنها جمدت نظرا لتغير إدارة هيئة تنظيم قطاع النقل العام، ويتحدث عبد الهادي
عن الإجراءات التي احتاجتها النقابة لتوثيق البطاقة، ويقول: "حصلنا على موافقة
مديرية الأمن العام والسير ووزارة الداخلية، لنكون في النقابة الجهة المخولة
لمراقبة أحوال الكنتروليه وتنظيم هذه المهنة، والمعنية بالبطاقة".


مهننة
الكنترول

وكان
الهدف من هذه البطاقة للتعريف عن الكنترول ومن باب تنظيم المهنة، حيث كانت ستصدر
على ثلاثة نسخ، الأولى تعلق داخل الباص وبجانب بطاقة معلومات السائق، والثانية
تحفظ لدى إدارة السير، والثالثة لدى النقابة.


ومن
الشروط التي صيغت "أن العامل في مهنة الكنترول يجب أن يبدأ من سن الثامنة
عشرة، وذلك انسجاما مع قوانين العمل، التي تمنع عمالة الأطفال ما دون سن الثامنة
عشرة، وكذلك على شهادة حسن السلوك، وشهادة عدم محكومية، كذلك إخضاعه إلى دورات
تقوم بها نقابة العاملين بالنقل البري والميكانيك، تهدف إلى تعريفه بمهامه وإخضاعه
إلى دورات في كيفية التعامل مع الركاب".


ويقول
عبد الهادي أن الخطوات التي قامت بها النقابة لصالح مهنة الكنترول تم توقيفها من
قبل الهيئة "على اعتبار أنها تريد وضع حّصالة، وهذه خطوة خاطئة بغض النظر عن
وجود أيضا البطاقة الذكية، وهو ما سيولد بطالة في صفوف هؤلاء الشباب العاملين
كنتروليه".


ويضيف
"طالبنا الهيئة بإلزام شركات الاستثمار بوضع بطاقة المعلومات الخاصة
بالكنترول، إلا أن الأحوال جمدت، ولا يوجد أدنى اهتمام لهذه الوظيفة، فالمطلوب
إعادة هيكلة، لأن الحال الآن يمكن تسميتها بالمربكة".

أضف تعليقك