كعكات سنابل مجبولة بالأماني (فيديو)

تفوح كل صباح رائحة الخبيز من منزل مروة التي تعمل على تحضير الكعكات المزينة بالكريما الملونة وبعض الفاكهة مع ابنتها الشابة ذات الستة عشر عامًا ليتولى شقيقها توصيل الكعكات للزبائن في الوقت المناسب, وبذلك توفر صانعة الكعك قوت يومها ومصروف بناتها الأربع.

مروة السيد, سيدة سورية ثلاثينية تعيش في اربد تضرب الصعوبات التي فرضتها جائحة كورونا على القطاع التجاري عرض الحائط ، و تتكئ على هوايتها لصنع الحلويات، وتبدأ مع بداية عام 2021 مشروعها لصنع الحلويات المختلفة بعد حصولها على الرخصة من بلدية أربد الكبرى. 

 

"ما عمري فكرت يوم إني أحول هوايتي اللي بتسلى فيها مع عائلتي وصديقاتي في وقت فراغي إلى وظيفة بدوام كامل, لكن مرض زوجي مع بداية العام واستمرار علاجه للآن وحاجته للراحة دفعني للتحرك" تروى مروة لعمان نت, فمطبخها الصغير المليء بالحب يعج بالحركة بمعدل ثماني ساعات, تفوح الرائحة الزكية منه بعد جلب المكونات من البقالة وتجهيز المكايل والأدوات البسيطة للبدء بالخلط والتحضير والخبز, تزين الكعكات بالكريما الملونة بدقة وفن وحسب طلب الزبون.

في المرحلة النهائية يقوم علي السيد شقيق مروة الأصغر بتولي مهمة التوصيل على عجل لهذه الطلبيات التي يجب أن تسلم في الوقت المحدد حتى لا تفسد الكعكات ويذهب جهد مروة مع الريح.

ه

"أحيانًا بتراكم عليها شغل كثير لأنه شغل الطلبية منفصل عن شغل البيت, فبساعدها بالخبز والتزيين والتوصيل والتنظيف وأحيانًا بدرس بناتها عشان تلحق شغلها" يروي علي العشريني الشقيق الأصغر لمروة, الذي يكون في كثير من المرات اليد اليمنى العاملة في مطبخ مروى.

طورت مروة عملها من خلال التحاقها بدورات لصنع الحلويات تعلمت فيها الأساسيات والطريقة الصحيحة لصنع الكعك, لتخرج بعدها رخصة تسمح لها بمزاولة المهنة وتدرب غيرها من الفتيات على هذه الحرفة. بسعادة تصف لنا مروة تحسّن نوعية حياتها "دخلي المادي تحسن ومهاراتي الاجتماعية وتعاملي مع الزباين تحسن, مهاراتي في صنع الحلوى كمان صارت أحسن بشكل ملحوظ".



كل كعكة لمروة مجبولة بالأماني بأن يكبر مشروعها وتأمن مصدر دخل ثابتًا لها لا يتوقف بتوقف المناسبات و ذروة الطلب على الحلويات, وأولى الخطوات التي اتخذتها مروة لتحقيق هذه الأمنية كانت بالترويج لمخبوزاتها على الانترنت من خلال صفحة "مروة كيك" على فيس بوك التي توثق وتصور فيها ما تنتج من أصناف.

ساعدت ورشة إدارة المشاريع مع مشروع سنابل 2 الذي يعزز الحقوق الاقتصادية للنساء في الأردن مروة في تحسين عملها ومهاراتها لكنها تعاني من تحد توفر رأس المال, وفي حوار معها بينت الصعوبة التي تواجهها أيضًا في الترويج والتسويق لكعكاتها, إلا أن الورقة والقلم كانا صديقين جيدين يساعدانها ولو بنسبة بسيطة في حساب الخسارة والربح وفي تدوين بعض الإرشادات التي تتعلمها لتنشر لذيذ كعكاتها لأكبر عدد من الزبائن.

وفي ختام جلسة انتهت بشرب فنجان من القهوة وتذوق حلويات السيدة مروة أفصحت عن محركها الخفي للاستمرار بالرغم من صعوبته: "ما في اشي مستحيل وبالطموح المشاريع تكبر".

ه

هذه المادة ضمن  مشروع (سنابل 2) حول " الحماية والتنمية الاقتصادية للاجئات السوريات والنساء الأردنيات " الذي تنفذه جمعية معهد تضامن النساء والممول من  البرنامج الإقليمي للتنمية والحماية RDPP

 

أضف تعليقك