كبار السن في الأردن يسيرون وسط حقل من التحديات

الرابط المختصر





 

" انا لا اريد أن اموت ، بل اريد  تلقي العلاج كي اعيل ابنائي الايتام"، بهذه الكلمات بدأت  الستينية أم الوليد تروي قصتها لـ "عمان نت" حول رحلتها مع العلاج.

 

"أنا سيدة ارملة ، ولدي أطفال أيتام ، أعاني من مرض السرطان منذ 4 سنوات ، لدي تأمين من المعونة الوطنية وهو غير شامل جميع الادوية ، قمت بطلب التحويل من مستشفى البشير الى مستشفى الحسين للسرطان لأجراء الفحوصات اللازمة ولكن تم رفض طلبي ، ولم أتوقف هنا ... بل ذهبت الى مستشفى الحسين وقمت بالاستفسار ، ولكن دون فائدة فقط طلبوا مني ان ادفع مبلغ وقدره 400 دينار ، شرط أن تلغى جميع تأميناتي الصحية ".

 أم وليد  تعيل 3 أولاد،  أحدهما يبلغ 17 عاما ، يعاني من تمزق أوتار ، والآن يتلقى علاجه بالتأهيل ، لتضيف الى معاناتها  معاناة اخرى عندما اجرى طفلها الثاني عملية استئصال كتلة سرطانية وجدت على الدماغ ، وتتم المتابعة لمراقبة وضعه الصحي".

تعاني أم وليد نفسها من كتلة سرطانية في قدمها اليمنى ، ولم تتلقى العلاج الى الان ، مما ساهم في تفاقم حالتها ، لتكتشف مؤخرا بظهور كتلة سرطانية في صدرها ايضا، وعلى الرغم من امتلاكها تأمين صحي من المعونة الوطنية لدى مستشفى البشير إلا أنها تعاني من أزمة المواعيد ، بالإضافة الى عدم توفر الادوية مما يدفعها لشرائها من الخارج بمبلغ خارج عن طاقتها المالية ".

 أم وليد تمثل حالة من معاناة كبار السن المرضى الذين يعانون من أمراض مزمنة ومستعصية، في وقت تحتفل فيه المملكة باليوم العالمي لكبار السن تحت شعار، (رحلة الى المساواة بين الفئات العمرية).

ويأتي هذا الاحتفال " للتنبيه من وجود تفاوت مع فئة المسنين نتيجة تراكمات من ممارسات التهميش على مدار العمر، ولتعزيز الوعي، لوجود حاجة ملحة في التعامل مع هذا التفاوت القائم ، و الاستفادة من الدروس في سبيل القضاء على هذا التفاوت ، بالاضافة الى تغيير النظرة السلبية لمفهوم " الشيخوخة " .

 

يعتبر هذا اليوم ، يوما مميزا بالنسبة للمسنين ، حيث يتم الاحتفال بهم ، وعن طريق منحهم المزيد من الاهتمام ، والتقدير، إذ يكمن الهدف الرئيس من اقامة يوم خاص بالمسنين لتنمية الوعي بين الناس ،و تقديرا لمساهماتهم وانجازاتهم السابقة في خدمة مجتمعاتهم . 

 

 يصل عدد المسنين وفق دائرة الإحصاءات العامة، نصف مليون نسمة في نهاية عام 2018، من الفئة العمرية 60 سنة فأكثر ما نسبته 6 بالمئة من إجمالي عدد سكان الأردن . 

 

وحسب وزارة الصحة يدفع كبار السن رسوم اشتراك في التأمين الصحي تبلغ  72 ديناراً سنوياً، لمن هم فوق الـ60 عاما، ليأتي قرار مجلس الوزراء في 2017 بإعفاء كبار السن ضمن الفئة العمرية من تزيد أعمارهم عن  70 عاما و80 عاما من دفع رسوم اشتراك التأمين الصحي، الا أن مستوى التأمين المقدم لا يرتقي لطموح المرضى.

 



 

مديرة الاتصال والمتابعة  في المجلس الوطني لشؤون الاسرة ، خديجة العلاوين ، تبين اهمية الاحتفال بيوم المسن العالمي الذي يصادف الاول من اكتوبر، تقول "التحديات كبيرة أمام المسنين هي فعليا موجودة وتواجه فئة كبار السن، وأظهرت  الاستراتيجية الوطنية لكبار السن، وتقييمها التحليلي في عام 2015 الى هذه التحديات ، وأهمها في المجال الصحي ، وعدم وجود وعي كافي بهذا المجال ".

اذ ان "الخدمات  قد تكون ليست بالمستوى المطلوب ، كما لا يوجد طب شيخوخة ، بالإضافة لتحديات بيئية مادية ، بالنسبة للنوادي النهارية" . 

 

وأشارت أن" الدور الإيوائية  تتوافر بنسب قليلة، وتحديدا عددها عشرة دور ، إلا أن الطاقة الاستيعابية  بهذه الدور لا تأخذ حقها، وهذا مؤشر جيد ، لكن التحدي الكبير هو عدم وجود نوادي نهارية خاصة بكبار السن في مجتمعنا الاردني" .

وأكدت أن هناك " تحديات ، ويوجد جهود كبيرة تبذل لتحسين الوضع وتأمين حياة كريمة  لهم، ونحن كمجلس وطني يوجد لدينا استراتيجية ، كما ايضا الاردن اعدت استراتيجيتها الاولى عام 2008  ولها خطة تنفيذية منذ عام 2009 وحتى عام 2013 ، اذ تم تقييم الاردن في قضايا الخدمات بنسبة 64 بالمئة  الا ان هناك قصور في بعض الجوانب ، ولكن هناك تغطية أجزاء أخرى " .

مشيرة الى ان "هناك توجه كبير من الحكومة نحو تأمين كبار السن فوق الـ 60 عاما ، منذ بداية عام 2018 ، كما والتقينا مع التأمين الصحي ووزارة الصحة , لتأكيد وجوب توعية صحية أكثر".

اوضحت ايضا ان "ليست جميع الادوية موجودة في المستشفيات والمراكز الصحية ، وان هذا الامر بحد ذاته تحدي ، وأكدت على وجوب توجه دولي لوضع اتفاقية دولية لحفظ حقوق كبار السن ، على غرار اتفاقية حقوق الطفل ، كما ان الاردن في عام 2019  ولأول مرة كان له مداخلة فيما يحدث بجلسات نيويورك رغم عدم الحضور ".

وأشارت بيانات وزارة التنمية الاجتماعية لعام 2018  ، على وجود عشر دور لرعاية كبار السن في المملكة ، 4 منها في القطاع الخاص ، 6 في القطاع التطوعي ، بالإضافة الى 4 اندية نهارية مهيئة لاحتياجاتهم  . 

 

واعد المجلس الوطني لشؤون الأسرة  استراتيجية وطنية لكبار السن ، لعام 2022 - 2018  ترتكز على عدة محاور تتعلق بإسهام كبار السن في عملية التنمية الاجتماعية ، والتمتع بحقوقهم الكاملة دون أي تمييز ضدهم ، والعمل على تهيئة حياة كريمة تكفل فيها حقوق الإنسان بما ينسجم ويتناسب مع الثقافة المجتمعية والممارسات الفضلى في هذا المجال

"رحلة الى المساواة بين الفئات العمرية"، شعار تطلقه المملكة للاحتفال باليوم العالمي للمسنين ، ويأتي هذا الاحتفال "للتنبيه من وجود تفاوت مع فئة المسنين نتيجة تراكمات من ممارسات التهميش على مدار العمر، ولتعزيز الوعي، لوجود حاجة ملحة في التعامل مع هذا التفاوت القائم ، و الاستفادة من الدروس في سبيل القضاء على هذا التفاوت ، بالاضافة الى تغيير النظرة السلبية لمفهوم " الشيخوخة " .

"ليست جميع الادوية موجودة في المستشفيات والمراكز الصحية ، وان هذا الامر بحد ذاته تحدي ، وأكدت على وجوب توجه دولي لوضع اتفاقية دولية لحفظ حقوق كبار السن ، على غرار اتفاقية حقوق الطفل ، كما ان الاردن في عام 2019  ولأول مرة كان له مداخلة فيما يحدث بجلسات نيويورك رغم عدم الحضور ".

 

وأشارت بيانات وزارة التنمية الاجتماعية لعام 2018  ، على وجود عشر دور لرعاية كبار السن في المملكة ، 4 منها في القطاع الخاص ، 6 في القطاع التطوعي ، بالإضافة الى 4 اندية نهارية مهيئة لاحتياجاتهم  . 

 

واعد المجلس الوطني لشؤون الأسرة  استراتيجية وطنية لكبار السن ، لعام 2022 - 2018  ترتكز على عدة محاور تتعلق بإسهام كبار السن في عملية التنمية الاجتماعية ، والتمتع بحقوقهم الكاملة دون أي تمييز ضدهم ، والعمل على تهيئة حياة كريمة تكفل فيها حقوق الإنسان بما ينسجم ويتناسب مع الثقافة المجتمعية والممارسات الفضلى في هذا المجال