قناة الملك عبدالله.. تجمع المطر والخطر معاً

الرابط المختصر

باتجاه الشمال، في منطقة الأغوار الشمالية الأردنية تقع قناة الملك عبدالله، حيث تتجمع مياه الأمطار ويتجمع الفقر من حوله، ويزيد خطر الغرق المتكرر على القاطنين بالقرب منها.

 

 

ومع وفاة 10 أشخاص غرقاً في صيف عام 2005 حسب البيانات الرسمية، أخذ خطر الغرق في القناة يتنامى بعد غرق إحدى الفتيات مؤخراً وعدم إيجاد جثتها حتى الآن، حيث طالب بعض المواطنين هناك بعمل جدار اسمنتي بالقرب من أماكن سكناهم لحمايتهم و أبنائهم من هذا الخطر.

 

الجدار الاسمنتي يبدو مكلفاً وخاصة أن القناة تمتد من العدسية شمالاً حتى شمال البحر الميت بطول 220 كيلومترا، لكن المطلوب أن يقام الجدار على جوانب المناطق السكنية على الأقل، إلا أن أمين عام سلطة وادي الأردن موسى الجمعاني رأى أن التشييك ومراقبة وحراسة القناة من قبل الدوريات المختصة كافية.

 

ويقول "نحن لم نترك الأمور بدون إجراءات، لكن في حالة مرور القناة من مناطق سكنية من قرى ومدن سنعمل عليها تشييك على الجانبين، أما الأجزاء التي تقع خارج المناطق السكنية فلها اتفاقية بين سلطة وادي الأردن ومؤسسة المتقاعدين العسكريين، فهم زودونا بـ 35 متقاعد عسكري ووظيفتهم الرئيسية حماية القناة سواء من سرقة المياه أو من السباحة داخلها، لكن للأسف فالفئة التي تقوم بالاعتداء هم الأطفال فهم يقصون الشيك ويدخلوا للسباحة في القناة".

 

توعية المواطنين بأخطار القناة ضرورية لكن الأمور تبدو أصعب في الواقع، والسلطة ستقوم بتشييك المناطق السكنية بمشروع سينتهي خلال الـ 4 سنوات القادمة ويقول الجمعاني "سنقوم بعمل برنامج توعية، وسيكون هناك تشييك للقناة سنحاول عمله خلال 4 سنوات وحماية الشيك بمساعدة الاتفاقية مع مؤسسة المتقاعدين العسكريين، فموظفي المتقاعدين العسكريين وموظفي سلطة وادي الأردن عملهم يتم من خلال دوريات متنقلة على جانبي القناة لمنع السباحة في القناة بشكل يومي ومستمر".

 

ومع ذلك فالمواطنين يتجاهلون الخطر ويستمرون بالسباحة في القناة وإتلاف الشيك المقام حولها لبيعه كخردة وإيجاد منفذ للقناة لصيد السمك الصغير فيه بنفس الوقت، ويختارون الأوقات التي لا يكون فيها حراسة أو مراقبة.

 

بدائل إقامة الشيك المحكم أو جدار حاجز ليست كثيرة، إلا أن المهندس منقذ مهيار من منظمة أصدقاء الأرض في الشرق الأوسط رأى أن يكون البديل في عمل المتنزهات التي يجد فيها المواطن متنزهاً وبديلا عن السباحة في القناة.

 

وأقامت الجمعية مشروع متنزه شرحبيل بن حسنة ليمثل بديلاُ عن التنزه في المناطق القريبة من القناة، ويقول مهيار "الجدار مكلف جداً ولن يكون مقبولاً كشكل على طول الغور، نحن في المنظمة وبالتعاون مع سلطة وادي الأردن بدأنا مشروع تأسيس المتنزهات، فبدأنا في موقع قناة زقلاب (شرحبيل بن حسنة) فأخذنا 100 دنم وشيكنا عليها وأخذنا مياه من القناة والمخطط أن يكون هناك بركة سباحة صغيرة مراقبة عليها منقذ، هذا المشروع يبعد الناس عن القناة ويلجأون لاستعمال هذا المتنزه".

 

وباعتقاد مهيار فعلى الشركات والمؤسسات الوطنية ومواطني المجتمع المحلي يقع عاتق التبرع بعمل مثل هذه المشروعات، فالمسؤولية ليست على الجهات الحكومية وحسب "إذا عملنا لكل 5 أو 6 قرى متنزه وطورناها بتبرعات المؤسسات الوطنية وغيرها، يجعل المواطن يجد مكاناً للتنزه إضافة الى الكف عن التنزة على جنبات الطرق".

 

ويتابع مهيار "لماذا نعول على الحكومة وننتظرها أن تبادر، دعونا نقوم نحن بالمبادرات مثلما تقوم به جمعيتنا فبدايتنا كانت في متنزه شرحبيل بن حستة بالقرب من قناة زقلاب وقريبا سكون فيه بركة سباحة".

 

مواطنو الأغوار يعتبرون من الفئة الأكثر فقراً، حيث يعتمد معظمهم على الزراعة كمصدر رزق، ووجود القناة في تلك الأماكن صار يشكل قلقاً لقلة الوعي بالخطر الذي تسببه.

 

وتعتبر قناة الملك عبدالله المحور الرئيسي لنقل وتوزيع المياه في وادي الأردن ، وتمتد بطول 110 كم من شمال الوادي إلى جنوبه، وتتغذى من نهري اليرموك و الزرقاء وآبار المخيبة والأودية الجانبية.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

أضف تعليقك