إذا كنت قد قابلت إنسانا طيب القلب، كريم الخلق، وجهه يملؤه الفرح و السعادة و صافحك بابتسامة عريضة، فأعلم أنك تصافح الإنسان الجدي، هذا ما يقوله الفلكيون والمنجمون عن مواليد برج الجدي. لكن ما حقيقة هذه الأبراج وهل هي ضرب من الخيال أم علم قائم بحد ذاته؟.علم الفلك وعلاقته بالأبراج

يعتبر علم الفلك علم قائم بحد ذاته له حسابات وقياسات محددة، لكن ما علاقة الفلك والكواكب بحظ الإنسان وشخصيته، هذه الأسئلة يجيب عليها الفلكي محمود القريني المختص في قراءة الأبراج والطالع، ويقول القريني عن علم الفلك " يقسم علم الفلك إلى قسمين رئيسيين الأول يختص بدراسة الظواهر الطبيعية مثل الكسوف والخسوف وشهب ونيازك.... وغيرها، أما القسم الثاني هو التنجيم وهو مستمد من القسم الأول وهو مدون على جداول يختص بحركة الكواكب حيث يأخذ المنجم هذه الجداول ويترجمها على ارض الواقع ويربط الأحداث الحالية والمستقبلية بالأحداث السابقة، وعلم الأبراج والتنجيم له علاقة بعلم آخر هو علم الرقم فعند تحليل شخصية إنسان نأخذ بتاريخ الميلاد اليوم الشهر السنة ونقلص هذه الأرقام إلى أعداد صحيحة ونطلق على كل رقم اسم كوكب و لكل برج كوكب معين مثلا كوكب الحمل هو المريخ ورقمه بين الأرقام الصحيحة 9 بينما الشمس رقمها 1 وعطارد 5".



وعن مقدرة المنجم التنبوء بالمستقبل يقول القريني " لا يطلق على قراءة الأبراج بالنبوءات بقدر ما هي توقعات حيث أن النبوءة لها أسس وقواعد روحانية كالوحي الذي كان ينزل على الرسل وهذا يدخل في باب المعجزات وهي ليست موجودة حاليا، لكن ما يقوم به المنجم هو توقعات كعمل الراصد الجوي تماما وقد تكون هذه التوقعات غير صائبة في بعض الأحيان، ونحن عندما ندرس



مسار كوكب معين فعلى سبيل المثال المشتري مدته سنة وشهر يعمل كل 12 سنة دورة حول الكواكب وهذا يعطي ذبذبة ايجابية لصاحب المواليد، مثلا يؤثر على بيت المال هنا نتوقع مكاسب مالية للشخص، ويتم تقسيم حياة الشخص إلى أقسام مثل بيت المال بيت الصحة بيت العاطفة وهكذا وتتم هذه التقسيمات بناءا على ساعة الولادة وتاريخ الولادة للشخص مثلا المشتري هذا العام موجود في بيت الميزان وهذا يؤثر على مواليد العذراء من ناحية مالية بالإيجاب ويؤثر على الأسد من ناحية التنقلات والدراسة ".



وفي رده على كيفية تأثير الأبراج على حياة الإنسان يوضح القريني" الكوكب بحد ذاته هو مخلوق يحتوي على أبخرة وغازات وأتربة والكواكب تعكس موجات او ذبذبات كهرومغناطيسية تنتشر بالفضاء وبتأثر على الإنسان وعلى سبيل المثال القمر بحد ذاته يشكل موجة جذب ايجابية أو سلبية حول الأرض يقطع فيها المسافة بمدة 28 يوم تقريبا يمكث خلاله يومين وثمانية ساعات في كل برج وتؤثر ذبذبات القمر أول شيء على السوائل ومعروف علميا ان الأنهر والشلالات تتدفق بشدة وقت اكتمال القمر وهناك أيضا ظاهرة المد والجز التي يسببها القمر ، والأرض يشكل 70% منها سوائل و30% يابسة، جسم الإنسان كذلك يتكون 70% منه سوائل تتأثر بالقمر مثل باطن الأرض الأمر الذي يؤثر على سلوك الإنسان ومشاعره، فخلاك اكتمال القمر تتدفق مشاعر الإنسان كما تتدفق المياه في الأنهر ويمكن نكون أكثر عصبية ".



ما رأي الأديان بالتنجيم؟

تناولت الأديان الثلاثة موضوع الفلك والمنجمين بشكل مسهب جدا وحذرت في بعض الأحيان من التعامل مع المنجمين، ويوضح الأب بسام شحاتيت رأي الدين المسيحي في التنجيم ويقول " الدين المسيحي ميّز بين علم الفلك ودراسة الكواكب والدين يشجع هذا الأمر لان الله خلق الكون وطلب من الإنسان اكتشافه والسيطرة عليه ونحن مع الفلك كعلم ودراسة، وأهمية دراسة الفلك معروفة في الدين المسيحي فعلا سبيل المثال عند ولادة السيد المسيح المجوس اتبعوا النجم ودلهم على مكان ولادة الطفل في مدينة بيت لحم وهذه دلالة على وجود علم الفلك، لكن بالنسبة لمعرفة الإنسان للمستقبل هذا يرفضه الدين المسيحي الذي يقر بان المستقبل بيد الله ومن يدعي معرفة المستقبل بالتنجيم فهو يتعدى على حدود الله لذلك يجب على كل شخص يريد حل لمشكلة ما عليه الاتكال على الله وليس على الإنسان، والذي يتحكم بمصير الإنسان هو الله وليس الكواكب لذلك لا نربط حركة الكواكب على حياة الإنسان لان الإنسان عنده عقل وإرادة وهو يتحكم بمصيره ودينيا ليس مرتبط الفشل والنجاح بحركة الكواكب ".



أما الدين الإسلامي اتفق كثيرا مع الدين المسيحي في النظرة لعلم الفلك والتنجيم ويقول دكتور الشريعة في الجامعة الأردنية محمد القضاة " علم الفلك من العلوم التي كانت معروفة منذ القدم وهو علم له مصطلحاته وقياساته لكن قضية الأبراج هذه التي ربما يعول عليها الكثير من الناس ويحسبون لها حسابات هذا من ناحية الشريعة ليس له مكان على الإطلاق وإنما هي عبارة عن تخمينات فقط ، والذي يدعي أن الأبراج تضر وتنفع فهو يدعي علم الغيب الذي لا يعلمه إلا الله ".



هل التنجيم ضرب من علم الغيب؟



وعن مقدرة الفلكي علم الغيب والمستقبل يرد القريني " لقد اختلط الحابل بالنابل وقالوا "كذب المنجمون ولو صدفوا " ودرجت عند الناس كذب المنجمون ولو صدقوا ومنطقيا لا يجتمع الصدق والكذب معا وندرج تحت قائمة الكذب الأشخاص الذي يدعون معرفة الغيب، وعلم الفلك لو يوجد لكي تنسى حياتك الكونية علم الفلك هو نظريات مش أكثر أما بالنسبة لما ينشر بالصحف من أبراج تتنبأ بالمستقبل كل هذه الأبراج محض التأليف من الصحفي المسؤول عن الصفحة وليس لها علاقة بالواقع وهذا أدى لإسأة كبيرة لعلم الفلك وندعو الناس أن لاتلتفتوا للمشعوذين الذين يدعون مقدرتهم معرفة الغيب".



ويبقى السؤال هل يستطيع علم الفلك إرضاء فضول الناس في معرفة طالعهم وحل مشاكلهم المتعددة في الوقت الذي استغل به بعض المحتالين حاجة الناس لمعرفة المستقبل واخذوا يكسبون الأموال الطائلة من وراء ادعائهم بمعرفة الغيب.