قضية الاسرى الاردنيين على شماعة إمكانيات الأحزاب

الرابط المختصر

بين أحزاب المعارضة والوسط أو ما يطلق عليها " أحزاب المولاة" أين تقع قضية الأسرى الأردنيين في السجون الإسرائيلية؟ هل القضية على برنامج الأحزاب السياسية التي بات تولي الشأن الدولي والعربي الأهمية الكبرى، أم ان الأحزاب "غايب طوشة" عن القضية؟ تهميش الحياة الحزبية وقلة الإمكانيات المادية يراها بعض الحزبيين أنها العائق أمامهم لتبني مثل هذه القضايا، ويعلق أمين عام حزب العهد خلدون الناصر " الأحزاب غير مقصرة وتواصل نداءها للإفراج عن الأسرى لكن وسائل الاتصال بينها وبين الجماهير متواضعة جدا ، كما ان الأحزاب الأردنية وضعها الحالي هو وضع تهميشي لا يتاح لها ان توصل رأيها الى الجمهور وخصوصا أهالي الأسرى".



ومن باب تجميل صورة الأحزاب أمام الموقف الشعبي فيما يتعلق بقضية الأسرى، يؤكد الناصر وقوفه الى جانب الأسرى وأهاليهم على الرغم من العقبات التي توضع أمام الأحزاب الأردنية مثل قلة الإمكانيات التي لا تتيح لأهالي الأسرى الاطلاع على انجازات بعض الأحزاب في هذه القضية، مدافعاً عن موقف حزب العهد بالنسبة لهذه القضية وقال " أبدى حزب العهد في أكثر من مكان العديد من المواقف ولكن ليس علنا ومنها انه خاطب وزير الخارجية مباشرة بضرورة إنشاء دائرة في الوزارة متخصصة في شؤون الأسرى".



وسارعت الأحزاب لتبرئة ذمتها من التخاذل في الدفاع عن قضية الاسرى الاردنيين في السجون الاسرائيلية، وقال امين عام حزب الرسالة حازم قشوع ان حزبه قام بطريقة ممنهجة للسير في هذه القضية، حيث التقى الحزب عضو الكنيست العربي عبد الوهاب دراوشة وتم تشكيل فريق عمل واحد وايجاد لوبي عربي ضاغط على اسرائيل لاطلاق سراح الاسرى الاردنيين في السجون الاسرائيلية.



اهالي الاسرى في السجون الاسرائيلية وجدوا ان الاحزاب الاردنية مقصره جدا في قضية الاسرى باستثناء حزب جبهة العمل الاسلامي، ويقول الناطق الاعلامي باسم لجنة اهالي المعتقلين والمفقودين في السجون الاسرائيلة صالح العجلوني " هناك تقصير حزبي في التعامل مع قضية الاسرى، وحده هو حزب جبهة العمل الاسلامي هو المتميز بالاهتمام في هذه المسألة، اما بالنسبة للحجج التي يسوقها الاحزاب بأن قلة الامكانييات هي التحول بينهم وبين هذه القضية هي حجج باطلة لان هذه القضية وطنية وتأتي من باب اولى من القضايا الخارجية".



تصريحات العجلوني اثارت حفيظة احزاب الوسط واعتبرتها مجحفه بحقهم ، ويرد حازم قشوع امين عام حزب الرسالة " نحن في الوسط لانتحدث بغوغائية بقدر ما نتحدث باسلوب ممنهج افضل من ان نتحدث بخطب ومهرجانات قد لا تجدي نفعا نحن نتحدث باسلوب حضاري متزن، هناك خطان في التعامل مع القضية، الاول يتزعمه أخوننا في المعارضة ومع احترامي له لهذا الخط فهو لا يجدي نفعا، نحن في الوسط نتحدث باسلوب دبلوماسي سياسي عملي حقق نفعا بالسابق وسيحقق بالمستقبل لقد اجتمعنا في حزب الرسالة والعهد مع اعضاء الكنيست العرب وهذه مبادرات ايجابية عملية لا تستند الى الغوغائية، نحن لانريد ان نقاتل الناطور نريد العنب وليس برفع الصوت بالشعارات والمزايدة نحقق مطالبنا انما نريد ما هو ملموس".



ويعود امين عام الحزب الشيوعي الاردني منير حمارنة ليلقي باللوم مجددا على "الامكانيات" ويقول " ليس حزب جبهة العمل الاسلامي وحده الذي يهتم بقضية الاسرى، القضية مثار اهتمام كل الاحزاب سواء في لجنة التنسيق الحزبية او الاحزاب بشكل منفرد، لكن احزاب المعارضة لا تمتلك وسائل نشر خاصة فيها لبيان بعض مواقفها من القضايا المحلية، لذلك تبرز وسائل الاعلام المختلفة موقف الاحزاب من القضايا العربية لاهميتها على حساب القضايا الوطنية مثل قضية الاسرى الاردنيين في السجون الاسرائيلية".



امين عام حزب جبهة العمل الاسلامي حمزة منصور رفض النيل من جهود حزب جبهة العمل الاسلامي في متابعة قضية الاسرى، ورد على من يقول انها مجرد شعارات ومهرجانات وقال " اذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما".



وشدد منصور على اهتمام الحزب بقضية الاسرى الاردنيين في السجون الاسرائيلية و رأى أنها مسؤولية تقع على جميع الاحزاب الاردنية والحكومة الاردنية لانها قضية وطن، "ونحن لا ندعي اننا وحدنا المعنيين بقضايا الاسرى نحن في احزاب المعارضة الاردنية نحمل هذه القضية واقمنا العديد من الانشطة والفعاليات وتم تشكيل لجنة وطنية اردنية للدفاع عن الاسرى والمفقودين، والنقابات المهنية قامت بدور مشرف مع ذلك نحتاج لمواصلة الجهود حتى نطمئن الى ان كل وزير عاد الى بيته".



هل "قلة الامكانيات" شماعة تعلق الاحزاب الاردنية عليها تقصيرها في متابعة القضايا الوطنية كقضية الاسرى الاردنيين في السجون الاسرائيلية، ام ان الاحزاب تحتاج للملمة أشلائها بعد ان مزقتها القوانين الحكومية كقانون الصوت الواحد وقانون الاحزاب، ربما في المستقبل عند تهيئة الجو السياسي الملائم للاحزاب لتكون فاعله على الساحة السياسية والاجتماعية في الاردن ستكون أكثر تأثيرا.

أضف تعليقك