قصيدة..لعميد الأسرى الأردنيين في إسرائيل

قصيدة..لعميد الأسرى الأردنيين في إسرائيل
الرابط المختصر

من معتقله في إسرائيل، ومن وحي زيارة لأمه قبل فترة، كتب
عميد الأسرى الأردنيين في إسرائيل، .
سلطان العجلوني قصيدة عن الأم تحدث فيها بلسان
أمه حينما خرجت من المعتقل بعد وادعه
وعنوان القصيدة "قالت أمي"، حيث تعتبر زيارة
أم سلطان بعد انقطاع دام أكثر من ست سنوات، وعند خروجها من بوابة المعتقل كانت
مراسلة قناة الجزيرة (جيفارا البديري ) في
انتظارها، وسألتها في مقابلة مباشرة على الهواء: كيف وجدت سلطان؟ فأجابت الأم:

بِعُمْر السنابل كانْ

فصار غزالاً

بِعَيْنِي

ولكنْ بعين الغريب تُراباً

رأيتُ الشبابَ الغريبَ حَواهُ إطاراً

يُشِعُّ من الوجه نُوراً

كبَدْرٍ

كشمسِ

كمِشْكاةِ صُبْحٍ...

حياتي فِداهُ

*****************

حَضَنْتُ فؤادي

فراح يُقبِّلُ رأسي

ويلثُمُ كفَّي... وخدِّي...

بكيتُ وهيهات منّي الدموعُ تجفُّ

وجَفني يرفُّ

تنهَّدْتُ آاااهْ...

بُنَيَّ حبيبي، تمزَّقْتُ شَوقاً إليكْ

وخفْتُ عليكْ

أكنتَ مريضاً، فَدَيتُكْ ؟

ووزْنُكْ ؟! وأكلُكْ ؟! ونومُكْ؟!

أتَبْرُدُ يا بعد عُمري؟!

رِضائي عليك أجِبني

ولا تُخْفِ عنّي

فقلبي – دليلي -
سيعْرفْ

تعالَ لحضْني ...

لقد صرتَ أكبرَ منّي... لِجَنْبي..

نسيتُ ، الأمانهْ !!

تعال أُقَبِّلْكَ عن أُمِّ سيفٍ

وأم البراءِ

وأمِّ عُبادهْ

وأخرى من الأهل
في كل بيتٍ

وهذي زيادهْ

تمنَّيتُ أني أُتمُّ الأمانهْ

ولكنّ صوتاً غريباً دَهانَا

كيومِ القيامهْ :

" أتِمّوا الزيارهْ "

فأحْسَسْتُ روحي تَسَرَّبُ منّي

ألم يَبْقَ وقتٌ ؟

طويلٌ.. قصيرٌ.. ولو عُشْر ساعهْ ؟

" أتِمّوا الزيارهْ"

فلو كان عندي خَيارٌ ورأيٌ بقِيتُ جِوارهْ

لعلِّي أُغطّيه ليْلاً

أَخِيطُ إزارَهْ

فذلك أرحمُ عندي

فلستُ أُطيقُ انتظارهْ


*************

وها نحن نرْجعُ دون الحبيبْ...

تركناهُ يرزحُ خلف الجدار وبين الحديدْ

ولكن تركنا (معاه) الرحيمْ

وأدعوه مِن قلب أُمٍّ كَلِيم

كَواهُ النحيبْ

إلهي: دعوناك أنت القريبْ

وفِينا اضطرارٌ وأنت المُجيبْ

أَعِدْهُمْ إلينا

وأَنْعِمْ علينا
بِجَمْعٍ جديد

*************


وسلطان
العجلوني .. وصفه الكاتب الفلسطيني و ليد الهودلي بأنه أسد شرقي النهر , أما هو
فيصف نفسه بأنه عاشق من شرق النهر و جد من واجبه أن يدخل معترك الحياة باكرا ً
ليؤدي واجبا ً يجهله الكثيرون , هو أصغر أسير في العالم يحكم بالمؤبد (مدى الحياة)
, أمضى ما يقارب نصف عمره في السجون الإسرائيلية صابرا ًصامدا ً مجاهدا ً .. هو
سلطان طه محمد العجلوني , من مواليد المفرق بتاريخ 1/1/1974م , من أسرة كبيرة عرفت
بتدينها و التزامها و وطنيتها و حبها للعلم , له من الإخوة خمسة ومن الأخوات ستة
هو أصغرهم جميعا ً . عندما اعتقل كان ما يزال طالبا ً في الصف الثاني الثانوي –
الفرع العلمي - , و قد عرف في المدرسة باجتهاده و تفوقه و تعدد مواهبه , فقد حفظ
قصيدة البردى , و تعلم التلاوة و التجويد و هو ما يزال في الصف الرابع الإبتدائي ,
ثم ظهرت من بعد ميوله العلمية , حتى أن المعلمين كانوا يسمحون له باستخدام المواد
الكيميائية لإجراء التجارب و هو لما يزال طالبا ً في الصف الثامن الأساسي ,
فاستطاع أن يصنع بجهوده معجون أسنان و حلاقة , و كتب أيضا ً أبحاثا ً علمية مميزة
منها بحث عن الأطباق الطائرة , أدهش مدرسه بجودته و شموله و توثيقه فعمل على
طباعته و تعميمه على المدارس ليكون نموذجا ً و مثالا ً , أما رحلته مع الكتب و
المطالعة فقد بدأت باكرا ً جدا ً إذ حصل على بطاقة عضوية في مكتبة بلدية المفرق في
سن السادسة , و كان عضوا ً في نادي المراسلة في مجلة ماجد للفتيان و الفتيات , بل
إنه كتب الشعر و القصة القصيرة , و كان متميزا ً بالإنشاء و الأدب . و على الرغم
من نحوله و ضآلة حجمه إلا أنه كان معروفا ً بين أقرانه بإرادته الصلبة و عزيمته
القوية , مما أهله لأن يكون عضوا ً نشيطا ً في الكشافة , بالإضافة لمشاركته في
مختلف الألعاب الرياضية

أضف تعليقك