قصة أسير إسمه منير

الرابط المختصر

الاسم : منير عبد الله مرعي مرعي

تاريخ الميلاد : 12/9/1977

تاريخ الإعتقال : 2/4/2003

التهمة : الانتماء الى كتائب عز الدين القسام وقتل 5 مستوطنين

المعتقل : بئر السبع - فلسطين المحتلة

الحكـم : 5 مؤبدات

يسرد والد منير حكاية إبنه الأسير لـ عمان نت ونبرة صوته لا تدل على أمل أو تفاؤل، في صوته قهر وحسرة فمنير الذي ولد في مدينة الزرقاء وأنهى دراسته الثانوية فيها، تقدم للدراسة في جامعات فلسطين بعد أن فقد الأمل أن يدرس في جامعات الأردن، وهو الآن يقبع في سجون الاحتلال.



قُبل منير مرعي بجامعة الخليل عام 1998 وبدأ دراسته هناك ما بين عامي 1999 و2000 وكان متفوقا وناجحا في دراسته، وكان متدينا يرعى مسجد السيدة (عائشة رضي الله عنها) في شارع السلام في الخليل ويؤم الشباب فيه.



"تسلطت الأنظار على منير، وبدأت إسرائيل تحاول اعتقاله" وفي تلك الفترة لم تكن اسرائيل تدخل الى المناطق التابعة للسلطة، لكنها كانت تطلب منها أن تعتقل كل من هو مثل منير.



واعتقلته السلطة عدة مرات وعلى مدى ثلاث سنين، وكان يمضي في سجون السلطة فترات تمتد من شهرين الى ثلاثة، ثم يخرج من السجن لاكمال دراسته. وخلال فترة اجتياح اسرائيل لمدن الضفة الغربية في بداية عام 2001 كان منير في معتقل الخليل.



"وهناك..." يقول أبو منير ويتابع بحسره "في معتقل الخليل، ولأن السلطة الفلسطينية لا تستطيع المحافظة لا على نفسها ولا على المعتقلين لديها، أخرجتهم من السجون وقالت لهم (دبروا حالكم) وكانوا أعدادا كبيرة، ومن بينهم كان منير".



منذ بداية عام 2001 وحتى نيسان من عام 2002 ظل مطاردا من قبل اسرائيل، ولم يكن يستطيع البقاء في مكان واحد اكثر من ساعات، وبعد عام من المطاردة تمكنت اسرائيل من القبض عليه، وبقي في التحقيق 10 شهور تنقل خلالها في ثلاث سجون (عسقلان – بير السبع – نفحة ) ثم عاد الى بير السبع، وحكم عليه بعد ذلك بخمس مؤبدات، ويقول أبو منير "هذه قوانين تصدرها اسرائيل وقوانينها لا يعترف بها أحد، فهم يحكمون بمؤبد على كل شخص تتهم بقتله، وقد أثبتوا على منير أنه قتل خمس اسرائيلين، لكنه في الحقيقة لم يفعل"



بدأت معاناة منير، صار يعيش في العزل لمدة أشهر عديدة، ممنوع زيارته وممنوع الاتصال به "حتى المصروف الذي كنا نؤمنه له عن طريق إدارة السجن الاسرائيلي كانوا ينكره عليه، الى أن نرسل له صورة عن وصل البريد تثبت إرسالنا النقود له، ومع هذا كان المصروف يصله بعد أربعة اشهر من إرساله، وفي أحيان كثيرة لا يعطوه النقود ويخبروه أن له نقودا لدينا وله أن يشتري ما يريده بدون إعطاءه النقود" يقول الوالد بحزن.



ويتابع "كان يتصل بنا عن طريق صديق تزوره أمه، فيخبرها ما يريد إيصاله لنا، حتى أختاه المقيمتان في فلسطين والتي تبلغ أحداهما 30 والأخرى 35 من العمر، لم يسمح لهن زيارته حتى تتم إحداهن عمر 45، ما يعني أن اخته الكبرى تستطيع رؤيته بعد 10 سنوات".



الأسرى محرومون من أبسط حقوقهم كأناس، حتى مجرد الاتصال بأهلهم أو ارسال الرسائل لهم، ويردد والد منير "منير أرسل لنا بأربعة رسائل ورقية، مسجلة بتواريخ مثبته عن طريق الصليب الاحمر وعن طريق البريد العادي، أرسلهم الى رئيس حزب المعارضة الأردني، ولم تصلنا ولا رسالة من منير حتى الآن".



والد منير وكّل لابنه محاميين لكنهما لم يستطيعا فعل شيئ، فاسرائيل لديها ما يبرر الحكم بغض النظر عن الدفاع، وما يعرفه أبو منير عنه الآن أنه سجن في فترة العيد لأنه ألقى خطبة الجمعة على المعتقلين، فوضعته إدارة السجن في العزل الإنفرادي لمدة أسبوع.



منير كان يحب الرياضة، وحصل وهو في الأردن على (حزامين دان) في لعبة الكاراتيه، كان إنسانا مستقيما ومحبا للناس ولمن يعيش معه، ويؤكد أبوه "لأنه كان متدينا ومستقيما، توجهت الأنظار إليه وطاردته اسرائيل".



لا يقتنع أبو منير بما تصنعه لجان حقوق الإنسان، فهي بنظره لا تتحقق ولا توصل ما تصنعه إسرائيل في المعتقلات ويؤكد "نريد أن يعرف العالم كيف تعامل اسرائيل أبناءنا في سجونها، لجان حقوق الإنسان لا تقول ما تراه في السجون، فهو ممنوع حتى من ممارسة الرياضة من نوع ألعاب القوى، فاسرائيل تخاف أن يكون لدى هذا المعتقل جسم رياضي ويمنع من عمل أي هواية يحبها".



منير الآن في السجون الإسرائيلية منذ ثلاث سنوات، أمضى منها ما يزيد على السنة في العزل الإنفرادي بسبب كلام يقوله أو كتاب يريد قراءته أو ممارسة بسيطة لحقوقه كإنسان، فهل سيكون لهذا الأسر نهاية.

أضف تعليقك