قرية إلكترونية لتعزيز القدرات الإنسانية

قرية إلكترونية لتعزيز القدرات الإنسانية
الرابط المختصر

اختيرت قريتا (لب ومليح) بمحافظة مادبا حتى تكونا منطلقاً لمشروع اعتبر الأول من نوعه في الاردن والشرق الأوسط، وهو مشروع (القرية الإلكترونية) الذي يهدف الى تمكين المجتمعات الريفية وشبه الريفية والمرأة خاصة بتوظيف تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في الحياة اليومية.الخطة التنفيذية للمشروع تسعى الى تحسين نوعية حياة المرأة في المجتمعات الريفية، مع إيلاء اهتمام خاص بذوات الدخل المحدود، للعمل على خلق نوع من التوازن في النوع الاجتماعي وتكافؤ الفرص.

وتستهدف القرية الإلكترونية فئات مختلفة من المجتمع هي سكان القرية، والمرأة في المجتمع شبه الريفي والمرأة الريادية، والطلبة والهيئات التدريسية وأولياء الأمور في القريتين، إضافة إلى المراكز الاجتماعية فيهما، وقطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في الأردن.

وتشمل البرامج التي بدأت القرية الإلكترونية تطبيقها برنامج تنمية المهارات الحياتية والتوظيف، وبرنامج يهدف الى التعرف والتدريب على المستجدات في تكنولوجيا المعلومات، وبرنامج تعليمية خارج إطار المناهج المدرسية، إضافة الى برامج الإعلام وبرنامج التوعية والمعلومات والاحتياجات الخاصة والبرنامج التطوعي وبرنامج التكنولوجيا.

فرص عمل للجميع...
ووفر المشروع فرص عمل مختلفة لشباب وشابات بدءوا كمتدربين ومن ثم أصبحوا هم أنفسهم مدربين، ومن هؤلاء الشباب شادي الهروط منسق العلاقات العامة في قسم الريادة والتسويق الذي تحدث لـعمان نت عن فكرة المشروع وسبب اختيار قريتي لب ومليح للمشروع، وذلك لوجود نسبة بطالة مرتفعة بين الشباب والشابات فيهما، قائلا إن هدف القرية الإلكترونية هو الخروج بقرية ريفية بسيطة الإمكانيات والمعدات لعمل نموذج يحتذى به في جميع القرى الأخرى في المملكة وفي أقليم الشرق الأوسط.

وعن دوره في مشروع الريادة والتسويق شرح شادي قائلاً "يهدف المشروع الى اختيار عدد من السيدات والفتيات ومساعدة أزواجهن في الناحية الإقتصادية، فهناك مشروعين في هذا القسم وهما الطباعة والتغليف، وفيه سيتم اختيار ست سيدات يتدربن لمدة ثلاثة أشهر براتب معين ثم ينتقلن لفترة التوظيف، والمشروع الثاني وهو استخدام المنتجات المحلية مثل الأعشاب الطبية وتصنيع الزهورات مثل الميرمية والزعتر والشيح ليتم عمل كفتيريا ريفية بسيطة، سيقدم فيها بالإضافة الى المشروبات المأكولات مثل الزبدة واللبن والقشدة والجبجب وتباع للزوار من المجتمع المحلي وزوار القرية من خارجها".

ورشات للتوعية
أما شعاع الطوالبة منسقة محور المعلومات والتوعية ووحدة التعليم، فوصفت مشروع القرية الإلكترونية بأنه واسع وشامل لمعظم فئات المجتمع المحلي سواء طلاب المدارس أو سيدات البيوت والسيدات العاملات أيضا من غير القادرات على الظهور خارج مجتمع لب ومليح، قائلة إن "مشروع نشر الوعي اهتم بالسيدات وبطلاب المدارس حسب الدراسات التي تم عملها في بداية المشروع، كما أننا اهتممنا باحتياجات الطلاب في المدارس لعمل الورشات، وفعلا قمنا بعمل ورشات توعوية وكان أثرها واضحاً جدا، حتى أنهم أصبحوا يرسلون إلينا متطوعين بحاجة الى ورشات معينة وصرنا نحن نقوم بالتنسيق مع الجهات المعنية لعمل هذه الورشات".

وتتابع "هناك أيضا مشروع إنجاز الذي دخل فقرية لب ومليح عن طريق القرية الإلكترونية لتهيئة الشباب لفرص إقتصادية لإعطاء كورسات لمتطوعين من المجتمع المحلي وطلاب المدارس".

منسق التدريب في برنامج التكنولوجيا نايف السوارية تحدث عن أكاديمية مايكروسوفت لتكنولوجيا المعلومات التابعة للمشروع ذاكراً إن "الفئات المستهدفة في وحدتنا هم العاطلين عن العمل بالإضافة الى العاملين الذين يحتاجون الى تعلم تكنولوجيا المعلومات وطلبة المدارس".

وعن بداية مشواره مع المشروع قال نايف "قدم لنا صندوق الأمم المتحدة لإنماء المرأة دورات تدريبية أصبحنا بعدها مؤهلين لإعطاء دورات تدريبية في المركز، وبدأنا بأول دورة تدريبية للموظفين، وفي خطتنا القادمة التي ستبدأ في شهر نيسان سنقوم بعمل دورة تدريبية للعاطلين عن العمل ونحن الآن في طور التحضير لهذه الدورة ولدينا أكثر من 30 اسم، ولأن سعة المركز 9 أشخاص فسنقوم لعمل دورات صباحية ساعتين يوميا صباحا ومساء".

أفلام قصيرة
ومن ضمن المشاريع التابعة للقرية الإلكترونية، يأتي نادي الأفلام التابع لبرنامج الإعلام بالشراكة مع الهيئة الملكية للأفلام واليونسكو، ليهدف الى توفير وسط يجذب المجتمع المحلي نحو التعبير عن أنفسهم وإبداعاتهم، وتحدثت هيا جميل مسئولة نادي الأفلام قائلة "هذا النادي أقيم بهدف إعطاء الفرصة للمهتمين بصناعة الأفلام القصيرة، وهو مفتوح لكل مهتم بغض النظر عن عمره أو جنسه او خلفيته الثقافية والتعليمية، ويستطيع أي شخص أن يأتي للتعرف على كيفية صناعة الأفلام إن كان بكتابة النص والتصوير والإخراج والتمثيل والمونتاج".

وتتابع هيا "بإمكان أي مهتم إن يختار أي فكرة تعبر عن شخصيته أو تفكيره، لينفذها وتصبح فيلما يعرضه على أكبر عدد من الناس سواء بالمجتمع الذي يعيش فيه أو خارجه، والنادي مجهز ليستطيعوا تنفيذ أفكارهم بشكل عملي، فسيكون هناك كاميرات وبرامج سوفت وير خاصة بالمونتاج التصويري والأدوات اللازمة لفنيات الصوت وضبطه".

وسيتمكن صنعي الأفلام المبتدئين أن يناقشوا أفكار أفلامهم القصيرة مع المختصين ومع مواطني مجتمعهم نفسه، وتقول هيا "ستتوفر شاشة عرض للأفلام، ويستطيع أي شخص أن يحضر العرض ومن ثم تتم مناقشة وتحليل الفيلم وسيكون هناك استضافة لكتاب سيناريو وممثلين ومخرجين وفنيي مونتاج وصوت، كما أننا سنركز في النادي أن يكون بعيداً عن المنهاج الدراسي والواجب والفرض، بل سيكون عبارة عن مساحة حرة من ناحية التعبير عن الفكرة والعمل".

روبوتات في القرية
مجد الهروط مسؤولة مختبر الليجو روبوت الذي يندرج تحت برنامج التعليم خارج إطار المناهج المدرسية، والذي يتم التدريب فيه بالتعامل مع وزارة التربية والتعليم في منطقة ذيبان ومتحف بوسطن للعلوم ومعهد ماساشوستس للتكنولوجيا وبرنامج إنجاز.

وتقول مجد "عالم الروبوتات عالم غريب، فنحن نرى آلة تتحرك وتقوم بأعمال كالإنسان عن طريق كمبيوتر صغير تقوم أنت ببرمجته وإعطائه الأوامر، في المركز نقوم باستضافة المدارس بنفس الدوام من الساعة الحادية عشرة حتى الثانية ظهرا، ونوفر مساحة للإبداع الخلاق ونخرج القدرات المكبوتة فيهم عن طريق تحفيزهم بإعطائهم مقدمات عن عالم الريبوت وكيف يصنع ويصمم، وكيف نُعد برمجية معينة عن طريق برنامج كمبيوتري موجود لدينا، ونقوم بتعليم الطالب كيف يقوم بتشغيل هذا الروبوت وندخلهم في مسابقات، إضافة الى أننا نشرك المعلمين بهذا المختبر، وهؤلاء المدرسين كانوا قد أخذوا تدريب خاص بالريبوت في مركز التميز التربوي في مدارس اليوبيل حتى يكونوا مباشرين مع الطلاب داخل المختبر".

حالياً، تتابع مجد "نعمل مع 4 مدارس في لب ومليح، هي المدارس الثانوية للبنين والبنات، ونعمل الآن على عمل مسابقات بين هذه المدارس عن طريق نادي العلوم التابع لمختبر الليجو ريبوتس، والذي يختار من كل مدرسة عشرة طلاب متميزين مع أستاذهم ليقوموا بعمل مشروع خاص بالريبوتس، وندخل هذا المشروع ضمن المسابقة المحلية والمدرسة الفائزة قد تشارك بمسابقات في عمّان مع المدارس الأخرى، والأمل أن يفوزا بالتصفيات كي نستطيع أن نرسلهم الى مسابقات عالمية".

وجود هذا المختبر في قرية بعيدة عن مركز العاصمة التي يتوفر فيها كل شيء، سيوفر فرص كبيرة لهؤلاء الطلاب، وهو ما تعتبره مجد إنجازا لهم، "نحن ندعم الطلاب كثيرا، ونتمنى أن يفسح المجال أمام الأهالي أيضا لعمل نادي خاص فيهم ولأساتذه آخرين غير المشاركين معنا، ونتمنى أن يزيد التعاون بيننا وبين التربية والتعليم حتى نصل الى هدفنا وهو تعريف الناس بعالم الريبوتات الذي يساعد الطلاب على اختيار تخصصات الميكانيكية والصناعية ليخرج جيل مبدع وخلاق".


نادي إنتل
نادي إنتل من المشاريع التي تنفذها القرية الإلكترونية وذلك لخلق بيئة إبداعية لفئة الصغار، فالمشروع يقدم خدمات خاصة لطلاب المدارس للعمل على بعض البرامج الكمبيوترية، ويشرح أيمن النوافعة منسق المشروع هدف النادي وكيفية تطبيق البرنامج فيه "النادي يهدف أولا الى توفير بيئة ترفيهية لا منهجية، وذلك للفئات من سن 10 الى 18 سنة ، نوفر لهم برامج تعليمية غير تقليدية وغير مألوفة في المراكز التعليمية الأخرى، وهدفنا الثاني تقديم بيئة مناسبة للتعليم الذاتي للطلاب من خلال التعامل مع برامج مثل التصميم والرسم وبرامج الموسيقى وصنع الكليبات والأفلام".

ويضيف "هناك متطوعين يقومون بدور إرشادي للفئات المستهدفة والفئات المستخدمة داخل النادي، كما أن النادي يقدم مجموعة من النشاطات مع المدارس المرتبطة بأقسام مشروع القرية ككل، مثل نادي الليجو ونادي الأفلام، ونادي إنتل في قرية مليح يحتل رقم 103 عالمياً و3 على المستوى العربي والثاني بالأردن".

تسمية المشروع بالـ (القرية الإلكترونية ) جاءت للدلالة على التكنولوجيا المعلوماتية التي تركز المشاريع العمل على تنفيذها، كما حملت اسم (القرية) لتدل على التراث والبناء التقليدي الذي اعتمدت عليه في المركز، حيث تم ترميم بعض المباني القديمة المتهدمة واستصلاحها واستخدامها للمشاريع.

ويقطن قريتا لب ومليح ما يقارب الـ 11 ألف نسمة، حيث جاء مشروع القرية الإلكترونية بمبادرة من صندوق الأمم المتحدة لإنماء المرأة، وبالشراكة مع الحكومة الأردنية ووزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، لتكون هاتين القريتين المستفيدين الأولين من هذا المشروع.

أضف تعليقك