قراءة في دور المخابرات العامة ومديرها الجديد
إذا كان هناك دور سياسي للمخابرات العامة فربما يكون في إطار الحفاظ على الأمن والاستقرار، أسوة بكل الأجهزة الأمنية في دول العالم.
هذا الدور "متفق عليه من الرأي العام ودوائر الدولة والمخابرات العامة والديوان الملكي" على ما يقوله المحلل السياسي الدكتور محمد المومني.
ويضيف المومني أن دور الأجهزة الأمنية "لا يمكن إلغاؤه بأي حال من الأحوال"، ويتابع أن للجهاز دور كبير في الحياة العامة في الأردن، "ومن هنا يجب أن نفرق ما بين حاجتنا للأجهزة الأمنية ودورها الوطني والهام وما بين بعض السلوكيات التي قد تؤثر على المشهد السياسي بصورة سلبية".
والسلوكيات السلبية، كما يراها المومني تدفعه إلى مطالبة مدير المخابرات العامة الجديد اللواء فيصل الشوبكي بحصرها ووضع حد لها ليتمتع الأردن بالأمن والاستقرار.
ينظر المومني إلى الشوبكي كمدير جديد إصلاحي، والأخير الذي مضى على عمله داخل جهاز المخابرات العامة 29 عاما انتقل إلى العمل في مجلس الامن الوطني في الديوان الملكي بعد ترقيته إلى رتبة لواء في العام 2005.
يعتبر الشوبكي من أصغر مدراء المخابرات سناً، من مواليد العام 1952 في قرية بير زيت الفلسطينية، حيث تخرج من الجامعة الأردنية في العام 1974 ثم التحق بجهاز المخابرات العامة في العام 1976 برتبة ملازم وخدم بمختلف المواقع في الجهاز حتى العام 2005.
وآخر منصب شغله في دائرة المخابرات كان نائب مدير المخابرات، مدير عمليات الداخل، قبل أن يعين سفيرا فوق العادة في وزارة الخارجية لدى المملكة المغربية وسفيرا غير مقيم في السنغال وموريتانيا الى ان تم تعيينه مديرا للمخابرات العامة في 19 تشرين ثاني 2011.
وكان اللواء الشوبكي، أكد في رسالة وجهها إلى الملك عبدالله الثاني مؤخرا أن "الدائرة ستكون في خدمة الأردن والأردنيين وحامية للحقوق والحريات، وسندا لمسيرة الإصلاح الشامل”. فضلا عن عزمه المضي في خطط مفصلة للعمل في المرحلة القادمة، تكفل تطوير الجوانب القانونية والتنظيمية والهيكلية اللازمة للارتقاء بأداء الجهاز ومنتسبيه.
وأكد الشوبكي التزام الجهاز بروح الدستور والقانون وقدسية الحفاظ على حقوق الإنسان وحريته وكرامته، لتكون المخابرات العامة مؤسسة مبنية على قيم الحق والعدل والنزاهة والشفافية.
الناشط الحقوقي فتحي الدرادكة، يرى أنه آن الأوان لكف يد المخابرات عن التدخل في الشؤون العامة وفي كافة مناحي الحياة، "لو لم يكن هناك تدخلا حقيقيا وفجا في مرات كثيرة لما كانت رسالة الملك الأخيرة إلى المدير الجديد”.
ويتابع الدرادكة حديثه "لعمان نت" أن هناك عقلية أمنية مسيطرة على رجال السياسة العاديين في الأردن، لكنه يستدرك أن دورهم يعتبر تدخلا وليس تغولا من حيث ابتلاع المؤسسات، "يعني مثلا في الانتخابات البلدية يكون هناك تدخلا باتصالات ومشاركات أو الانتخابات النقابية".
ويقرأ الدرادكة رسالة لرد المدير الجديد للملك بأنها "جدية وتحمل لغة سياسية لم نعهدها من مدراء سابقين، ونتمنى أن يكون دورها مستقبلا نحو الحريات العامة".
وكان الملك وفي رسالته إلى اللواء الشوبكي أكد فيها على ضرورة تناغم عمل المخابرات بما ينسجم مع مساعي الملك الرامية إلى الإصلاح الشامة، ويقول له "ما يتطلب جهدك في توجيه هذا الجهاز الكفؤ نحو دعم مسيرة الإصلاح في الأردن وإضافة الأدوات والأساليب، وتطوير التدريب والإعداد".
أستاذ العلوم السياسية الدكتور أمين مشاقبة، يرى في ذلك فرصة للدائرة لكي تعمل على سوية واحدة مع مؤسسات الدولة، "المطلوب تناغم مع مؤسسة العرش من جهة والحكومة من جهة أخرى والدائرة كجهة أخرى من أجل رفعة الوطن ومن أجل تحقيق المصالح العليا للوطن".
ويتابع مشاقبة أن العقلانية التي يتمتع بها المدير والرئيس الجديدين مدعاة إلى الاستقرار ما بين الأطراف المختلفة لأجل مصلحة الوطن العليا والاستقرار.
ويعرف عن الشوبكي إتقانه اللغتين الإنجليزية والفرنسية بطلاقة إلى جانب العربية، ويكنى بأبو فادي.
نفذ عمليات إستخبارية داخل وخارج الأردن، ويشار له بأنه من التيار المتجدد داخل جهاز المخابرات العامة وصاحب توجه لإعادة ترسيم دور المخابرات، وإخراجها من الإنطباع الشعبي المعروف عنها.