قراءة في انتخابات مجلس طلبة الاردنية
مفاجأة لم يعترف بها الاتجاه الاسلامي بالجامعة الاردنية بأنه لم يحصد سوى اقل من %30 من مقاعد الاتحاد الـ 79 ، وتأكيده انه اختار هذا الحجم من المشاركة بعد غياب ثماني سنوات من المشاركة بالانتخابات ، الا ان الكثيرين قالوا ان هذا حجمهم الحقيقي في الجامعة.
ورغم تأكيدات قيادية في الجامعة ان حجم الاتجاه الطلابي الاسلامي كبير جدا ويوازي اكثر من ثلث طلبة الجامعة وكذلك الطالبات الا ان مشاركتهم في الانتخابات قد تكون ضعيفة لاسباب لم يتم ايضاحها.. حيث يؤكد الناطق باسم الاتجاه بالجامعة انهم شاركوا بحجم قليل وانهم فازوا بحجم مرشحيهم وبنسبة %70 وانهم سيقيمون احتفالات في ساحة الجامعة لما اعتبروه انتصارا لهم بداية الاسبوع المقبل.
ولا يخفى على احد ان الاجواء العامة بالجامعة تبدي ارتياحا لصغر حجم نجاح الاتجاه الاسلامي بالجامعة ويعتبر طلبة ذلك مثيرا للراحة والتفاؤل اعتقادا منهم بان الاتجاه الاسلامي ان دخل مكانا بحجم كبير فانه سيبدي سيطرة عليه بقراراته وتوجهاته واهتماماته ، لكن الصورة الان داخل الجامعة تختلف واثبتت بان هنالك سرا بحجم تلك النتيجة التي حصلوا عليها.
طلبة الجامعة الاردنية وحتى ساعات متأخرة من مساء امس اقاموا الاحتفالات والدبكات الشعبية والاهازيج والهتافات الصاخبة احتفالا بنجاحهم ولا سيما تجمع "وطن" الطلابي الذي حاز على اغلبية المقاعد في الاتحاد ، وهم اي "وطن" ، تحالف طلابي من المستقلين واصحاب الفكر المحايد الذين وقعوا وبحسب تصريحاتهم على ميثاق شرف فيما بينهم بان هنالك وحدة وطنية بالجامعة الاردنية وان الاساس هو الاردن والساحة الاردنية وخدمة الطلبة الاكاديميين.
وكسب "وطن" الجولة الحالية وتقاسم معه الفتات بعض التيارات الوطنية بعدد 12 طالبا وطالبة في انتخابات حجبت عنها الديمقراطية الكاملة منذ ثماني سنوات حتى لا يسيطر الاتجاه الاسلامي على المقاعد كما جرت العادة باعتراف الغالبية من ان وجود انتخابات ديمقراطية داخل "الاردنية" هو جلب التيار الاسلامي برمته الى حرم الجامعة وبالتالي وكما يعتقد مسؤولو الجامعة سابقا فان وجودهم "اي التيار الاسلامي" هو جلب لمزيد من المتاعب داخل الحرم الجامعي ، لا سيما ان الجامعة ليست ساحة للاحزاب وصاحب القرار هو الطالب وليس حزبه الخارجي.
ولا يمكن لاي كائن انكار النجاح الذي حققه رئيس الجامعة الاردنية د. خالد الكركي لمجريات الانتخابات وخلوها من المشاكل والمنغصات الا من حادثة محدودة بين احد الطلبة في كلية الاعمال وبعض زملائه احتوتها الادارة بحكمة ولم تتخذ اي اجراءات رغم ان الرئيس عقد العزم على توجيه عقوبات شديدة جدا.
وكانت ادارة الجامعة ممثلة برئيسها كحد السيف الحنون حازمة متفهمة وقادرة على ادارة المركب الصعب الذي جمع 38 الف طالب في ساحة واحدة يحملون اطيافا وافكارا وتوجهات مختلفة ، وكان الكركي قد جمع الطلبة في تجمع عشوائي بعد انتهاء الفرز في الثامنة والنصف مساء وكأنه يخاطب قلوب وعقول الطلبة جميعهم ، وهو يقول لهم "انتم من صنعتم الانتخابات بشكلها الحالي وانجحتم فكرة الديمقراطية في "الاردنية" التي هي انموذج الجامعات كلها وستكون تجربتها هي الاساس ، وهي التي اعطت الطلبة حريتهم بالاختيار دون اية ضغوطات". وكان الكركي اشار الى انه سيقدم استقالته من الجامعة في حال أخل الطلبة بسير الانتخابات او تم الاعتراض على نزاهتها او التدخل بها لا سمح الله ، لكنها جرت بكل شفافية وبقي د. الكركي متألقا في موقعه يحتفل بانتصار البطل وبنجاح تجربته وفكرته التي سعى لتحقيقها.
الكركي قال ففعل.. ووهب لابنائه الطلبة كما قال امام حشد كبير منهم انه فتح لهم طريق المستقبل والحرية وعليهم الاستمرار بعقلانية وتفتح لممارسة طريق النجاح الذي صنعوه معا.
الانتخابات انتهت ، وتخوفات ادارة الجامعة بددتها الشفافية والعقلانية ولم يبق امامهم سوى ممارسة العمل الطلابي الفعلي ومعرفة ليس توجهات الطلبة فحسب بل ما سيقدمونه من ممارسات للحرية والفكر والديمقراطية والالتزام عند حلف اليمين وانتخاب الهيئة الادارية للاتحاد.. فهل من مفاجآت سيقدمها طلبة الاتحاد ، وهل من غموض ساد الانتخابات سيتكشف بعد ايام؟











































