قراءات في حادثة الكرك

قراءات في حادثة الكرك

منذ ساعات ظهيرة الأحد، وحتى ساعات متأخرة من الليل، تابع الشارع الأردني مجريات العملية الامنية في مدينة الكرك، حتى إعلان الأجهزة الأمنية عن انتهائها بمقتل أربعة مسلحين تحصنوا بقلعة المدينة التاريخية، وهو ما وجد صداه بين أعمدة الراي والمقالات في الصحف اليومية.

 

الكاتب جميل النمري، يرجح في مقال كتبه قبل انتهاء العملية، أن نكون أمام مجموعة إرهابية، وليس عصابة من اللصوص أو رجال المخدرات؛ فهؤلاء يحاولون الفرار والاختفاء إذا ما دوهموا، فيما عدد المجموعة وسلوكها وتقصد الهجوم على رجال الأمن وقتلهم مقصودة، بما يشير على الأرجح إلى أننا أمام مجموعة متطرفة تنتمي إلى الوسط الإرهابي والداعشي.

 

ويستعرض النمري بعض المعلومات غير الرسمية حول استئجار المجموعة المسلحة لمنزل في القطرانة وهم غرباء على المنطقة، وقام مواطن بالإبلاغ عنهم عندما اشتم رائحة بارود، ربما مع اشتعال النار في المكان، والذي يرجح أن يكون نتيجة محاولات تحضير متفجرات.

 

وينتهي الكاتب إلى القول بضرورة انتظار المعلومات التي نتوقع أن الحكومة لن تبخل بها بشأن جميع التفاصيل، لكي نحلل ما حصل ودلالاته، وما إذا كنا أمام استهداف جديد للأردن من الإرهاب الداعشي أو الأيدي الاقليمية التي تحرك بعض أذرعه، أو أنه تحرك داخلي بحت يرتبط باجتهاد هذه المجموعات محليا من دون ارتباط بحسابات إقليمية.

 

الكاتب ماجد توبة، فيؤكد أنه ليس غريبا أن يستهدف الإرهاب والإجرام العابران للدول والأقطار بلدنا، فنحن في قلب النار، المشتعلة في محيطنا الملتهب.

 

ويفضل توبة عدم استباق التحقيقات والإعلانات الرسمية لتحديد من يقف وراء العمل "الجبان" الذي حاول تلطيخ بياض استقرارنا وأمننا، مشيرا في الوقت نفسه إلى أنه ليس من المستغرب إن كان العمل يندرج ضمن مخططات الشر لقوى إرهابية، سبق وأن هددت بنقل شرورها وجرائمها خارج أماكن تواجد تنظيماتها في سورية والعراق وليبيا وغيرها من دول.

 

 

"وبعيدا عن أي تهويل أو تقليل، فإن الظروف الحساسة الحالية تستدعي المزيد من الحذر من مختلف الجهات الرسمية لمواجهة احتمال استهداف الأمن والاستقرار الأردني، كما قد يكون الدور الأهم المطلوب اليوم هو من المجتمع الأردني نفسه، بمختلف شرائحه وقواه ومؤسساته المدنية والشعبية، في التصدي بالوعي واللحمة ورفع منسوب الحساسية الوطنية تجاه كل ما يمس الأمن الوطني"، بحسب توبة.

 

أما الكاتب باسم الطويسي، فيرى أن الأحداث تذهب إلى إثبات حقيقة أن رأس المال الثمين الذي يتمتع به المجتمع الأردني، هو حجم الثقة العالية بالمؤسسة الأمنية وعلى رأسها الجيش العربي، واستعداد المجتمع للاندماج مع الجيش والأجهزة الأمنية حينما تقع واقعة، ومن دون ترتيب أو تحريض أو أبواق إعلامية.

 

ويلفت الطويسي إلى ما شهده العام الحالي من سلسلة  العمليات الإرهابية التي استهدفت خطوطا أمامية لقوات حرس الحدود، ومقار أمنية، كما شهد العام في الوقت نفسه سعياً حثيثاً من المؤسسة الأمنية الأردنية إلى إعادة بسط سيطرة القانون ومحاصرة جيوب الخارجين عليه.

 

ويضيف الكاتب "لا يتوقف الأردنيون عن التغني بالأمن والاستقرار. لكن الغناء والشعارات وحدها لا تكفي. وهذا ما بات يدركه الناس اليوم، ويتمثل بالوعي والممارسة التي تجعل المجتمع خط دفاع أول".

 

فـ"ثمة حروب استخبارية واسعة النطاق وشرسة تشهدها المنطقة، إحدى أدواتها المجرمون وتجار المخدرات والخارجون على القانون الذين قد يوظَّفون بسهولة في استهداف الأمن والاستقرار، جنبا إلى جنب الإرهابيين التقليديين".

 

 

 

 

ويخلص الكاتب إلى أن الدروس الأولية التي تفيد بها عملية الكرك، هي أن زمن الركون إلى مقولة "الأمن والاستقرار تحصيل حاصل" قد انتهى، وأمام الدولة والمجتمع البناء على رأس المال المشترك.

 

الكاتب محمد حسن التل، يشير إلى أن ما حدث في الكرك يؤكّد مرة أخرى لكل من يهمه الأمر، أن الأردن في عين الإرهاب، وأن منظومة الإرهاب تستهدف أمننا واستقرارنا.

 

ويؤكد التل على أن "المطلوب منا كأردنيين أن لا نسمح لأجندة الإرهاب أن تُربك صفوفنا، أو أن تلين من عزيمتنا، لأن دماء شهدائنا ستظل الدافع الأقوى لأن نبقى متحفزين لردع شرور هذا الإرهاب".. فـ"ما يعنينا اليوم هو وحدة الصفّ الوطني، والحفاظ على معنوياتنا عالية محلّقة".

 

فيما يذهب الكاتب عبد الله المجالي إلى أنه  "لا شك أن رجال الأمن وكافة الأجهزة الأمنية سيحظون بالتصفيق والثناء على جهودهم وتضحياتهم خلال تصديهم أمس للعملية الإرهابية التي هزت مدينة الكرك، وهو ثناء وتمجيد يستحقونه، ولا أحد يستطيع إنكار ذلك.. إلا أن هذا لا يجب أن يكون مبررا للإعلام لعدم طرح بعض الأسئلة التي ستساعد أجهزتنا الأمنية في التصدي لمثل تلك الخلايا والمجموعات قبل تحركها في المرات القادمة".

 

ويلفت المجالي إلى أنه "لا يتصور ألا يكون هناك تقييم داخل الأجهزة الأمنية ورصد للثغرات التي أدت إلى تمكن تلك المجموعة من قتل وإصابة هذا العدد الكبير من أبنائنا الأعزاء، لكنني أتحدث هنا إعلاميا، حيث ستغيب الأسئلة المحرجة من قبيل كيف تمكن هؤلاء من الدخول إلى مدينة الكرك؟ وكيف حصلوا على الأسلحة؟".

 

ويشدد الكاتب على أن هذه الأسئلة ليست لإحراج أحد، وإنما لجعل التغطية الإعلامية متوازنة حتى تساهم في منعة جبهتنا الداخلية ومنعة الأجهزة الأمنية.

أضف تعليقك