قبيل " انقاذ الوطن" التحشيد والتوتر يسيطر على المشهد

قبيل " انقاذ الوطن" التحشيد والتوتر يسيطر على المشهد
الرابط المختصر

تشهد الساحة السياسية والإعلامية حالة من التحشيد والتوتر قبيل انطلاقة مسيرة "جمعة إنقاذ الوطن" يوم الجمعة القادم والتي تنظمها الحركة الاسلامية مع أربع وسبعين حراكاً للمطالبة بإصلاح النظام.

وتقوم الحركة الاسلامية بحشد أكبر عدد ممكن في هذه المسيرة وسط مقاطعة بعض الفعاليات وخروج فعاليات مناهضة لها، كما تتعرض المسيرة عبر بعض وسائل الاعلام ومن قبل بعض الشخصيات لهجوم كبير متهمة الحركة الاسلامية باثارة الفتنة.

هذا التحشيد يأتي في اتجاهين؛ حيث عبر وزير الشؤون البرلمانية شراي كساب الشخانبه عن استهجانه من إصرار بعض القوى السياسية المُعارضة على تجييش أعضائها للمسيرة بشكل يسئ للمسيرة الديمقراطية والوحدة الوطنية، على حد قوله، رافضاً الاستقواء على الأردن والقيادة الهاشمية باسم الديمقراطية.

في الوقت ذاته أعلن القيادي بالحركة الاسلامية بادي الرفايعة أن هنالك تجييش من قبل الحكومة وأجهزتها ضد مسيرة الحركة ما يعني عدم رغبة وجدية النظام وأجهزته بالإصلاح.

الكاتب ابراهيم القيسي أشار أن هذا الحدث يمثل حالة استفزاز لبعض الأطراف القانعة بمستوى ما أنجز من إصلاح؛ داعياً الحركة الإسلامية التراجع عن المسيرة والمبارزة في حشد الشعب؛ قائلاً "السياسي الحكيم عليه أن يختار وقت الفعالية ومكانها".

هذا التخوف بنظر البعض يأتي في ظل ما تعانيه المنطقة من توترات قد تنعكس على الداخل الأردني وفي ذلك قال أمين عام حزب الرسالة حازم قشوع بأن توقيت المسيرة توقيت مقلق نظراً للوضع الذي يحيط بالأردن، مشيراً إلى إمكانية وجود "مندسين" قد يتعمدوا إثارة البلبلة.

واعتبر قشوع أن عنوان المسيرة استفزازي "مسيرة إنقاذ الوطن" مبرراً ذلك بقوله "وكأن الوطن غرقان وسيتم انقاذه".

ولم ينف قشوع حالة التحشيد للمسيرة؛ مبرراً ذلك بتوقيت المسيرة الذي يصادف في الخامس من تشرين الأول وهو تاريخ عودة الملك عبد الله الثاني من الخارج، ما يعني إيصال رسالة للملك بتأجيل الانتخابات النيابية.

القيادي في الحركة الإسلامية بادي الرفايعة أشار بدوره إلى أن هذه المسيرة ليست وليدة اللحظة، مؤكداً أنه لا مانع أن يكون هنالك أبعاد سياسية للمسيرة تتعلق بموعد عودة الملك من الخارج.

الحركة الإسلامية بدورها لم تخف قيامها بالتحشيد للمسيرة منذ الاعداد لها؛ حيث أكدت اللجنة التحضيرية للمسيرة على ضرورة حشد المواطنين وهو ما يتضح بقيامها بتوزيع بروشورات على المواطنين تدعو للمشاركة في المسيرة.

عضو اللجنة التحضيرية للمسيرة علي أبو السكر بين أن "الدعوة للمسيرة هو حق كفله الدستور لحرية التعبير عن الرأي".

هذا وأعلنت بعض القوى تنصلها من المشاركة في المسيرة كقوى ومستقلين في نقابة المهندسين، كما اتهم البعض الحركة الاسلامية بانضواء الحراكات المشاركة تحت الحركة ما يعني أنها "حراكات وهمية في معظمها".

وهو ما استنكره رفايعة قائلاً: "الحراكات ليست وهمية وليست اسلامية؛ وإنما حركات وطنية شعبية منطلقة من المحافظات؛ والقصد من هذه الاثارة فصل هذه الحراكات عن المجتمع، واستعداء المجتمع الأردني لهذه الحراكات".

في المقابل أعلنت مسيرات مناهضة للفعالية تنظيمها مسيرة يوم الجمعه مقابل الحركة الاسلامية وهو ما يثير تخوف العديد من المحللين من حدوث توترات وأزمة؛ إلا أن أبو السكر أكد أن هذه مهمة الحكومة في توفير الأمن للأردنيين في ظل ممارستهم لحقهم الدستوري في التعبير عن الرأي.

وهو ما ذهب إليه الرفايعة مشيراً أن توفير الأمن يقع على عاتق الأجهزة الأمنية، مبيناً أنه إذا تم إصابة أحد الناشطين في وجود الأجهزة الامنية فإن ذلك يعني أنه أمر مقصود.

يذكر أن عدد الحراكات التي أعلنت دعمها ومشاركتها في المسيرة يزداد بشكل مستمر حيث وصل العدد الى 74 حراك وفعالية وجهة.