قبل المئة وبعدها هل ستؤثر المعدلات الكاملة على مستقبل الطلاب؟

الرابط المختصر

 

احتفل صباح أمس أكثر من سبعين طالبة أردنيًا بحصولهم على معدل 100 بالمئة في امتحان شهادة الثانوية العامة. وبحسب وزير التربية والتعليم د.تيسير النعيمي فإن 71 طالبًا حصلوا على معدل كامل من الفرع العلمي و7 طلاب من الفرع الأدبي وبلغت نسبة النجاح لهذه السنة 56.5%.

 

بين حالة الذهول من المعدل الكامل والسعادة به أعربت الطالبة دانا هيثم أحمد إحدى الحاصلات على معدل 100 في امتحان الثانوية العامة عن صدمتها وعدم توقعها لهذا المعدل, خصوصًا بعد أن أكدت الوزارة تواصلها قبل يوم مع الأوائل ولكن دانا لم تتلق اتصالًا من أحد ما جعلها تفقد الأمل في أن تكون أحد الحاصلين على معدل كامل. وتقول دانا إن الظرف الوبائي كان عاملًا إيجابيًا في دراستها, فحصلت على مزيد من الوقت في المنزل وأصبحت قادرة على التحكم بجدولها.

radio albalad · الطالبة دانا المومني الحاصلة على معدل 100 في نتائج التوجيهي تتحدث لراديو البلد

 لكن في ظل الظروف التي مرت على طلبة التوجيهي كالتعلم عن بعد وجائحة كورونا, يثير هذا العدد من الحاصلين على معدل عال بعض التساؤلات حول أسباب ارتفاع المعدلات وتأثير ذلك على قبولات الجامعات. 

 

يقول الدكتور فاخر دعاس منسق حملة ذبحتونا من أجل حقوق الطلبة أن هذه المعدلات المرتفعة كانت نتيجة متوقعة بناء على متابعة مستويات الأسئلة, فنمط الاختيار من متعدد قد يكون الأسهل وقد يكون الأصعب, لكن نوعية الأسئلة هي الفارقة. ويوضح دعاس أن الوزارة كانت تدفع باتجاه أن تكون العلامات مرتفعة بطريقة مقصودة أو غير مقصودة, فكان هناك تسهيل بحذف جزء من المواد وتحديد أوزان كل مادة في الامتحانات.

وحسب دعاس إذا قارننا نسبة النجاح بأعداد الطلبة الذي تقدموا لامتحان الثانوية العامة وبلغ عددهم 17 ألف طالبًا, فتعتبر نسبة النجاح مرتفعة جدًا, فعادة يتقدم 80 إلى 90 ألف طالب بنسب نجاح بين 47 و53%, وهنا تكمن إشكالية المعدلات المرتفعة’ فالامتحان لم يقس المستوى الحقيقي للطلبة, ولم يكن هناك أدوات لقياس الفروقات الذهنية بين الطلبة, أي أن لا فرق بين من حصل على 100 وبين من حصل على 98, وحتى الذين حصلوا على معدل 100 هم ليسوا كلهم بنفس المستوى.

 

radio albalad · د. فاخر دعاس ستشكل نتائج التوجيهي المرتفعة مشكلة في قبول الجامعات

ط

ويؤكد دعاس أن جامعاتنا غير قادرة على استيعاب أعداد الطلبة الكبيرة هذه خصوصًا في ظل "عقلية الدكتور" التي تأتي كمتطلب مع المعدلات العالية. وهذا سينعكس على على نظام قبول الجامعات فالكثير سيلجأ لدراسة الطب في روسيا وأوكرانيا, ويضيف أنه في ظل تقليص عدد طلبة النظام الدولي بسبب الوضع الوبائي ستزداد مقاعد الموازي لتعويض الفقدان الدولي.

 

من جهته أكدّ وزير التربية والتعليم تيسير النعيمي إن نتائج التوجيهي هذا العام حقيقية وإن الوزارة لم تتهاون أو تراعي الطلبة بسبب ظروف كورونا. وشدد على أن التشكيك بنتائج امتحان التوجيهي غير علمي ومبني على أراء وقناعات شخصية. ولفت إلى أن نسبة النجاح هذا العام أقل من العام الماضي. وبرر الوزير أن ارتفاع العلامات سببه اعتماد الوزارة الأسئلة الموضوعية هذا العام واستبعاد الأسئلة المقالية.

 

بالرغم من ارتفاع المعدلات وزيادة أعداد الطلبة, تبقى المرحلة الجامعية وامتلاك مهارات سوق العمل هما الفيصل في في تحديد مستوى الأداء الأفضل.