قاعدة الكربولي في القتل..(من ليس منا فهو ميت)

الرابط المختصر

قبل قيامه بقتل السائق الأردني خالد الدسوقي، طلب عضو تنظيم القاعدة في العراق زياد الكربولي، من الدسوقي ان يؤدي الشهادتين، و شرعا في الدين الإسلامي من ينطق بالشهادتين -حتى لو لم يكن مسلما- يعصم دمه وماله وعرضه.

وتأكيدا على ذلك، قول رسول الله عليه السلام: (مَن شهد أن لا إله إلاّ الله، واستقبلَ قِبلتنا، وصلّى صلاتنا، وأكل ذبيحتَنا فذلك المسلم، له ما للمسلم وعليه ما على المسلم).

الكربولي -الذي يدعي التديُن- كان يعلم ان السائق الأردني مسلم من بني جلدته، وعلى الرغم من ذلك قام بإفراغ رصاصاته في رأسه، ولكت السؤال ما هو الأساس أو القاعدة الشرعية التي انطلق منها الكربولي وقام بتنفيذ حكم القتل بحق رجل اعزل. هل يجوز ان يُكفر المسلم ويقتل على يد المسلم؟

عميد كلية الشريعة في الجامعة الأردنية الدكتور عبد المجيد صلاحين بين انه "لا يجوز تكفير المسلم إلا إذا أعلن الكفر علانية، ولا يباح دمه إلا من قبل الحاكم المسلم و في إحدى ثلاث أمور وهي: الثيب الزاني، والتارك لدينه المفارق للجماعة وهو المرتد، وقتل النفس بالنفس أو القصاص، ولا ينفذه الأفراد وإنما الحاكم المسلم، لذا لا يجوز لأي جهة أو فئة أو جماعة ان تصدر قانون على رأسها وتسن القوانين الخاصة بها".

وينقل صلاحين عن السلف ويقول ان " عبد الله بن عباد وهو ترجمان القرآن فسر تكفير من يحكم بغير ما انزل الله وقال انه "كفر دون كفر" أي ان المسلم قد يقوم بأعمال الكفار لكنه ليس بكافر حيث اجمع جماهير علماء المسلمين ان من يحكم بغير ما انزل الله ليس بكافر كفرا عقائديا وإنما جاء استخدام لفظ كافر من قبيل المبالغة في ذم هذا الفعل".



شروط إباحة دم المسلم الثلاثة الواردة شرعا ربما تحللها وتفسرها بعض التيارات حسب أهوائها، وبالنسبة لتنظيم القاعدة استباحة الدم تقوم على أساس " من ليس معنا فهو ضدنا" وهنا يحل دمه.

الفكر التكفيري المعاصر نشأ في أواسط القرن الفائت، وتحديداً انطلاقا من مبادئ حزب الإخوان المسلمين في مصر، والتي تطورت على رؤية حسن البنا في مقالات مصطفى شكري، وسيد قطب، اللذين كفّروا المجتمع المصري، ومن ورائه جميع المجتمعات الإسلامية.



لكن ما الهدف من قتل المدنيين حتى لو لم يكونوا على ملة القاتل؟ الباحث في شؤون الجماعات المسلحة مراد بطل الشيشاني يرى ان الهدف هو تحقيق مكاسب سياسية لهذه الجماعات، فتنظيم القاعدة تيار مختلف عن التيارات التي كانت موجود في العالم في الستينات والسبعينات والممثل باليسار الراديكالي والثوري، لان القاعدة لا تميز بين قتل الأبرياء وغير الأبرياء، وهدفها الوحيد إنهاء الخصم وهذا نوع من المباراة الصفرية ".
ويحرم الإسلام أيضا قتل النفس المعصومة بغير حق ومن الأنفس المعصومة في الإسلام أنفس المعاهدين وأهل الذمة والمستأمنين، فعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "من قتل معاهدا لم يرح رائحة الجنة، وإن ريحها توجد من مسيرة أربعين عاما"، رأي الإسلام في القتل جاء واضحا و غلظ العقوبة على القاتل واعتبر من يقتل نفس بدون حق كمن قتل الناس جمعيا، لكن بعض التيارات الإسلامية التكفيرية خرجت عن الطريق وفسرت القواعد الشرعية بناءا على أهوائها.