في قصر "المشتى": لقاء ملكي بعبق التاريخ

أعلنت شمس يوم السابع عشر من رمضان وهي في طريقها للغروب للصائمين في كل مكان بأن يوما آخر من رمضان مضى، ولكن هذا اليوم كان مختلفا في "المشتى" القصر العربي 30 كم جنوب العاصمة عمان في القسطل الأردنية آخر المدن الأموية التي تحتضن اقدم المآذن في العالم.
حيث كان لقاء جلالة الملك عبدالله الثاني ترافقه جلالة الملكة رانيا العبدالله وسمو ولي العهد والأمير هاشم  في 27 آذارالجاري ووجهاء وممثلي عن ابناء وبنات البادية الوسطى- قبيلة بني صخر على مائدة إفطار رمضانية هاشمية عربية بمناسبة اليوبيل الفضي .
اللقاء المغلف بعبق تاريخي عريق  يليق به المكان والمكان يليق بالحضور جمع رمزية شرعية ملكية وشرعية عشائرية تدعمان مملكة أردنية هاشمية حديثة تخطو بثقة نحو مؤيتها الثانية.
"المشتى" احد قصور ما كان يعرف في "قلاع الصحراء"؛ السلسة الحضارية والمعمارية شيدت في خلافة بني أمية أول اسرة حجازية حاكمة في تاريخ الإسلام ، وكان الهدف من تشييده ليخدم عدة مهام: أبرزها  السيطرة السياسية والعسكرية .
قصة بناء هذا القصر تتقاطع مع أبجديات السياسية والهوية الأردنية فقد كان رمزا واضحا الى اتحاد المسلمين فى عصر بنائه حيث ان زخارف هذا القصر كثيرة ومتعددة الاشكال و اجمع علماء الاثار على ان الصناع الذي ساهو ببناءه  لم يكونوا من جنس واحد ولكنهم حسب تصنيف هذه الزخارف يعودون الى بلاد الشام والعراق ومصر بل ويضيف بعض العلماء بان بعضهم كان من المسيحيين.
وهنا تبرز عبقرية المكان الذي اختاره جلالة الملك للقاء أبناء بدو الوسط وبناته ويعكس ما عبر عنه أثناء حديثه "أعتز بوجودي مع أبناء  قبيلة بني صخر، القبيلة الأردنية العربية الأصيلة والكريمة" مشيدا بإخلاصهم في خدمة الوطن.
وقال  إن "الأردن وطن النخوة والكرامة، والعالم يحترمه ويقدر مكانته ودوره، ومواقفه معروفة في الدفاع عن حقوق الأشقاء والوقوف معهم بظروفهم الصعبة"، وهو مايشهد عليه تاريخ قبيلة بني صخر ودماء شهداءها في فلسطين المحتلة وباقي العشائر الأردنية على امتداد الممكلة.

وأكد جلالة الملك أن الأردن تجاوز ظروفا ومراحل صعبة بهمة شعبه، مشددا على الاستمرار في التطوير والتحديث والتقدم، وهذا قرار ملكي واضح تم العمل عليه طوال ربع قرن، وهذا تجديد بالأمر الملكي بالإستمرار به وتسابق بنات وابناء الأردن المخلصين للعمل عليه.
وجلالة الملكة رانيا كانت  في مختلف الظروف داعمة جميع خطواته ومنفذه مخلصة لرؤى هاشمية قائمة والعمل دون توقف وتجاوز التحديات: ملكة وزوجة وأم عاملة.
في رد عفوي أكدت جلالة الملكة على تلك الرؤى على إحدى السيدات اللواتي حضرن الإفطار الملكي وتمنياتها بالقول "احنا بخير ستي ما دام انتو بخير " وجاءها الرد عفويا  من الملكة بالقول "مدام انتو بخير احنا بخير "

ربما هذا أحد الأسباب المهمة التي جعلت العلاقة في الأردن بين الهاشميين وشعبهم بهذه القوة، العفوية الصدق ووضوح الهدف.
واليوم  مطلوب من مختلف دوائر صنع القرار ان تعمل بإخلاص وجهد مضاعف لترقى لرؤى قيادته الهاشمية حتى نصل بالفعل لأردن قوي جبهته الداخلية متماسكة ليقوم بدوره تجاه أبناءه وبناته ويضمن لهم حياة كريمة ومستقبل مشرق يحقق طموحهم ينعم الجميع بحقوق متساوية وفرص عادلة.

أضف تعليقك