في الوقت الانتخابي الضائع: عنف وتهديدات وإشاعات

الرابط المختصر

تشتد المنافسة بين المرشحين في الساعات المتبقية عن ساعة الحسم موعد الانتخابات صباح الثلاثاء 20 تشرين الثاني، فكل منهم وفي مختلف دوائر المملكة على السواء.... يبذل أقصى جهوده فيما تبقى له من وقت ضائع لإقناع الناخبين بأحقيته لتمثيلهم في المجلس القادم.
ويبدو أنه بالنسبة للبعض كل شيء مسموح في هذه المنافسة، فبات أمراً عادياً الحديث عن لجوء بعضهم إلى شراء الأصوات والذمم وتوزيع الهبات والعطايا رغم مخالفتها الصريحة لقانون الانتخاب واعتبارها أحدى جرائم الانتخابات المجرمة.
ووصلت حمى المنافسة إلى قيام مرشحين -عبر مؤازريهم- بالتخريب على آخرين وتمزيق لوحاتهم ويافطاتهم وصورهم وهو أمر تلحظ نتائجه أثناء تنقلك في شوارع العاصمة من تشويه لصور المرشحين أو تمزيقها واستبدالها لصور لمرشحين منافسين.
يشكو عبدالله في الدائرة الأولى من تمزيق يافطة تخص المرشح الذي يؤازره في الدائرة الأولى قام بتعليقها على باب بيته، ولكنه فوجئ في الصباح بأنها أزيلت واستبدلت بصورة مرشح منافس.
ويضيف أبو أمين من نفس الدائرة لعمان نت" أن هذا المرشح-المنافس- استأجر "زعران" لتمزيق العديد من لوحات المنافسين واستبدالها بلوحات تخصه"
 ولم يقتصر الأمر على دوائر العاصمة وإنما انتقل إلى المحافظات أيضاً فقد اشتكى العديد من المرشحين في الشونة الجنوبية الدائرة الثانية البلقاء من العبث بدعايتهم الانتخابية وتمزيق لوحاتهم، بحسب تقرير لمراسلة عمان نت هناك.
أما في الزرقاء فقد اندلع حريق كبير في احد المقار الانتخابية يعود لإحدى المرشحات في الدائرة الأولى نجم عنه احتراق موجودات المقر بما في ذلك البرامج الانتخابية والبروشرات والصور إضافة إلى أعلام الزينة ولحسن الحظ لم ينجم عن الحادث أية إصابات.
أسباب الحادث وفيما كان بفعل فاعل أم لا، لم تظهر حتى الآن بانتظار التحقيق الذي بدأته شرطة الزرقاء للوقوف على ملابسات الحادث التي تقدر خسائره المادية بآلاف الدنانير، بحسب صحيفة العرب اليوم.
 
وفي نفس الصحيفة أوردت خبر من لواء الشونة الجنوبية بتعرض منزل المرشحة نعمه حسن الوحيدي إلى إطلاق نار كثيف في وقت متأخر السبت أدى إلى تكسير زجاج نوافذ الغرفة التي تواجدت فيها المرشحة مع احد ضيوفها ونتيجة للهلع الشديد أغمي عليها لأكثر من خمس عشرة دقيقة.
ولم تتهم الوحيدي أياً من مناصري المرشحين أو المواطنين مشيرة إلى أن ثلاث رصاصات اخترقت زجاج نوافذ غرفة الجلوس وحطمت لمبات الغرفة وأضافت بان أربع رصاصات أخرى بان أثرها على حائط المنزل الخارجي.
واعتبرت المرشحة هذا التصرف بمثابة تهديد لإيقافها عن خوض الانتخابات النيابية وأكدت استمرارها في خوض المعركة الانتخابية بغض النظر عن النتائج".
كما وقع اشتباك بالأيدي بين عدد من المرشحين أثناء مناظرة انتخابية أقيمت في مخيم البقعة ـ الدائرة الرابعة التابعة لمحافظة البلقاء. وذكر شهود عيان بحسب صحيفة الدستور"ان المقاعد استخدمت في الاشتباك تبعها سماع إطلاق عيارات نارية.
 ونفى احد المرشحين المشاركين في المناظرة ذلك، وقال إن" ما حدث عبارة عن سوء فهم بين أناس لم يرتقوا إلى المستوى المطلوب من الوعي الديمقراطي".
العنف الانتخابي لم يقتصر على المرشحين والمؤازرين والتهديدات التي تلقاها ناخبون في لواء بني كنانه مثلاً والتي كانت أحد أسباب انسحاب سليمان عبيدات بحسب ما أكده لعمان نت من المنافسة الانتخابية – وإنما تعداه إلى الصحفيين.
فقد ورد في صحيفة الرأي أن مندوبها  في مدينة السلط فارس الزعبي تعرض  خلال اتصال هاتفي ورد إليه إلى التهديد و الوعيد من قبل شقيق احد المرشحين على خلفية نشر خبر مشاجرة بين أفراد عشيرته ، قدم على اثرها الزميل شكاوى رسمية إلى محافظ البلقاء للتحقيق مع المشتكى عليه.
وزير الداخلية عيد الفايز سبق له التشديد على مكافحة العنف الانتخابي بأشكاله المختلفة بشدة واستعداد الوزارة  لوقفه وتلقي أي شكوى بشأنه إلى اللجنة التي أنشأتها الوزارة لغايات استقبال أي شكوى أو استفسار يخص العملية الانتخابية ككل.
كثرة..فتوتر..فاحتكاك
وعلى الرغم من إيجابية كثرة عدد المرشحين في هذه الانتخابات قياساً مع سابقاتها والذي بلغ  885 مرشح منهم199 مرشحة للعملية الانتخابية والتنمية السياسية بشكل عام ، إلا انه كان بشكل أو بآخر أحد أسباب زيادة العنف بين مؤازري العديد من المرشحين بحسب دكتور علم الاجتماع مجد الدين خمش" ولا يخفى أن المسابقة تقترب من نهاية الشوط والمنافسة تزداد ضراوة"
كما أن لجوء العديد من المرشحين إلى استثمار المال والجهد في هذه الانتخابات للحصول على مكاسب في المستقبل في حال نجاحهم لهم ولمؤازريهم بالطبع أدى بالكثير من هولاء المؤزرين إلى تجاوز الحدود في الدفاع عن مصالح من يعلمون لصالح للمرشحين على حد تعبير خمش.
شائعات...شائعات
و هذه الأسباب كانت وراء ارتفاع مؤشر الشائعات في الساعات الأخيرة قبل يوم الانتخاب نتيجة ازدياد حمى المنافسة بين المرشحين .
"أحد المرشحين الذين اشتهر-كما تردد- بشراء عدد كبير من الأصوات يتنقل في مناطق دائرته وهو يصطحب معه عدد من الحراس الشخصيين بعد تلقيه تهديدات عديدة" بحسب  أبو أمين ناخب من الدائرة الأولى.
كما ثبت عدم صحة الخبر الذي تناقله أكثر من صحفي بالإضافة إلى المواطنين وهو وفاة مرشح الدائرة الأولى عن العاصمة عبدالحفيظ الحيت الأحد.
بالإضافة إلى نشر موقع سرايا لأخبار ثبت عدم صحتها من قبل الموقع نفسه وهي : أن محافظ الكرك فواز ارشيدات قام باعتقال المرشح عن المقعد المسيحي فواز زريقات، ونتيجة اتصال هاتفي مع محافظ الكرك فواز ارشيدات نفى رسميا صحة هذه الإشاعة.
 
ونشر أيضاً توقيف محافظ مادبا الدكتور ونس الحراحشه المرشح محمد امين قطيش بعد أن ضبط معه مبلغ خمسه آلاف دينار واحتجاز ( 420 ) هوية أحوال مدنيه في منطقه حنينا تحديدا وان الحراحشه قد اسند له تهمه شراء الأصوات.
وتم نفي الخبر من قبل محافظ مادبا الدكتور ونس الحراحشه الذي قال إن هذه الأيام بدأت تحمل العديد من الإشاعات التي لا علاقة لها بالواقع ".
 
للأسف فإن ما سبق يؤكد حقيقة أن الكثير من المرشحين طرحوا أنفسهم للمنافسة على مقاعد المجلس القادم دون الاستناد إلى أسس سياسية أو فكرية أو حزبية قياساًَ مع واقع الحال العشائري والمالي والمصالحي الذي زج بمرشحين مدعومين من قواعدهم التي تحمل ذات المواصفات، ومعززين مواقفهم بإحجام الأغلبية الصامتة –حتى الآن على ألأقل ونأمل بعدم استمراره- إلى المبادرة بنبذ شعور عدم الثقة الذي سيطر عليهم طويلاً من جدوى العملية الانتخابية من الأساس.