في المشي "غير البطال"

الرابط المختصر

علينا أن نتوخى الحذر, أو على الأقل أن نقوم بالتوضيح المناسب, عندما نلفظ كلمة "كلينتون" هذه الأيام, فقد ظلت هذه الكلمة وحدها ولمدة ثمانية أعوام من 1992- 2000 تشير فقط إلى الرئيس الأمريكي, ولكنها الآن تشير بالدرجة الأولى إلى وزيرة الخارجية الأمريكية وهي التي كانت خلال رئاسة زوجها تسمى "السيدة كلينتون", وبالطبع لا يجوز لنا الآن عند ذكر زوجها أن نقول "السيد كلينتون".


الواقع أن هذه مشكلة مع الأسماء الأمريكية عموماً التي تتحول إلى مفردات سياسية وإعلامية يومية في العالم كله, لكن بشكل خاص في الدول العربية حيث يعتبر العنصر الأمريكي عنصراً محلياً في الحياة اليومية للشعوب والحكومات, وهذه ظاهرة ليست جديدة بل تمتد إلى عقود طويلة ماضية.

وقد بلغت المشكلة أوجها منذ أن برزت ظاهرة البعد القرابي في المناصب الكبرى هناك, وكما تذكرون فقد بقينا في السنوات الأولى لحكم الرئيس السابق بوش نقول "بوش الابن" وذلك لأن اسم بوش كان أصلاً يشير إلى الرئيس الأسبق بوش الأب, الذي حكم في السنوات 1988- 1992 ولم يصبح الاسم ملكاً لبوش الابن إلاّ بعد أن "مشت رجله" في الرئاسة.

من هذه الزاوية - بالمناسبة- علينا أن نحمد الله كثيراً, لأن السيدة كلينتون لم تصبح رئيساً, لأن ذلك كان سيعني أن علينا أن نتحدث عن "كلينتون الزوج" و"كلينتون الزوجة" قياسا على قولنا فيما سبق "بوش الأب والابن", وذلك بانتظار أن "تمشي رجلها" في الرئاسة.0