في احتفالات عيد الميلاد الاردنيون يتحدون الارهاب واجهزة الامن ترفع حالة التآهب

الرابط المختصر

اعلنت الأجهزة الأمنية الاردنية حالة الطوارئ في البلاد واتخذت إجراءات أمنية غير مسبوقة، وذلك تحسباً لوقوع عمليات إرهابية أو تفجير سيارات مفخخة خلال أعياد الميلاد، وتأتي الإجراءات بعد ايام من تحذير السفارة الاميركية في الكويت من احتمال وقوع هجمات ارهابية في المنطقة بعد معلومات استخباراتية.وتتضمن الإجراءات الأمنية التي بدأت امس وتستمر حتى السادس من الشهر القادم وضع حراسات مشددة على المرافق العامة والفنادق والملاهي والمطاعم التي يرتادها المواطنون والزوار والسياح وخاصة في الاعياد، ومضاعفة اعداد رجال الأمن في هذه المرافق.

فيما يشارك الأردنيون من أبناء الطائفة المسيحية العالم بالاحتفال بذكرى ميلاد السيد المسيح عيسى عليه السلام الذي نشر المحبة وثقافة التسامح والسلام بين الناس, وتزامنت هذه الاحتفالات مع تساقط أمطار الخير على كافة محافظات المملكة, حيث اكتست قمم الجبال المرتفعة في المملكة بحلة بيضاء بعثت الامل بالخيروالسلام.

وشهدت الكثير من مناطق المملكة عددا من الاحتفالات التي احياها ابناء الطائفة المسيحية كما أقيمت الصلوات في الكنائس, ووضعت اشجار عيد الميلاد في داخل المنازل وخارجها, كما زينت المحال التجارية والبيوت أبوابها ومداخلها بالاضواء البراقه, ومظاهر الزينة التي عكست حالة من الفرح العام.

وبدأت التحضيرات لعيد الميلاد منذ بشائر الشهر الأخير من العام. وتأخذ الأضواء طريقها إلى المراكز التجارية الكبيرة والمطاعم والمحلات، إضافة الى الثلج الاصطناعي الذي يرسم على الواجهات الزجاجية حاملا عبارات مثل عيد ميلاد مجيد وكل عام وانتم بخير.

وبهذه المناسبة عطلت الدوائر الحكومية والكثير من الشركات الخاصة, وذلك استجابة لقرار أصدرته الحكومة بتعطيل كافة المؤسسات احتفالاً بهذه المناسبة, لاتاحة المجال امام ابناء الطائفة المسيحية الاحتفال بهذا العيد.

وفي ذات السياق اكد رئيس طائفة الاتحاد المسيحي الانجيلية في الاردن القس يوسف حشوه لـ (عمان – نت ) على مضامين الرسالة التي يحملها عيد الميلاد, من اشاعة السلام والمحبة بين شعوب الارض, معتبراً ان احياء هذه المناسبة في هذا الوقت الذي يتعرض له الاردن لتهديدات ارهابية خاصة بعد تفجيرات عمان التي طالت ثلاثة فنادق هي تأكيد على وحدة ابناء الشعب الاردني, وتمسكه بالسلام ونشر ثقافة المحبة.

وأصدرت مطرانية اللاتين بيانا في المناسبة دعت فيه أن تكون "الإرادة الصالحة مفتاح السلام"، إذ إن أهل الإرادة الصالحة هم من يقدمون المصلحة العامة على المصلحة الخاصة ويراعو حرمة القيم الإنسانية وحقوق الآخرين وحرياتهم.

وأشار البيان الى ان ثقافة السلام التي يشيعها عيد الميلاد ميراث ديني وانساني يجب الحفاظ عليه وتحبيبه الى الناس، لان السلام قدير ان يمحو من صدور الناس كل الخلافات والمنازعات والأحقاد. اما الإرهاب والعنف والظلم فلا يزيد الناس الا قلقاً وخوفاً واضطراباً.

ومن جهة أخرى لم تمنع الاحتياطات الأمنية التي اتخذتها الأجهزة الأمنية أمام الفنادق والمنشآت السياحية المختلفة والتي جاءت على خلفية التفجيرات التي استهدفت ثلاث فنادق في عمان, المواطنين الأردنيين بشكل عام والمسيحيين بشكل خاص من اقامة الاحتفالات بمناسبة عيد الميلاد المجيد.

وقد صرح مدير هيئة تنشيط السياحة الاردنية مازن الحمود لـ (عمان – نت ) ان حركة السياحة للاردن تسير بشكل طبيعي, ولم يطرأ أي تغيير على توافد السياح الذين يأتون الى الاردن في هذا الوقت من العام.

وأكد الحمود ان بعض السياح قاموا بالغاء حجوزات لهم, غير انه نفى ان يكون لذلك أي علاقة بالتفجيرات التي استهدفت الاردن, والتهديدات التي اطلقتها المجموعات الارهابية.

وقال رئيس جمعية الفنادق الأردنية ميشيل نزال إن الفنادق تستعد لإقامة حفلات رأس السنة الميلادية التي تنظم فيها كل عام كالمعتاد. وتوقع أن يشهد الأسبوع الحالي إعلانات لحفلات ستقام بمناسبة رأس السنة الميلادية 2006 الجديدة الذي يصادف الأحد المقبل.

وقال نزال إن جميع الفنادق، وخصوصا الكبرى منها، اتخذت الترتيبات اللازمة لاستقبال الحفلات، و"هي مستعدة كالمعتاد"، مشيرا إلى أن نسبة الإشغال في الفنادق الكبرى بلغت 50%، وبدأت بالعودة تدريجيا كما كانت سابقا، متوقعا أن تعود إلى حجمها الطبيعي خلال الأشهر الثلاثة أو الأربعة المقبلة، وذلك في ضوء تلاشي الأثر النفسي الذي تركته الأعمال الإجرامية ضد أبرياء في ثلاثة فنادق في عمان كانت تعرضت في التاسع من تشرين الثاني الماضي إلى اعتداءات إرهابية ذهب ضحيتها 60 شهيدا وأكثر من 115 جريحا، ما أثر على الإقبال على إقامة حفلات في الفنادق.

أضف تعليقك