فوز حماس يفتح شهية إخوان الأردن للسلطة

الرابط المختصر

لا يمكننا قراءة فوز حماس في الانتخابات الفلسطينية التشريعية بعيدا عن صعود الحركات الإسلامية في العالم العربي إلى مواقع مهمة في السلطة، والتي كان من أبرزها فوز جماعة الإخوان المسلمين في مصر بالانتخابات التشريعية، وحزب العدالة في المغرب.هذه المرحلة الجديدة التي تعيشها الدول العربية تتمثل بشعبية متفردة للحركات الإسلامية وبالتحديد حركات الإسلام السياسي التي حققت نتائج جيدة في مصر وفلسطين والمغرب.

الوضع داخل الأردن مشترك مع الحالة الفلسطينية بسمات معينة لكنه أيضاً مختلف بسمات أخرى، وهو ما أكده الخبير في شؤون الجماعات الإسلامية محمد أبو رمان، على الرغم من الاختلاف بين الحالة الفلسطينية والأردنية موضحاً "حماس لها جمهورها وامتدادها داخل الحركة الإسلامية في الأردن والمتمثل بالتأييد الشعبي والثقافي والفكري،ناهيك عن الزهو في الحركة الإسلامية في الأردن بفوز حماس والتي كان منهجها الأصلي تابعاً للإخوان المسلمين الأردنيين منذ بداية تأسيسها" .



ويتابع أبو رمان " من ناحية أخرى لا يمكن قياس شعبية حماس داخل فلسطين بشعبية الإخوان في الأردن، فالإخوان هنا لهم معادلة مختلفة تماما عن المعادلة التي تتعامل معها حماس داخل فلسطين، فالإخوان المسلمون في الأردن داخل عملية سياسية واضحة المعالم وفي نظام سياسي راسخ وضمن معادلة ديموغرافية تحدد من إمكانيات حصولهم على نسبة كبيرة من المقاعد، كما أن المعادلة السياسية تضعهم في خانه معينة لا تؤهلهم امتلاك الأغلبية، على الأقل في المدى المنظور وذلك بسبب عدد من العوائق التي تحول بينهم وبين السلطة من أبرزها :قانون الانتخابات (قانون الصوت الواحد) كما هناك تخوف من الأحزاب الأردنية من ان تنفرد الأحزاب الإسلامية بالسلطة، لذلك هناك قوى سياسية تدفع بعدم إصدار قانون انتخاب يدفع لحصول أغلبية الإخوان المسلمين على السلطة، ومن العوائق أمام الإخوان بعض السياسات الحكومية الرامية لإبقاء وزن جماعة الإخوان المسلمين في سياق محدد وعدم حصولهم على الأغلبية.



ومن هذه السياسات قانون الصوت الواحد الذي فُصل لتحجيم الحركة الإسلامية في الأردن، والعائق الثالث وهو المعادلة الديموغرافية في الأردن فالإخوان المسلمون هم في الأغلب يمتدون داخل الأردنيين من أصول فلسطينية وهذه الملاحظة يمكن التقاطها من خلال الانتخابات النيابية الأخيرة إذ حصل الإخوان على عدد كبير من المقاعد داخل المحافظات التي يوجد بها أردنيون من أصول فلسطينية.



وعن ميل الأحزاب الإسلامية إلى البقاء في الظل وعدم الصدام مع السياسات الحكومية يقول أبو رمان "هذا الأمر كان في السابق، كانت الأحزاب الإسلامية في مراحل سابقه لا تسعى الى السلطة أو الحكم، ولكن التصريحات الأخيرة للنائب الإسلامي عزام هنيدي في الأردن تؤشر على استعداد الإسلاميين لتحمل السلطة، لكن السؤال الأهم هل برنامج الحركة الإسلامية الأردنية يمكّنها من التعامل مع المعادلات السياسية والاقتصادية المعقدة وفي قراءتي أنا لا".



ويرى نائب الأمين العام لحزب جبهة العمل الإسلامي جميل أبو بكر انه يجب ان لا نقارن بين الوضع الفلسطيني والأردني فلكل حالة ظروفها على الرغم من التشابه في ان الحركتين إسلاميتين، وعلى الرغم من ذلك يطالب أبو بكر" بتعميم "التجربة الفلسطينية" على الأردن ويرى ان الانتخابات السليمة والنزيهة تعكس تطلعات المجتمع والقوى العاملة على الساحة السياسية".



وبالنسبة للحركة الإسلامية في الأردن يقول أبو بكر " الحركة الإسلامية في الأردن موجودة وعريقة ولها حضورها في المجلس النيابي، لكن ليوجد شك ان قانون الصوت الواحد المجزوء لا يخرج مخرجات طبيعية كمجلس نيابي يكون قادر على التشريع وممارسة مهامه في الرقابة والمحاسبة والتوجيه وإقرار التشريعات التي يعبر فيها عن مصالح الناس، القضية هنا لا يمكن ان يكون هناك مجلس تشريعي يعكس سلطة الأمة دون اختياره بطريقة صحيحة وسليمة ويعكس التيارات والأثقال والقوى السياسية والاجتماعية على الساحة".



الإخوان في الأردن لا يستطيعون تغطية الشمس بالغربال، فحقيقة فرحتهم الغامرة بفوز حركة حماس في الانتخابات التشريعية الفلسطينية واضحة وضوح الشمس في كبد النهار، وتجلى ذلك بتحول الزيارة التي قام بها وفد منهم لقادة حماس في سوريا بقدرة قادر من زيارة تباحث ونصائح سياسية للقادة هناك إلى زيارة تهنئة بعد خبر فوز حماس بنتائج الانتخابات التشريعية الفلسطينية، وبناءً على ذلك يبدو ان الأخوان أصبحوا يفكرون بصوت مرتفع في التعبير عن هاجسهم في السيطرة على السلطة .

أضف تعليقك