فن الكاريكتير في متابعة الإنتخابات

فن الكاريكتير في متابعة الإنتخابات
الرابط المختصر

تابعت وسائل الصحافة والإعلام المحلية الإستعدادات للإنتخابات النيابية المقبلة، فضلاً عن الدعاية الإنتخابية للمرشحين بمختلف الوسائل والأساليب التي جاءت راصدة ومحللة وناقدة وحتى ساخرةوجاءت متابعة وسائل الإعلام للعملية الإنتخابية على شكل أخبار ومقالات وتقارير وتحقيقات، فضلاً عن استخدام الكاريكتير الذي برز كاقرب الفنون الصحفية إلى الشارع وأكثرها تعبيراً عن رأي المواطن الأردني. إلا ان هذه التجربة المتمثلة في انتقاد ما حملته العملية الإنتخابية من ظواهر سلبية باستخدام الكاريكتير حملت في طياتها محاولات ناجحة متعمقة وأخرى لم تكن أقل سطحية من شعارات المرشحين ووعودهم ومطالبهم.

الستيني نزار يجد أن الكاريكتير هو من أنجح الأساليب التي تتبعها الصحف لإيصال مجريات العملية الإنتخابية إلى الناس " فهو يعطي انطباعاً مباشراً بمجرد النظر إليه كما انه أقرب للقارئ ويعيش همومه أكثر"
 
وترى نور أن رسام الكاريكتير يستطيع أن يوصل أفكاره إلى شريحة أكبر من الناس كما أن الحرية المتاحة أمام
رسام الكاريكتير اكبر من تلك المتاحة أمام كتاب المقالات ومعدي التقارير بسبب استخدام الكاريكتير للرمز والطريقة غير المباشرة في النقد.
 
هدى حسنات تعتبر أن هناك عدداً من التجارب التي تتسم بالعمق في المعالجة والجدية في الطرح والتي استطاعت أن تنقد السلوكيات السلبية بأسلوب ممتع وقادر على عكس رأي المواطن الأردني .
 
ويؤكد جلال الرفاعي رسام الكاريكتير في صحيفة الدستور أن الكاريكتير يعتمد على الجمع بين البساطة في الأسلوب والعمق في الفكرة مشيراً إلى أنه يتابع ما يتحدث عنه الناس وما يشغل تفكيرهم وينتقي الأفكار البسيطة والتي تحمل عمقاً معيناً ليقدم ما يسعى إليه من مضمون.
 
ويتفق معه رسام الكاريكتير في العرب اليوم ناصر الجعفري الذي يؤكد "نحاول دائماً ان نبحث عن الفكرة المبسطة التي توصل رسالة معينة وتحقق الهدف من وراء الكاريكتير، مشيراً إلى أنه دائم البحث عن المادة التي يوفرها القارئ ليطرحها كما هي دون تعقيد.
 
ويرى كل من الجعفري والرفاعي في الإنتخابات مادة خصبة لرسام الكاريكتير يستطيع من خلالها أن يقدم فكرة ما، وذلك لما تشهده العملية الإنتخابية من سلوكيات خاطئة ومفارقات مختلفة.
 
بالنسبة للجعفري فرسام الكاريكتير "لا  يطلب منه أن  يجد الحلول لما يناقشه من ظواهر سلبية وإنما عليه أن يسلط الضوء على هذه الظواهر الأمر الذي قد يحفز القارئ ليعيد التفكير في هذه الظاهر أو ينظر لأبعادها بشكل أعمق."
 
أما الرفاعي فيجد في الكاريكتير تلخيصاً لمختلف المعاني من خلال رسمة يستطيع القارئ أن يفهمها أو يجد من خلالها متنفساً يبحث عنه. مشيراً  إلى أن  الكاريكتير يوجه رسالته إلى المواطن والمسؤول أملاً في تخفيف السلبيات من خلال النقد.
 
ولا يجد الجعفري في طرافة الرسوم الكاريكتيرية ولجوئها إلى السخرية مدعاة لتناول القضايا بتهريج وإنما أسلوباً يعيد انتاج ما يمارسه الناس من تعليقات على القضايا المختلفة بصورة فنية. إذ يعتبر أن الكاريكتير أسهل في الوصول إلى المتلقي لاستخدامه الإبهار البصري وتقديمه الفكرة إلى شريحة أبسط  اجتماعياً
 
 
الكاتب الصحفي جميل النمري اعتبر أن هناك عدداً معقولاً من رسامي الكاريكتير الذين يناقشون أبعاد العملية الإنتخابية في الأردن مؤكداً أن مستوى تجارب هؤلاء وقدرتهم على تقديم الحلول من خلال نقد الظواهر متفاوت ويختلف بحسب ثقافة الرسام وعمقه السياسي.
 
ويؤكد النمري أن على رسام الكاريكتير أن يلتقط القضية ويعبر عنها بصورة صحيحة بعيداً عن التعميم وتوجيه الإتهام في المسار الخاطئ.
 
ويعتبر النمري أن فن الكاريكتير أكثر شعبية لدى الناس لأنه يقدم رسالة بسيطة وواضحة. كما ان سقف الحرية المتاح فيه أكبر نظراً لاعتماده على الرمزية في طرح الأفكار.
يذكرأن فن الكاريكتير بدأ منذ آلاف السنين لكنه تبلور كفن مستقل في أواخر القرن الثامن عشر وأوائل التاسع عشر وخاصة في أوروبا.
 
ولهذا الفن أنواع متعددة أبرزها الكاريكتير الإجتماعي الذي يبرز قضايا وتناقضات الواقع الإجتماعي، والكاريكتير السياسي الذي يوظفه رسام الكاريكتير لنقد الواقع المحلي أو العالمي .