ثمنت العديد من الفعاليات الحزبية  موقف رئيس وزراء جمهورية تركيا رجب طيب اردوغان الذي انسحب من منتدى دافوس بعد عدم سماح ادارة المنتدى له بالتعقيب على كلمة الرئيس الاسرائيلي شمعون بيريز،بينما انتقدت  بعضها الامين عام الجامعة العربية عمرو موسى.

وقال الامين العام لحزب جبهة العمل الاسلامي زكي بني ارشيد في رسالة بعث بها الى اردوغان "يطيب لي وانا استشعر التقدير الذي تلهج به السنة شعبي ازاء موقف الشموخ الذي اتخذتموه في منتدى دافوس دفاعا عن ضحايا المحرقة الصهيونية الجديدة التي نفذها الكيان الصهيوني في قطاع غزة ان اتقدم لكم بالامتنان الذي تستحقه وقفتكم التي عبرت عن كبرياء الكبار في زمن طأطأة الرؤوس والخضوع للهيمنة وسيادة الظلم."

واشار في رسالته التي تسلمها السفير التركي في عمان الى ان تركيا التي اتخذت جملة من المواقف "المتزنة" اثناء الحرب الصهيونية العدوانية "سجلت بذلك اثرا عظيما في سجل القيم الانسانية المتحضرة وفي ضمائر شعوب المنطقة الواقعة تحت سيفي العدوان الصهيوامريكي من جهة وبعض الدكتاتوريات التابعة من جهة اخرى"،كما وتموضعت تركيا في "منزلة متقدمة كلاعب سياسي اقليمي وكدولة كبيرة في هذا العالم الذي تتقلب فيه الاوزان والادوار ويمر في مخاض يبشر بانبلاج فجر قوى ذات وجه انساني تحد من ظلمة الظلم الذي طالما راوح في العالم وتركز في منطقتنا".

ووتابع "لقد خرجت تركيا بمواقفها الشجاعة رابحة وامتلكت من خلالها قوة استراتيجية ناعمة زادت من حضورها الاقليمي والدولي وباتت انموذجاً للقدرة على استثمار الفرص السياسية والتعاطي مع المتغيرات العالمية مما جعلها في مكان قيادي نأمل ان يسهم في اسناد قوى النهوض في الامة".

وقال بني ارشيد في رسالة منفصلة الى امين عام الجامعة العربية عمرو موسى "لقد كان لوقع مواقفكم من العدوان الصهيوني والتي لم تعبر عن الشعوب العربية ولا حتى عن معظم الانظمة العربية وقع الصدمة على كل من يرقب تحول الجامعة العربية لاداة وظفت لخدمة اتاحة الوقت الكافي للكيان الصهيوني كي يتم محرقته بابناء الشعب العربي في غزة".

وتابع"فقد عبرتم وانتم المستأمنون على هذه اللافتة الجماعية عن تماه غير منطقي مع مواقف النظام المصري الذي بات يدرك الجميع عزلته شعبياً ورسمياً،وهو الامر الذي اتى على ما بقي من مصداقية لهذا الهيكل التنظيمي امام الشعوب العربية،فلا اظن احداً في عالمنا العربي يجهل موقفكم السلبي من انعقاد قمة عربية لنصرة ضحايا المحرقة في الدوحة، كما لا احد يبريء تصريحاتكم التي كانت وما زالت صدىً للتبريرات الواهية التي يدلي بها مسئولو النظام المصري في ظل حالة استياء بركاني عارم يبدو ان بعض الرسميين العرب لم يدركوا حجمه بعد".

وبشأن موقف موسى في دافوس قال "آثرتم البقاء والصمت في حين بادر رئيس وزراء دولة غير عربية بالاحتجاج على سنفونية الكذب التي تفوه بها رئيس الكيان الصهيوني شمعون بيريز في موقف شكل لطمة جديدة لمشاعر ابناء الامة العربية".

واشار في رسالته الى ان العدو الصهيوني اندحر عن قطاع غزة ولا تزال الجهود السياسية المحمومة لسرقة انتصار المقاومة هناك على اشدها ،غير ان ما لا يمكن نكرانه ان من نتائج هذه المعركة الهامة انها كشفت ترتيب الاوزان والادوار وعن انظمة تواطأت بشكل مفضوح مع العدو، وحطت من قدر الجامعة التي لم تعد في نظر الكثيرين تعبر عن اكثر من شخصكم وموقف النظام المصري .
نقابة الاطباء تثمن ايضا...
كما ثمنت لجنة مقاومة التطبيع في نقابة الأطباء موقف رئيس وزراء تركيا رجب طيب أردوغان بانسحابه من مؤتمر دافوس بعد محاولة الرئيس الاسرائيلي شيمون بيرس قلب الحقائق المتعلقة بمجزرة غزة ومحرقتها خاصة قتل الأطفال والنساء والمدنيين الأبرياء.ووصفت اللجنة موقف اردغان بالموقف المشرف.
الاخوان المسلمون ينتقدون الموقف الرسمي العربي...

الى ذلك ثمن المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين الدكتور همام سعيد موقف رئيس وزراء تركي رجب طيب أردوغان .واشار سعيد في تعقيب له على الموقف الى ان اردوغان "عبر عن مساندة الشعب الفلسطيني وكأنه وحده المعني بهذه القضية في حين لم يشاركه رسميون عرب هذا الموقف المشرف المدافع عن دماء واشلاء الشعب الفلسطيني من الاطفال والنساء والشيوخ الذين راحوا ضحية المحرقة الصهيونية الجديدة التي يتنطح بيريز بكل وقاحة بالدفاع عنها امام مسئولين عرب ومسلمين".

وتابع "كنا نتمنى من بعض الرسميين العرب والمسلمين ان يتخذوا مثل هذا الموقف الشجاع ،ولكن المؤسف ان يصمت هؤلاء كجزء من حالة التواطؤ مع العدوان الصهيوني التي تكشفت اجزاء منها خلال المذابح الصهيونية التي وقعت امام ناظر العالم على ارض غزة الصمود".

واعرب عن شكره وامتنانه لاردوغان ولشعب تركيا "المسلم الغيور" الذي ب"ادر باستقباله في المطار واصطف الى جانبه في هذا الموقف الذي يضع تركيا في مكان متقدم في قيادة الامة".

واستنكر سعيد موقف امين عام الجامعة العربية عمرو موسى الذي قال انه "لم يعبر في محطات كثيرة مؤخرا لا عن الشعوب العربية ولا حتى عن الانظمة العربية"،كما انه "ساهم في عزل الجامعة العربية ووضعها في موضع المنحاز للكيان الصهيوني والمعادي لجهاد وصمود اهل غزة بما يتناقض مع ارادة الامة".

وكان اردوغان في رده الذي لم يكتمل على كلمة بيريز, قد قال "السيد بيريز. أنت أكبر منى سنا، لكن صوتك عال، وهذا يعنى وجود أزمة نفسية لديك وأذكركم بأنكم سبق أن قمتم بقتل الأطفال على ساحل غزة ولم يكن هناك صواريخ تطلق منها ولديكم رئيسا وزراء عبرا عن سعادتهما عند دخول الدبابات لغزة وأنا ضد الذين يصفقون لهذا الظلم سواء هنا أو هناك، وهذا يمثل في حد ذاته جريمة أخرى ضد الإنسانية".

وأضاف أردوغان مخاطبا بيريز "وأذكرك أن التوراة تمنع القتل وكثير من يهود العالم شجبوا كل هذا القتل واستخدام القوة المفرط ".

فتدخل منسق الجلسة ليمنع أردوغان من الاستمرار في رده مقاطعا إياه بالكلام مرة وبيديه مرة ثانية فحاول أردوغان الرد عليه بطلب عدم مقاطعته وبالأيدي كذلك لتذكيره بحقه في الرد خصوصا وأن وقته لم يكن متوازنا مع الوقت الممنوح لبيريز.

ثم وجد أردوغان نفسه في النهاية في موقف الممنوع من الحديث والرد فقال "طالما أنكم تمنعونني من إكمال كلامي فلن أشارك في دافوس بعد اليوم ودافوس انتهت بالنسبة لي" ثم قام تاركا الجلسة متصافحا مع الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى.