فصل الشتاء في الأردن برك ماء وأزمات سير وعصبية غير مبررة

الرابط المختصر

برك مياه، أزمة سير وحوادث، وعصبية غير مبررة...، مشهد يومي أصبح يلازم السائق الأردني خلال فصل الشتاء، ومناهل لصرف المياه أصبحت منابعا لها، لتجعل شوارع العاصمة عمان أشبه بشلالات أنهر.



ففي الوقت الذي تُعّد أمانة عمان الجاهزية لمتابعة الطرقات ورصدت ملايين الدنانير لتحسين الخدمات على الطرق، تُغلقُ بعض الطرقات نتيجة لتجمعات المياه وبالتالي يدمر الإسفلت، أو تغلق بعض الأنفاق نتيجة تراكم المياه بشكل كبير، وهذا ما حدث فعلا في نفق الرابية قبل عدة أيام.وفيما تتهم نقابة السائقين الأمن العام بالتقصير هذا العام بحملته السنوية في مراقبة جاهزية السيارات لقدوم فصل الشتاء، يعد الأمن العام العدة للمراقبة والتفتيش التي يقوم بها عند قدوم فصل الشتاء.



برك مياه ومطبات... وعصبية زائدة

خالد سائق تكسي يجد في فصل الشتاء هما فوق همومه المتراكمة، ويقول "أقود سيارة تعاني الخراب ميكانيكيا، أصدم عندما أقع في بركة ماء أكتشف أنها حفرة كبيرة، الأمر الذي يُحدث احتكاك كبير بين الإسفلت والجزء الأمامي للسيارة".



فيما يجد السائق أمجد عمورة أن نسبة جيدة من السائقين لا يلتزمون بالقواعد والتعليمات المرورية في فصل الشتاء وإن كان أكثر ما يؤرقه هو التجاوزات المفاجئه لبعضهم الأمر الذي يُحدث إرباكا وحوادث.



ويزيد "قبل يومين مررت بأحد الشوارع في العاصمة كان فيه أربع حوادث فقط، هذا نابع من عدم الالتزام بالقواعد المرورية، كذلك إلى بنية الشوارع غير المزفته جيدا".



لكن، خالد لا يجد أن الحوادث يعود سببها إلى عدم التزام السائق بالقانون إنما على بنية الشوارع السيئة على حد وصفه، ويضيف "الشوارع غير معبدة بالشكل المطلوب والمطبات سيئة التشييد حتى تصبح بعد فترة وكأنها جبل ومنها تقع الحوادث بكثرة".



ويلفت أمجد والذي كان يعمل مساعدا للصيدلة إلى أن المواطنين غير متفهمين لبعضهم البعض وليس لديهم صبر، ويعارضه خالد ويقول "السائقون يلتزمون ويتساهلون مع بعضهم في فصل الشتاء تحديدا إلا أن القدر وعدم كفاءة السيارة هو الفيصل في وقوع الحوادث".



الأمانة ترصد الملايين...واعتداءات على المناهل الصحية

أمانة عمان الكبرى قامت برصد 36 مليون دينار أي نصف موازنة الأمانة لعام2005، تجهيزا للطرقات وتحسينا لأوضاعها، حيث خصصت 7,5 مليون دينار للطبقة الإسفلتية، 5,6 مليون دينار لفتح طرق جديدة، 5,7 مليون دينار لتحسين خدمات المرور.



تلك الأموال التي رصدتها الأمانة وترصدها سنويا عند بدء فصل الشتاء لم تثن الكثير من المواطنين من اتهام الأمانة بالتقصير إذ أن إغلاق عدد كبير من المناهل المنتشرة في شوارع العاصمة، وما حصل لنفق الرابية كان القشة التي قسمت ظهر البعير على رأي المواطن رياض الصالحة.



وقامت باستحداث غرفة للطوارئ، تتعامل مع كافة الحوادث ليلا نهارا، إلا أن تجمعات المياه تشكل عائقا كبيرا لدى العديد من العائلات التي تتراكم أمام بيوتهم، في هذا الصدد يقول عضو مجلس الأمانة أمجد معلا "المشكلة تكمن في أن العبّارات صرف المياه تعمل إلا أن الكثير من المواطنين يغلقها في فصل الصيف وذلك بسبب تجاوزات غير قانونية تتم، مثلا قام أحد مطاعم منطقة خلدا ببناء جدار لمطعمه متجاوزا المكان المتاح له ليبنيه على العّبارة لتغلق وعندما هطلت الأمطار قبل أسبوع تراكمت المياه أمام مطعمه بشكل كبير، وهذا المشهد تكرر في أكثر من مكان".



كثرة لمياه وانغلاق بعض الطرقات كان مثار جدل في الإعلام وبين المواطنين، يرد معلا "المناهل المائية مصممة لأن تفتح في حالة زيادة منسوب الأمطار الهاطلة والمتجمعة داخلها وبالتالي تخرج إلى الشارع إلا أنه ليس ضررا من خروج الماء".



في ظل إحداث المياه فجوات في الشوارع، ما يؤديه إلى خراب الإسفلت، يقول "تيقنت أمانة عمان لهذه المسألة قبل سنوات وقامت بشراء بخلاطة إسفلتية تعتبر من الخلاطات في الشرق الأوسط تقوم بتعبيد الشوارع".



وتقوم أمانة عمان بتكثيف حملتها الرقابية على مناهل المياه من فترة إلى أخرى، إلا أن عددا من المواطنين يسطو عليها، يصف أمجد معلا ذلك "حجم الاعتداء سافر عليها وهذا كان مثار جدل واسع في جلسة الأمانة الأخيرة، حيث تتعرض على السرقات".

منوها إلى طبيعة أراضي المملكة المرتفعة أو المنزلقة، وما يحدث ذلك من أمكان لتجمع المياه.



هل جميع سيارات المملكة مجهزة لاستقبال فصل الشتاء!!

اتهام الأمانة بالتقصير لم يكن بأحسن حال من الأمن العام، فثمة انتقاد وجهه نقيب السائقين إبراهيم القيسي إلى حملتهم التي يقومون بها كل عام على السيارات، قائلاً "اعتدنا في كل عام أن يكثف الأمن العام حملته الشتائية على جاهزية المحركات وصلاحية الإطارات".



في بداية الشتاء من كل عام أصبح المواطن الأردني على موعد مع احتمالية حدوث الانزلاقات كون الأرض ممتلئة بالأتربة الزيوت الخارجة عن عوادم السيارات، يشير القيسي "الأوساخ، الشحمة، والمواد المنسلخة عن الإطارات تسهل من حدوث الانزلاقات وبالتالي وقوع الحوادث، لذلك نَهيب بالمواطنين أن يجهزوا سياراتهم تحسبا للشتاء، خصوصا وسائط النقل العامة".



للأمن العام رأي يخالف ما حمله نقيب السائقين، حيث قامت بإخطار المواطنين بضرورة "تشييك" على سيارتهم من حيث سلامة المحركات والإطارات وفاعلية مساحات الزجاج، وكما علقت النقيب هيفاء العبد الله لعمان نت أن الحملة لن تكتف من خلال الرخيص وإنما عن طريق الشرطة التي ستوقف السيارات والتأكد من سلامة سياراتهم.



نصف مليون سيارة أردنية تستيقظ كل صباح

في كل صباح تستيقظ نصف مليون سيارة أردنية في العاصمة عمان وحدها، في وقت واحد وكثرتها وتمركزها في شوارع معينة، كلها مجتمعة تُحدث يوميا ارباكات، الأمر الذي يحدث أزمات كبيرة تؤخر الموظفين عن أعمالهم، لتحدث أزمات خانقة كل من: شارع الاستقلال، شارع المدينة المنورة، شارع مكة، شارع الملكة رانيا الجامعة الأردنية، الدوار السابع، لتبدو الأزمات كبيرة في فصل الشتاء وهذا ما يعطل السير لمدة قد تتجاوز الساعة.