فتيات يكرسن وقتهن لخدمة المعاقين
ناريمان العشوش وصباح الهويمل ونجاح خليفات ومريم النواصرة ، أخذن على عاتقهن تغيير نظرة المجتمع المحلي في لواء الأغوار الجنوبية نحو ذوي الاحتياجات الخاصة (المعاقين) فبدأن مشوار العمل التطوعي في عام 2003 دون انتظار أي مقابل مادي ومعنوي من أي جهة كانت .
ورغم الصعوبات التي واجهت تلك الفتيات من مجتمعهن الذي يحكمه العادات والتقاليد ولا يؤمن بعمل الفتاة خاصة في مثل هذه الأعمال التطوعية الصعبة ،ألا أنها لم تقف عائق أمام تحقق أحلامهن بمساعدة ذوي الاحتياجات الخاصة .
جاءت فكرة تأسيس مجموعة من الفتيات للعمل التطوعي مع ذوي الاحتياجات الخاصة عندما رأت ناريمان العشوش إحدى المتطوعات ، طفل معاق يركض في وقت الظهيرة تحت وطأة درجات الحرارة المرتفعة في احد شوارع منطقة غور المزرعة ، تارة يقلد ذاك وتارة أخرى يضرب المارة ، ويأكل القاذورات ويمشي عاريا وبلا حذاء.
ومن هذا المشهد بدأ مشوار برنامج التأهيل المجتمعي، تقول ناريمان العشوش " عندما رأيت الطفل المعاق يلهو بالشارع بدون اهتمام من أهله، عندها شعرت بتقصير المجتمع نحو ذوي الاحتياجات الخاصة، وهذا منحني دافع قوي لإثبات لكافة أطراف المجتمع بان الإنسان المعاق يستحق التقدير" .
والمعرفة إحصاءات عدد ذوي الاحتياجات الخاصة في اللواء قامت مجموعة المتطوعات بعمل مسح ميداني لعدد من الإعاقات السمعية والحركية والعقلية والبصرية الموجودة في اللواء .
وعملن الفتيات للمدة أربعة شهور متتالية في أشد أيام الصيف حرا،مشيا على الأقدام بين إحياء وبيوت منطقتي غور الصافي والمزرعة حتى وصلن المتطوعات إلى أربعمائة وسبع عشرة حالة وتقول ناريمان ،" وجدنا من خلال المسح الميداني بأن حالات الإعاقة من جميع الفئات العمرية تكمن من الخمس سنوات لغاية السبعين من العمر، وبدورنا كمتطوعات وضعنا جل اهتمامنا بالأطفال والشباب لأن فرصة التعلم وقدرتهم على التقدم والانجاز اكبر من غيرهم ."
ومن بعد المسح والزيارات الميدانية بدأت المجموعة بطرق أبواب كل مكان ومؤسسة ممكن إن تفيدهن وتعلمهن كيفية التعامل مع ذوي الاحتياجات الخاصة ، حيث أشارت نجاح خليفات البالغة من العمر 28 عاما بأنهن ليسوا ذي خبرة وغير مؤهلات بتشخيص حالات الإعاقة،" كانت جامعة مؤتة أول من قدم لنا الدعم من خلال إرسال محاضرين في مجال التربية الخاصة ، وكذلك قدم مركز الحسين للتشخيص المبكر لمتابعة التدريب على العلاج الطبيعي الذي يمكننا من تقديم خدمة وفائدة اكبر للمعاقين ذوي للإعاقة الحركية ."
صباح الهويمل التي تفتخر بالسنوات الست الذي مضوا من عمرها في خدمة هذه الفئة من المجتمع ، مشيرة إلى إن مجموعة غور الصافي تقدم برنامج العلاج الطبيعي وبرنامج العناية الذاتية من خلال الزيارات الميدانية للمعاقين في بيوتهم،و تبدأ الزيارات من الساعة التاسعة صباحا ولغاية الثانية عشر ظهرا .
وأضافت بان المجموعة دربت 11 حالة إعاقة على الحرف اليدوية ،"قدمنا لذوي الاحتياجات الخاصة،دورات تدريبية على لوحات الفسيفساء والرسم على بيض النعام ، وتم تدريبهم على التصنيع الغذائي كصناعة المعجنات ، والتدريب على الخياطة المنزلية والصلصل ."
وبينت صباح ،"بأنه بالتنسيق مع العديد من الجهات الداعمة لهن تم إقامة مشاريع إنتاجية مثل مشاريع البقالات وبيع الملابس واغلب المستفيدين من المشاريع هم من أسرة ذوي الاحتياجات الخاصة ."
وبعد نتائج عمل المجموعة والنجاح الذي كلل تجربتهن شجع الكثير من فتيات الأغوار الجنوبية بالالتحاق بصفوف المتطوعات،كالمتطوعة ختمه سعيدين التي انضمت للمجموعة في عام 2007 ،"حبي للعمل التطوعي في مجال التربية الخاصة ، والنجاح الذي تحقق خلال السنوات الماضية كون الفئة التي نخدمها فئة مهمشة، ادفعني للانضمام إلى موكب المجموعة ."
والذي يثبت نجاح تجربة المتطوعات في برنامج التأهيل المجتمعي مئة بالمئة ترشيحهن لمبادرة أهل الهمة التي انطلاقتها الملكة رانيا العبد الله لعام 2009 من قبل أهالي المعاقين تقديرا منهم للعمل الذي يقمن به المتطوعات.
وتتمنى المتطوعات الذي وصل عددهن من خمس متطوعات إلى 28 متطوعة أن يتوفر لديهن الدعم المادي لتجهيز وحدة علاج طبيعي مجهزة بالكامل ، بالإضافة إلى غرفة العاب لذوي الاحتياجات الخاصة .











































