فالنتاين الأردن: التجار ينتظرونه والشباب يحبونه ومجتمع يرفض اليوم الأحمر

الرابط المختصر

يرى الكثير من الشباب الأردني أن عيد الحب أو ما يعرف بعيد الفالنتاين، أصبح دخيلا على حياتهم، حيث يتبادل الحبيبان الهدايا والورود ذات الألوان الحمراء، كتعبير عن الحب الدائم بينهم، لكن، في الوقت نفسه ترى فئة أن هذا العيد ليس عيدا إنما طقوس مقلدة عن الغرب، ومن غير اللائق التشبه بهم، كونهم في مجتمع مسلم محافظ. مع انقسام وجهات النظر حول هذا العيد، يتجه أكثر التجار وأصحاب محال الهدايا والعطور المنتشرة في أسواق العاصمة عمان إلى تزيين متاجرهم بالورود والزينة الحمراء، إضافة إلى الألعاب التي تضم الدببة وقلوب الحب...، وتلقى تلك المحال الإقبال، وكما يؤكد صاحب محل عطور وألعاب في جبل الحسين أن الإقبال جيد جدا وأحسن من العام الماضي وأنه غير معني بطفرة هذا العيد طالما أن عمله مستمر وبشكل حسن.



محمد الحباشنة عامل في محل زهور، يقول "نستورد أرقى الزهور الحمراء من الخارج ويصاحبها كرت عليه تهنئة بهذه المناسبة"، وحول ثمن الزهور، يعلق " يصل ثمن الوردة الواحدة من 3 إلى 4 دنانير وأنها عرضة للارتفاع من عام إلى آخر". مؤكدا أن أكثر الزوار هم من المخطوبين والأصدقاء وحتى بين الأقارب والأهل "لان عيد الحب حب لكل الناس وليس لفئة معينة" ويعتبر الحباشنة أن هذا اليوم بالنسبة له يوم عظيم ومفضل، "طبعا جاءتني هدية في هذا اليوم".



لما خليل 22 عاما تقول " بالنسبة لي لا يمثل أي شيء، اعتبره يوم كباقي الأيام، ولم احتفل به إطلاقا وهو من الأعياد الدخيلة على مجتمعنا". ويتفق معها إياد محمد طالب 24 عاما "عيد الحب هو يوم عادي بالنسبة لي كباقي الأيام".



ويحمّل كل من لما وإياد وسائل الإعلام العربية في ترويجها للعيد، وتسهيل تفشي تقاليد الغرب فيما بينهم، يتابع إياد "اعتقد أن المسلمين والعرب يركضون وراء ما تبثه المحطات الفضائية"، بينما لما " وسائل الإعلام هي التي جعلتني اعلم بهذا اليوم لأنه في كل يوم من هذا التاريخ يتحدثون به ويكتبون عنه وسائل الإعلام".



وتشير لما إلى أن أكثر شيء يلفت الانتباه بهذا اليوم هو محلات الورود والهدايا المعلقة على أبواب المتاجر والتي يطغى عليها اللون الأحمر، "يكون المنظر جمالي وشيء رائع هذا ما أحبه فيه".



شيرين 20 عاما تخالفهم الرأي، تقول "يوم الحب هو اليوم الذي يعبر فيه أي شخص عن حب في داخله، لا يوجد هناك أي إنسان خالي من المشاعر والعواطف هذا اليوم فرصة ليعبر كل طرف للآخر عن حبه أو شعوره له".



في جولة قمنا بها في أسواق جبل الحسين والصويفية والرابية والشميساني، رصدنا حركة الشارع والمحال، حيث اعُتمد اللون الأحمر في كثير ديكورات متاجر الزهور والعطور والشكولاته ومستلزمات المرأة، والزينة، بل أن أحد المتاجر قام بتزيين الرصيف المقابل له بالكامل، ناهيك عن لباس الشباب والفتيات الموحد لونا، مشهد يذكرك بالجيش الأحمر الياباني.



لكن، يعتقد الكثير من المواطنين أن عيد الحب يعتبر احتفالا تجاريا لتسويق بعض أنواع الهدايا التي يتبادلها الناس في هذا اليوم. وبحسب أحد المتاجر في منطقة الصويفية فأنه رصد خلال يومين الفائتين الآلاف الدنانير.



رغم اقتناع الكثير أنه – عيد الفالنتاين- يعتبر واحد من مجموعة أعياد أصبحت دخيلة في مجتمعاتنا العربية، إلا أنها لا تلقى الاهتمام والرواج سوى بالأسبوع الذي يسبقه فقط، مشكلا فرصة للتجار من البيع بأسعار مرتفعة، لا يقيدها لا ضابط ذاتي ولا رقابة حكومية.



أجرى المقابلات الزميلة هديل البس

أضف تعليقك