غضب ملكي من صالونات النميمة و مارثون البحث عن المكتسبات

الرابط المختصر

الانطباع السائد في اروقة مجلس النواب في اعقاب لقاء الملك مع اعضاء مجلس الامة ( النواب و الاعيان ) يوم امس يشير الى ان الغضب الملكي على مراكز القوى وصراعات هذه المراكز لم تعد تحتمل في ظل الظروف السياسية و الاقتصادية الراهنة ما يستدعي تكاتف الجميع و العمل في خندق واحد.لم تكن كلمات الخطاب الملكي لاعضاء مجلس الامة تؤشر الى صراعات مراكز القوى وانعكاساتها على الاوضاع الداخلية بل حمل الخطاب مضامين اكثر عمقا و رسائل اكثر وضوحا للسلطتين التشريعية و التنفيذية لجهة العلاقة فيما بينهما و التي شهدت سخونة واضحة وساهمت الى حد كبير في عرقلة مسيرة الحكومة .





ولم يترد الملك في التصريح انة ليس من مصلحة الوطن ان تصبح العلاقة بين السلطتين التشريعية و التنفيذية علاقة صراع ...في معرض دعوتة الى ان تكون المصلحة الوطنية فوق كل المصالح و الاعتبارات ...وهنا يبدو مفيدا الاشارة الى الحالة التي وصلت اليها العلاقة بين النواب و الحكومة ففي الوقت الذي طوى فية مجلس النواب ازمة البيان بمنح الثقة للحكومة رغم قرارها رفع اسعار المحروقات فان الحكومة سارعت الى التنسيب بفض الدورة الاستثنائية بعد (16) يوما من انعقادها و على جدول اعمالها ثلاثين قانون و مشروع قانو ن ..





وبهذا الصدد يقول الملك (ان العلاقة بين السلطات الثلاث وخاصة التشريعية والتنفيذية يجب ان تكون علاقة تعاون وتكامل مبنية على الثقة والاحترام والشعور بالمسوءولية مشيرا جلالته الى بعض مظاهر عدم الثقة وتبادل الاتهامات والقاء اللوم والمسوءولية من كل فريق على الفريق الاخر معربا جلالته عن اسفه لما وصلت اليه الامور بين الحكومة والنواب ومحاولة كل طرف لي ذراع الطرف الاخر ) .



فخ حكومي



وما ذهب الية الملك لة مايبررة فالعلاقة بين الحكومة و النواب شهدت سخونة واضحة خلال الدورة الاستثنائية وما بعدها ...ولعل ما توج السخونة في العلاقة صمت الحكومة في الدفاع عن قانون الاتفاقية مع امريكا الذي رفضة النواب ما ادى الى احراج الدوائر السياسية الاردنية مع واشنطن التي تصر على توقيع اتفاقيات مشابهة مع معظم دول العالم ..وصمت الحكومة في تبرير الاسباب الموجبة للاتفاقية ساهم الى حد كبير التي تبين فيما بعد انها مرتبطة بحجم مساعدات مالية جيد من واشنطن الى عمان في حال اقرارها اردنيا ..





وراى النواب في موقف الحكومة بانة ( فخ ) للمجلس اريد من خلالة ايصال رسالة الى جلالة الملك في ان المجلس يمارس دور الشد العكسي لمصالح المملكة وهو امر ( اتهام ) اثار حفيظة النواب و دفع البعض منهم الى اصدار بيانات تندد بمكر الحكومة فيما سارع اخرين الى طرح فكرة ارسال وفد الى الولايالات المتحدة الامريكية لتوضيح الموقف الاردني .





وكان يمكن للعلاقة بين المجلس مع الحكومة ان تشهد شهر عسل جيد لو لم يتم النسيب بفض الدورة الاستثنائية و توضيح الموقف من الاتفاقية...فوفق مراقبي الشأن النيابي فان المهلة التي منحها جلالة الملك للحكومة وللفريق الإقتصادي تحديد ( خلال لقاءاتة مع الكتل البرلمانية عشية طرح الثقة بالحكومة ) ومدتها ستة أشهر لقياس حجم النجاح الذي قد تحققه الحكومة هو الذي سيساهم بضبط تلك العلاقة طيلة تلك الفترة المقبلة لكن العلاقة... شهدت إنقلابا حقيقيا في حال لم تستطع الحكومة إقناع النواب بأنها أحرزت تقدما ولو بسيطا في تطبيق برامجها.











صالونات النميمة





ومن المحاور التي تضمنها الخطاب الملكي ما بات يعرف بالصالونات السياسية التي وجة الملك انتقدات لها ...وقال ( ما يتداول في الصالونات التي يمارس بعض روادها او اصحابها تسريب الاشاعات والاخبار الكاذبة الى الصحافة الاجنبية خدمة لاجنداتهم الخاصة او الاستقواء على الوطن.... وشدد جلالته ان لا احد يستطيع ان يستقوي على الوطن ولا علينا لاننا على حق وانتماءنا لهذا الوطن اقوى بكثير من كل من يحاول الاستقواء باي جهة اخرى.... وقال جلالته (انا اعرف هوءلاء الاشخاص واعرف اهدافهم وحركاتهم ) .



وبينما ينشغل صناع القرار والرسميون سواء على الصعيد السياسي او الاقتصادي وحتى الاجتماعي بشئونهم.... يطل عليهم بين فترة واخرى من يعيق تحركاتهم او يكسرها في محاولة ـ يقول بعض الرسميين ـ بأنها شخصية لتكريس صفة العجز على هذه الحكومة او تلك.



ممارسو هذه العادة والتي تحولت لاحقا الى ظاهرة ليسوا من الطبقة المعارضة ونعني بها الاحزاب او النقابات وانما هم للمفارقة شخصيات الدولة والتي ستستعين بها لاحقا وبعد افول نجم الحكومة بتشكيل حكومة اخرى.



وفيما كانت هذه الممارسات في السابق ذات شأن قليل لا تأخذ ابعادا ذات بال لاحظ صانع القرار الاردني وفي غمرة انشغاله بالتنمية السياسية والاقتصادية والاجتماعية الاردنية ان هذه الفئة التي تجتمع في العادة على شكل «صالونات سياسية» او كما يصفها البعض على شكل ( صالونات نميمة )باتت تشكل «مطبات» غير حميدة للعربة وبحسب اجماع الطبقة السياسية في الاردن فان المشكلة الكبرى في هذه الصالونات انها لا تمتلك اية رؤية او برنامج سياسي او اقتصادي او اجتماعي تريد تطبيقه ولهذا هي تعارض، وانما ما يجري يأتي تأسيسا على مرتكز شخصي بحت.



ومازال من بروز هذه الصالونات وعمق مشكلة وجودها ان رأس الدولة الاردنية يريد العمل دون ضجيج لانجاح رؤيته الاقتصادية والسياسية مؤمنا بان الطاقم الحكومي الحالي هو الاقدر على تلبية وتنفيذ هذه الرؤية، اضافة الى غياب مجلس النواب وصوته في الساحة الاردنية مما أدى الى امكانية سماع «همس» هذه الصالونات التي بدأت توصف بمروحة لاثارة الشائعات هنا وهناك.اردنية، بحيث تعمل بصورة من الصور على افشال اي من جهود التنمية او الاصلاح....





البحث عن مكاسب



وفيما يتنامى الشعور بالقلق اردنيا من تطورات الاوضاع في المنطقة و الاقليم و تحديدا في العراق و فلسطين يخوض اركان و قيادات في المملكة حربا من نوع اخر عنونها البحث عن المكاسب و الحفاظ على المكتسبات وهو امر دفع بجلالة الملك الى الاشارة الية في خطابة حين قال ( ان مصلحة الوطن هي اكبر من كل المناصب والمكاسب واكبر بكثير من الوقوف عند من يريد ان يصبح وزيرا او رئيس وزراء او رئيس مجلس نواب او اعيان ) ...



ويبدو ان ما تتداولة الاوساط السياسية من احاديث حول تغييرات متوقعة في بعض مؤسسات الدولة هو الذي اراد الملك الاشارة الية ..فالاحاديث المتداولة تشير الى تغيير حكومي مرتقب و تغيير في رئاسة مجلس الاعيان و محاولة حكومية لاقصاء رئيس مجلس النواب الحالي عبد الهادي المجالي عن رئاسة المجلس عبر تعيين شقيقة العين عبد السلام المجالي رئيسا لمجلس الاعيان الذي تنتهي دورتة الرئاسية مع بداية الدورة العادية المقبلة لمجلس الامة .



يبدو واضحا في تفاصيل المشهد السياسي الاردني في اعقاب الخطاب الملكي ان الذين يملأون الشارع ضجيجاً ويصدرون البيانات يومياً، ويطلقون النار في شتى الاتجاهات بات مطلوبا منهم اخذ مصلحة البلاد بعين الاعتبار و الترفع عن الدخول في صراعات البحث عن مكاسب .

أضف تعليقك