عبر معتمرون أردنيون، السبت، عن غضبهم من فرض السلطات السعودية "قيودا" على مياه زمزم، حيث لجأ الكثير منهم إلى سكب المياه على أرضية المعبر الرابط بين البلدين، احتجاجا على منع دخولها إلى بلدهم، حسبما أظهر مقطع فيديو تداوله ناشطون. وبحسب الفيديو، فإن السلطات السعودية طالبت المعتمرين بدفع ثمن مياه زمزم قبل إدخالها إلى الأردن، مؤكدين أن هذه المياه ليست ملكا لأحد حتى يتم منعها والتحكم فيها، حيث دأب الناس على شربها مجانا منذ آلاف السنين. وأظهرت اللقطات المصورة، عشرات المعتمرين الأردنيين يرمون بغالونات مياه زمزم على الأرض، فيما طالب البعض منهم بفرض وصاية دولية على الحج والعمرة بدلا من أن تديرها السلطات السعودية منفردة.   وعلى إثر ذلك، أصدرت سفارة السعودية في عمّان بيانا صحفيا، قالت فيه إنه "في ظل توجيهات الملك سلمان بن عبد العزيز بخدمة الإسلام والمسلمين والقيام بمصالح الحجاج والمعتمرين والزوار وعنايته بتوفير ماء زمزم المبارك خاصة في المدينتين المقدستين بطرق سهلة ومريحة وحضارية باستخدام أحدث الآليات الأوتوماتيكية المتوفرة بمشروع الملك عبد الله بن عبد العزيز لسقيا زمزم لضمان نقاوة مياه زمزم وفق المعايير العالمية منذ خروجها من البئر حتى وصولها للمصنع ثم تعبئتها في عبوات بلاستيكية سعة عشرة وخمسة لترات وجعلها في متناول المستهلكين بطريقة آلية دون تدخل بشري". وأضافت أنها "تهيب إدارة مشروع الملك عبد الله بن عبد العزيز لسقيا زمزم بجميع المعتمرين والزوار عدم التعامل مع الباعة الجائلين والحرص على الحصول على عبوات مياه زمزم من مصادرها الرسمية وهي موقع المشروع بكدي والنقاط الموجودة في المطارات التي توفر العبوات المهيأة للشحن الجوي، كما أنه يسمح للمسافر بحمل عبوة واحدة من مشروع الملك عبد الله لسقيا زمزم، ولا يسمح بنقلها لأغراض تجارية". وأشارت السفارة إلى أن "الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشريف جندت 1200 عامل للعمل إدارة سقيا زمزم كما وفرت أكثر من 550 مشربية بها أكثر من 3 آلاف صنبور داخل المسجد الحرام وأكثر من 25 ألف حافظة لماء زمزم وذلك في إطار حرص الرئاسة على تقديم ماء زمزم المبارك لقاصدي الحرمين الشريفين من زوار ومعتمرين ومصلين وفق أعلى معايير الجودة في ظل ما توليه المملكة العربية السعودية منذ عهد المؤسس الملك عبد العزيز آل سعود إلى عهد الملك سلمان من اهتمام لكل ما يقدم لقاصدي المسجد الحرام والمسجد النبوي".   وفي أيلول/ سبتمبر الماضي، قررت السعودية خفض أسعار عبوات مياه زمزم للحجاج المغادرين من مطار الملك عبد العزيز بمدينة جدة، ومطار الأمير محمد بن عبد العزيز بالمدينة المنورة، ليصبح سعر عبوة ماء زمزم سعة خمسة لترات، بثمانية ريالات بدلا من تسعة ريالات، وذلك في كل المناطق التي توجد فيها أماكن بيع للمياه. ووجه الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي عبد الرحمن السديس منسوبي مشروع الملك عبدالله لسقيا ماء زمزم، بخفض المخصص المالي لعبوات ماء زمزم المبيعة للحجاج المغادرين، وذلك في إطار تقديم الخدمات ذات الجودة العالية لضيوف الرحمن من حجاج وزائرين، حسبما نقلت صحيفة "الحياة" السعودية. وطالما وجهت اتهامات للسلطات السعودية بأنها تستخدم الحج والعمرة لأغراض سياسية، ولاسيما في خلافها الأخير مع قطر وإيران، فيما طالبت الدولتان بتدويل إدارة هذه الفرائض بدلا من التحكم فيها من جانب السعودية.