غجر يكابدون الشمس في تنقل دائم

غجر يكابدون الشمس في تنقل دائم
الرابط المختصر

تنقل الغجر الدائم يحرم الأطفال من التعليم

يقدر عددهم بـ50 ألفا

صيفهم في عمان وشتائهم في الأغوار

الأمن العام يخلي مواقعهم بحجة "الاعتداء على أراض الغير"

في المعتقد الشعبي فإن الغجر يملكون قصورا وأموالا لا يمكن تخيلها،لكنهم يفضلون العيش في الخلاء متنقلين بين المناطق بخيامهم الرثة وأطفالهم الذين أتخذوا من حرقة شمس الصيف لونا لهم.

لكنهم على أرض الواقع، يكابدون حياةً ما بعدها حياة، يعيشون فقرا لا يختلف عن حياة أجدادهم قبل مئات السنين.

"آن الأوان لأن نقطن في منازل لها جدران وأسقف عوضا عن الخيام البلاستيكية والقماش الذي لا يحول دون حرارة الصيف أو برد الشتاء”، يقول محمد حُتات.

في منطقة بيادر وادي السير، ترسو عائلة دينا أسعد 35 عاما المكونة من ستة أولاد وزوج، ذلك بعد تنقلهم الدائم جراء إقامتهم على أراض خاصة، ومطالبات أمنية بتنقل قسري لمواقع أخرى، "نعيش عيشة الكلاب” وما يزيد من صعوبات حياتهم هو قيام الأمن العام المستمر بترحيلهم.

على أن أمنية كل غجري في الأردن الإقامة في منازل مستقرة، تقول دينا أن الصورة السلبية بحقهم تزيد من الأمر تعقيدا، “استفسروا عن اسمائنا في البنوك إذا كنا نملك مالا، وأيضا دائرة السير إذا كنا نملك سيارات، نحن لا نملك غير ملابسنا وجوازات سفرنا”.

في مناطق متفرقة من العاصمة عمان، ترسو خيام العديد من الغجر، متخذين من طريق المطار أو المناطق المجاورة لمستشفى الأمير حمزة أو البيادر أماكن إقامة لهم في الصيف، أما في الشتاء فتنتقل خيامهم إلى مناطق الأغوار حيث الدفء.

الأمن العام من جانبه، يعمل على إخلاء المواقع الخاصة التي يقيم فيها الغجر، استنادا إلى شكوى مستمرة حول اعتداءهم على أملاك الغير.

“الأحوال تزدادوا سواء يوما بعد يوم"، تقول دينا، "والله نحن لسنا سعداء بمعاناتنا”، ما تملكه من كلمات أرادتها لأعضاء مجلس النواب "اهتموا بنا نحن أبناء الأردن" .

على أن تنقل العائلات الدائم من مكان إلى آخر حرم أطفال الغجر من التعليم في مدارس، والاستقرار في مناطق، وهنا تسجل الطفلة كيسنا 13 عاما شكواها من عدم إكمال دراستها،“أنا مثلي مثل بنات صفي من حقي الدراسة”.

أما دينا فهي تعاني من عدم تعاون مدارس حكومية معها لأجل منحها ورقة نقل لأطفالها لأجل الانتقال للمدارس أخرى، "ما يزيد من معاناة أطفالنا في إكمال تعليمهم”. لكن وزارة التربية والتعليم ترى أن التنقل الدائم لأطفال النور يضر بتحصيلهم العلمي ويؤثر على جودة التعليم ومن هنا تدعوهم إلى الاستقرار في مدارس بدلا من التنقل الدائم.

السيدة زكية زليخات، هي الأخرى تعيش في خيمة مع 8 أطفال وزوجها الذي يعمل على تجميع النفايات الصلبة ويبيعها، تعاني من أمراض شتى ناجمة عن الظروف المعيشية “أشعة الشمس تزيد من أمراض أطفالي ولا نملك الحيلة لعمل شيء".

تطلب زكية من الحكومة، تأمين الحياة الكريمة لهم، وتضيف "نعيش في العراء، وحياتنا صعبة جدا، نسمع عن سكن كريم للفقراء، هل نحن من المشمولين بهذا المشروع، والأمن العام يزيل خيامنا، ما نضطر إلى تشيدها في أماكن أخرى وبمعاناة أخرى أيضا هذه هي حياتنا”.

بغياب الإحصاءات الدقيقة لتعدادهم في الأردن، تبقى مرجعيتنا الأرقام التي يعلنها كبار عائلاتهم ب٥٠ ألفا، ويذكرّون دوما بأنهم يحملون جوازات سفر أردنية وبطاقات أحوال مدينة ولهم كل الحق في ممارسة حقوقهم الدستورية.