عودة المدارس في عمان.. ألوان باهتة وفرح مسروق

الرابط المختصر

تبدو عودة المدارس هذا العام أبهت من سابقاتها، فبرغم أن الأسواق غصّت بالمتسوقين إلا أن الفرح بحلول عام دراسي جديد لم تبد أبدا على الوجوه، والشراء أصلاً متفاوت وخفيف، لكن الأمل أن يزداد مع بدء فتح المدارس أبوابها كانت أمنية البائعين.

الشوارع بدت غاصّة بالناس، الذاهبين والآتين.. الواقفين والماشين، على الرغم من الطقس الحار والشمس الحارقة، والأمهات يحملن الأكياس ويقفن أمام المحلات وبالقرب من البسطات، وأبنائهن يقفون بوجوه ملت السوق والجو الحارّ، ومفاصلة أمهاتهم على الأسعار.

الأمهات والأسعار
أسعار السوق لم تزدد بل هي أخف من العام الفائت، هذا كان رأي الأم جميلة الكردي التي جاءت بأولادها الخمسة لشراء الأدوات اللازمة للمدرسة، وتابعت: "وجدتُ الأسعار هذا العام أفضل من العام الماضي، فالعام الماضي كانت مرتفعة جدا، الحقائب غير مرتفعة الأثمان أما الأقلام والدفاتر والقرطاسية فارتفعت عن العام الفائت بكثير".

هالة كانت مسرعة وتبدو مشغولة البال بما عليها شراؤه لأبنائها، قالت مؤكدة وعلى عجل: "هناك تنوع في السوق والأسعار جيدة وهناك الغالي وهناك الرخيص، لكني مثلاً سأشتري ما يحتاجه الأولاد فقط يعني ابنتي لديها حقيبة مدرسية لكنها تحتاج لحذاء، أما ابني فيحتاج الى الحقيبة لأن حقيبته أصبحت قديمة بينما لديه حذاء فلن أشتري له سوى الحقيبة وهكذا".

يا مدارس..
يشهد المريول المدرسي الأخضر والأزرق إقبالا كبيرا من قبل الطالبات مع بداية السنة الدراسية، لكنه هذه السنة بدا مختبأ وراء الثياب المزركشة الأخرى بدون أهمية واضحة، فاروق صبحا صاحب محل يبيع أشياء متنوعة كغيره من المحلات قال عن الإقبال على المريول المدرسي: "ما يزال الإقبال ضعيفا، لكننا نتأمل أن يتحسن ما قبل افتتاح المدارس بيومين، لكن الحال مقبول، وأعتقد انه سيكون هناك إقبال من غير الأردنيين أيضا لأنهم بدأوا يسجلون في المدارس الحكومية".

البائعون الآخرون بدو مشغولين عن الحديث بالبيع أو بالأحرى بـ"إقناع الزبائن بالشراء"، فالنساء يتفرجن ولا يشترين كما قال إياد غسان وأضاف "البيع ما يزال خفيفا، فلم يتبق سوى أسبوع على بدأ المدارس ومع ذلك لم يزد الإقبال".

قرطاسية وحقائب..
أبو أحمد صاحب بسطة قرطاسية مدارس أخذ يصيح على بضاعته معلناً عن عروضه (18 دفتر بدينار...)، فبدا خائفا من التسجيل معنا، فهو لا يريد الظهور خوفا على بسطته من رجال أمانة عمان، وبعدما اقتنع بأننا لن نذكر إسمه قال "الأسعار جيدة لكن الإقبال ضعيف قليلاً، ربما يزيد بعد قليل حينما تقترب المدرسة، لكن كبائع بسطة أنا لا أحصل الكثير حتى من بيع القرطاسية".

محلات الحقائب بدت الأكثر تفاؤلاً، فالناس يضطرون كما يبدو لأن يشتروا لأبنائهم حقيبة مدرسية كل عام أو على الأقل كل عامين، ويقول صاحب محل حقائب "الإقبال كما كل عام لم يتغير علينا فالناس يشترون لأبنائهم الحقائب والقرطاسية وغيره كل عام، ولذلك فالبيع جيد ونأمل أن يزيد مع بدء المدارس".

جبل الحسين، وسط البلد، وحتى الصويفية وعبدون، أسواق يرتادها المواطنون كل حسب مقدرته المالية رغباته الشرائية، لكن الحال هو الحال، المدارس تعود بلا فرح والألوان التي بدت معلقة بإشراق على أبواب المحلات وعلى البسطات وحتى في المولات التجارية، بدت باهتة ومملة في عيون المشترين المهمومين بالأحوال العامة وبالحروب.

أضف تعليقك