عودة إلى المسلسلات التركية

الرابط المختصر

أمّا وقد انتهى رمضان ، بمسلسلاته العربية التي استنزفت نفسها في ثلاثين يوماً ، يعود المشاهد العربي إلى قواعده التركية سالماً غانماً ،
ليظهر لهم مهنّد جديد ولميس أخرى ، ولنكتشف بعدها أنّ هناك شركات عطور
وملابس عربية ستطلق على منتجاتها أسماءهم.ويُحدّثني صديق عائد من اسطنبول
أنّ المقابل المالي للدخول إلى القصر الذي شهد انتاج مسلسل نور كان أربعين
دولاراً للشخص الواحد ، وأنّ كلّ زوّاره من العرب ومنهم الأردنيون ، ويضيف
بمرارة: سألت الكثير من الأتراك فلم يعرفوا أنّ هناك مسلسلاً صوّر هناك
أصلاً.وحين زار مهنّد بيروت غارت عمّان فدعته للزيارة ، وبعدها غارت دبي
فدعت لميس لزيارتها ، والجماهير العربية ما زالت تنتظر وعد يحيى بجولة
عربية يشرح فيها أسباب تأخّر زواجه من لميس نحو مئة وخمسين حلقة ، في حين
أنّه كان يستطيع أن يفعل في الحلقة العاشرة،ونحن لا نتحدّث هنا عن
المسلسلات التركية وسذاجتها وسطحية متابعيها ، فرزق الهبل على المجانين ،
ولكنّنا نتحدّث عن الإنتاج العربي الذي يضع كلّ ما يملك في شهر واحد ،
ويعود في المتبقّي من السنة للنوم في العسل ، وترك الساحة مفتوحة
للآخرين.ولعلّ الأمر لا يتعلّق بشركات الإنتاج بقدر ما يتعلّق بمؤسسات
التلفزيون وطبيعة المشاهد العربي ، وهي مسألة من الممكن تغييرها ، أو في
القليل إعادة ضبطها بحيث يُعدّل مزاج المشاهد تدريجياً فيقبل أن يشاهد
الممثلين العرب في غير رمضان.