عمان نت في رحلة إلى المعابر بين الأردن وفلسطين

الرابط المختصر

يشهد فصل الصيف من كل عام حركة نشطة للمسافرين القادمين والمغادرين بين الأردن وفلسطين لارتباط المنطقتين بعلاقة خاصة منذ زمن بعيدورغم القرب في طبيعة المنطقة جغرافياً واجتماعياً إلا انك إذا رغبت بالسفر بينهما ستجتاز ثلاثة معابر حدودية الأول جسر الملك حسين الأردني والثاني معبر أللنبي الإسرائيلي بالإضافة إلى معبر الكرامة الفلسطيني وهذا يتطلب جهداً اكبر من المسافر من حيث المال والوقت.
إحدى المواطنات تقول( أمامي ثلاثة مسافرين والدور متوقف حتى الآن, يجب أن تخفف الإجراءات بسبب الظروف الصعبة التي نمر بها)
مسافرون آخرون تحدثوا لميكرفون راديو عمان نت التي ذهبت في جولة بين المعابر الثلاثة للاطلاع على الإجراءات التي تتخذها إدارات هذه المعابر للتخفيف على المسافرين في فصل الصيف التقينا المسافرين والمسؤولين. رأينا الحقيقة بأم أعيننا. تسهيلات وصعوبات.
هذه معادلة العبور بين الأردن وفلسطين ندعوكم لمرافقتنا في هذه الرحلة.
رحلة الذهاب إلى فلسطين
ذهبنا في الصباح الباكر إلى مجمع العبدلي في عمان. عدد من سيارات السرفيس و حافلة واحدة يصطفون جميعا لنقل المسافرين إلى جسر الملك حسين ويستغرق ذلك حوالي 50 دقيقة للوصول إلى المعبر استقبلنا هناك مدير امن الجسور العقيد ماجد مسمار خير استقبال. وبدأنا الحديث عن إدارة امن الجسور وما تقدمه من تسهيلات جديدة للمسافرين في هذا الصيف وقد بدأنا بالحديث عن مواعيد عمل الجسور وتنظيمها للتسهيل على المسافرين.
حيث قال مسمار"جميع ايام الاسبوع يبدأ العمل من الساعة الثامنة صباحا حتى الساعة الثالثة بعد الظهر للاخوة الفلسطينيين القادمين والمغادرين وللسياحة ايضا. اما للدبلوماسيين فيستمر العمل حتى الساعة الثامنة مساءا .وايام الجمعة والسبت يستمر العمل جزئيا من الثامنة صباحا وحتى الساعة الواحدة ظهرا لان الجمعة عطلة لدينا والسبت عطلة للإسرائيليين"
وقد اعتبر مسمار هذه المواعيد كافية لضمان عدم حدوث ازدحام وتأخير للمسافرين وقد شهد مبنى جسر الملك حسين إضافات أخرى يتحدث عنها مسمار" تم توسيع وزيادة المقاعد في قاعة المستقبلين.كما تم توفير وسائط نقل للقادمين والمغادرين و هناك بعض الحافلات تعمل من الجسر على خطوط المحافظات بالاضافة الى حوالي 150 مركبة عمومية تعمل على خط الجسر.وتم انشاء مظلات للمغادرين ومكيفات وتوفير مياه للشرب لراحة المسافرين"
ولكن كل هذه الإضافات وان كانت مهمة وضرورية في منطقة غورية ترتفع بها درجة الحرارة في الصيف بشكل كبير إلا أن عين المواطن تبقى مركزة النظر على شبابيك التدقيق هل هناك طوابير أم لا؟ فماذا فعلت إدارة امن الجسور في هذا الصدد؟
يقول مسمار"لقد تم زيادة عدد شاشات التدقيق وتم رفدها بالقوى البشرية حيث نستطيع تسيير شؤون المسافرين باسرع وقت"
ولكن ما رأي المسافر هل يجد في ذلك توفيرا للوقت عليه؟ أم له رأي آخر؟ تحدثنا إليهم
فقال احدهم"لا يوجد أي ازدحامات مرورية والاجراءات الجديدة ميسرة" ويقول اخر "انا قدمت من سوريا الى هنا ولم ياخد السفر وقتا مني وكما ترون لا يوجد اكتظاظ ونشكر العاملين على ما يقدموه"
ورغم ذلك تحدث بعض المشكلات ما بين المسافرين وموظفي إدارة الجسور. ويشكو بعض المواطنين من تعمد موظف ما على تأخير معاملاتهم أو حصول أي تصرف قد يثير حفيظة المسافر من سوء تفاهم أو غيره ما بين المسافرين أنفسهم. وقد يؤدي ذلك إلى خروج المسافر عن هدوئه لرؤيته موقفاً ما كما حدث مع الحاج محمد أبو عرام من بلدة يطا قضاء الخليل وهو قادم إلى الأردن والذي جمعته راديو عمان نت في حديث مع مدير امن الجسور ليعرض شكواه
يقول ابو عرام"لقد رأيت ونحن نقف على الطابور البعض ياتي ويدخل ويتعدى على ادوار المسافرين ويكون معه احد الموظفين فيجب ان يقوموا بالانتباه الى هذه القضية"
وكان هذا المواطن غاضبا وهو كبير في السن وقد وعده مدير الجسور بالنظر في هذه الحالات وقد دار بينهما حديث مطول بوجود راديو عمان نت التي سجلت الحديث.
إذن في مثل هذه الحالات هل يمكن للمواطن أن يجد جهة ما تستمع إليه وتهتم بشكواه؟
إدارة امن الجسور وضعت حلاً قد يكون روتينياً يشرحه لنا مسمار"استحدث مكتب لخدمة الجمهور للنظر في أي شكاوى ويديره احد الضباط للرد على استفسارات الناس او ابلاغ المواطن بأي إجراء او أي إرشاد ومساعدة للمسافرين".
المواطن المغادر من الأردن إلى فلسطين يمر بإجراءات تتمثل بتعبئته لبطاقة البيانات من إدارة مفارز امن الجسور بعد أن يسلم أمتعته إلى عمال النقل ثم يذهب إلى إحدى نوافذ التدقيق الأمني. وبعد أن ينهي إجراءاته يذهب إلى قاعة انتظار الحافلات ويتوفر فيها السوق الحرة وعندما تأتي الحافلة ينتقل المسافر إلى ساحة الأمتعة ليتعرف على أمتعته ويسلمها إلى عمال النقل لوضعها في الحافلات ثم يستقل الحافلة التي ستنقله إلى الجانب الإسرائيلي. ذهبنا بجولة لنستطلع آراء المسافرين وهم يتممون إجراءاتهم حول التسهيلات المقدمة لهم
وقد بدى ان المواطنين مرتاحين من الإجراءات المتخذة في الجانب الأردني الذي يقدم التسهيلات للمواطنين في فصل الصيف خاصة بعد زيارة وزير الداخلية عيد الفايز للجسر الذي وعد بتسهيل الحركة على المسافرين ولكن لا بد من بعض الانتقادات. فاحدهم لا يرى أي تغيير.حيث يقول هذا المواطن انه لم يرى أي تغيير في الجانب الاردني وان الاجراءات روتينية وعلى الجانب الاردني ان يغير منها حتى يوفر والوقت والجهد على المسافرين .

رسوم باهظة
احدى السيدات المسافرات على معبر الملك حسين تحدثت عن رسوم قدرها عشرة دنانير ووصفتها بالباهظة يدفعها المسافر الواحد القادم من فلسطين إلى الأردن لكن الجهات المسؤولة تعتبر هذه الرسوم تخفيفا على المسافرين.ويوضح ذلك مدير امن الجسور العقيد ماجد مسمار .
حيث يقول مسمار"هذه الرسوم لا يمكن ان نعتبرها ضريبة انما هي بدل طوابع حيث كان في السابق لزاما على كل مسافر الى الاردن الحصول على ما يسمى بعدم الممانعة وهذا يحتاج منه كفيلا يوقم بعمل هذه الوثيقة او عن طريق مكاتب السياحة حيث يضطر المواطن للانتظار لفترة حتى ياتي الرد ويدفع مبالغ كبيرة للمكاتب حتى يحصل على عدم الممانعة.ونحن هنا راينا ان هذه مسالة شاقة على المسافرين لذلك تم الغاء عدم الممانعة و الاكتفاء فقط بدفع عشرة دنانير رسوم الطوابع للمسافر وهذا يوفر عليه الجهد والمال ايضا"
وهنا أسهب العقيد مسمار في تفصيل حقيقة هذا المبلغ المستحق على المسافر فهل يدفع المسافر على الجسور هذا المبلغ فقط.
يقول المواطنون ان دفع الرسوم لا تقتصر على مبلغ عشرة دنانير للجانب الاردني نما هناك رسوم اخرى للجانب الفلسطيني والاسرائيلي بالاضافة الى المبالغ التي يدفعها المسافر كتذاكر للحافلات وغيرة وهذا مكلف جدا على من يريد السفر عبر هذه المعابر.
جولة عمان نت مع العقيد مسمار
لدى وجودنا في مكتب إدارة امن الجسور طلبنا من مديره العقيد ماجد مسمار أن يرافقنا في جولة أخرى للاطلاع على المشاكل اليومية التي قد يواجهها بعض المسافرين ليساهم راديو عمان نت في العمل على حلها بسرعة وفعلاً نجحنا في حل بعض المشاكل لمواطنين وجدوا فينا فرصة لم يتوقعوها .
فهذا رجل قدم من السعودية ويرد الدخول الى فلسطين ليكتشف ان جواز سفره الاردني منتهي الصلاحية وقد تحدثنا معه وأعطى العقيد مسمار التوجيهات لحل مشكلته .كما صادفنا رجلا اخر يواجه مشكلة ايضا في الرقم الوطني وبدورهم سارع العاملون هناك بعد ان تحدثنا معهم الى الاتصال بوزراة الداخلية التي زودتهم بالحلول واتم هذا المسافر اجراءاته.
وقد صادفنا العديد من المراجعين الذي تنقصهم بعض الوثائق وعملنا من خلال الجولة مع مدير امن الجسور على حلها للمواطنين والتعرف على ارائهم ومدى استجابة العاملين مع قضاياهم وقد أبدى المسافرون رضاهم وابلغونا انهم لمسوا فرقا في الإجراءات والتسريع في إتمام المعاملات
مكتب خدمة الجمهور
يتم من خلاله الرد على استفسارات الجمهور ويوجد في قاعة استقبال المسافرين وهي قاعة مجهزة بوسائل الراحة للأهالي الذين ينتظرون ذويهم القادمين إلى الأردن. وقد اطلعنا على ما يقدمه مكتب خدمة الجمهور. وسألنا المواطنين الذين أبدو إعجابهم بما يقدمه المكتب.
وأثناء هذه الجولة أيضا رأينا مواطنة تجلس عند احد الضباط فأسرعنا إليها وسألناها عن مشكلتها لنكتشف أن لا مشكلة لها إنما تنتظر ابنتها وكان بجوارها شاب سألناه عن انتظاره وقد قال أن جواز سفره منتهي الصلاحية وينتظر أن يبت المسؤولون في الأمر.
هذا رجل مستثمر لديه مشكلة وكان يتحدث مع احد الضباط لحل المشكلة وقد قام مسمار بإعطاء التوجيهات لحل مشكلته فورا وقد تحدث هذا الرجل إلى عمان نت شاكرا الجهود الاهتمام والتعامل الحسن معه.
بعد هذه الجولة التي رافقني فيها العقيد ماجد مسمار أتممت معاملات السفر الخاصة بي وتوجهت إلى الحافلة التي ستنقلني مع المسافرين إلى الجانب الإسرائيلي واستوقفتنا آخر نقطة للأمن العام وهي تبعد 100 متر عن الجسر الذي نعبر من خلاله نهر الأردن إلى الأراضي الفلسطينية وقد دخل الضابط إلى الحافلة جامعا بطاقات البيانات التي بحوزتنا . لكن الحافلة توقفت على الجسر لمدة ساعتين ونحن ننتظر في الحافلة وعلى مدى نظرنا نرى العلم الإسرائيلي مرفوعا على نقطة لحرس الحدود الإسرائيلي. والانتظار هنا يخضع لمزاج الجنود الموجودين في أول نقطة إسرائيلية وفيها ينزل المسافرون في هذه النقطة للتفتيش ثم يتم بعد ذلك مواصلة السير إلى مبنى معبر أللنبي ومن ثم نقوم بتسليم جوازات السفر لوضع الطابع برقم الأمتعة وبعدها الدخول إلى التفتيش الشخصي الالكتروني وبعد ذلك التوجه إلى شبابيك التدقيق الأمني. و كثيرا ما يتعرض الشباب إلى الاحتجاز لساعات عدة تحت مسمى التدقيق الأمني. ثم يخرج المسافر إلى ساحة الأمتعة ويتعرف على أمتعته ويخرج إلى الحافلة التي تنقله إلى استراحة أريحا وهناك يتوجه كل مسافر إلى المركبات العمومية التي تنقل إلى المدينة التي يريد.
هذه رحلة الذهاب إلى فلسطين. والحواجز لا تقتصر فقط على الحدود. بل بين مدن الضفة الغربية المزيد من الحواجز وهذا تطلب منا الاستراحة ليومين حتى نستعد لرحلة العودة إلى الأردن.


رحلة العودة

بدأنا رحلة العودة إلى الأردن في الساعة الرابعة فجرا بالسير في المركبة إلى ا�

أضف تعليقك