عمان نت تنظم حلقة حوارية حول نشأة الفكر التكفيري والسلفية الجهادية

الرابط المختصر

عقد راديو عمان نت ندوة حوارية حول نشأة الفكر التكفيري والسلفية الجهادية، شارك بها عميد كلية الشريعة في الجامعة الأردنية والمحلل في شؤون الجماعات الإسلامية مراد بطل شيشانينشأ الفكر التكفيري المعاصر في أواسط القرن الفائت، وتحديداً انطلاقا من مبادئ حزب الإخوان المسلمين في مصر، والتي تطورت على رؤية حسن البنا في مقالات مصطفى شكري، وسيد قطب، اللذين كفّروا المجتمع المصري، ومن ورائه جميع المجتمعات الإسلامية.



وتعتبر هذه الدعوات التي تبناها حزب الإخوان المسلمين، امتدادا للخوارج -وهي حركة ثورية عتيقة في تاريخ الإسلام السياسي- اعتمد في تأويلها على تكفير المخالف لما عليه السلف، فقد كفروا من يحكم بغير ما أنزل الله واستشهدوا بقوله تعالى: ﴿وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ﴾ المائدة:44.



واتخذ الخوارج هذه العناوين لدعوة إلى الخلافة، والحاكمية لا حاكم إلَّا الله، وأباحوا الخروج على القوانين وقتل المخالف من المسلمين، كما شرعوا أي وسيلة أخرى للوصول إلى الخلافة، فأقروا بالتفجير لتعطيل مصالح الحكومات، ولو أدَّى لقتل عامة المسلمين.





ويربط عميد كلية الشريعة في الجامعة الأردنية الدكتور عبد المجيد صلاحين بين الخطاب التكفيري والعمليات التفجيرية ويقول ان "الفكر التكفيري هو وراء أي عمل تفجيري وهو ناتج عن الفهم الخاطئ لبعض النصوص العامة للدين كما ان ابتكار النصوص وإخراجها عن سياقها كان عاملا كبيرا في نشأة الخطاب التكفيري".



وبين انه "لا يجوز تكفير المسلم إلا إذا أعلن الكفر علانية، ولا يباح دم المسلم إلا من قبل الحاكم المسلم وفي إحدى ثلاث أمور وهي: الثيب الزاني والتارك لدينه المفارق للجماعة وهو المرتد وقتل النفس بالنفس أو القصاص ولا ينفذه الإفراد وإنما الحاكم المسلم لذا لا يجوز لأي جهة أو فئة أو جماعة يصدر قانون على رأسه ويسن القوانين".



وينقل صلاحين عن السلف ويقول ان عبد الله بن عباد وهو ترجمان القران فسر كفر من يحكم بغير ما انزل الله وقال انه "كفر دون كفر" أي ان المسلم قد يقوم بأعمال الكفار لكنه ليس بكافر حيث اجمع جماهير علماء المسلمين ان من يحكم بغير ما انزل الله ليس بكافر كفرا عقائدي وإنما جاء استخدام لفظ كافر من قبيل المبالغة في ذم هذا الفعل.





وعن جواز قتل "الترس" المسلم، أي استباحة قتل المسلم إذا كان بين غير مسلمين مستهدفين للقتل، وهو الذي بررته الجماعات التكفيرية يشرح صلاحين "لا يجوز استهداف غير المحاربين في العمليات العسكرية عندما يكون المسلمون في حالة حرب، كما لا يجوز استهداف غير المسلمين من المدنيين كالنساء والأطفال ومن لا يحمل السلاح فكيف إذا كانوا مسلمين".



ويرى د. صلاحين "هناك تقصير لدى علماء المسلمين في بث الثقافة الدينية الصحيحة وفي محاربة الفكر التكفيري، وقد آن الأوان لان يكون علماء المسلمين جبهة فكرية علمية تتكلم بصوت عال في منابرنا عن تعاليم الدين السمحة".



ويقدم الباحث والكاتب والمحلل في شؤون الجماعات الإسلامية مراد بطل شيشاني نبذة تاريخية عن تطور الفكر التكفيري والجماعات السلفية القتالية، ويقول "بدأت مؤخرا تنتشر تسمية التيارات السلفية الجهادية بهذا الاسم من قبل الباحثين، وتنطلق هذه التيارات من فكرة مزاوجة الأفكار السلفية بالأفكار القتالية، ولم ينحصر بروز هذا التيار على الساحة الأردنية بعودة المقاتلين العرب من أفغانستان إنما هي ظاهرة برزت تحديدا في فترة التسعينات مع ظهور بعض التنظيمات التي تمت محاكمتها في المملكة مثل بيعة الإمام وتنظيم القاعدة، كما ساهم الخليج العربي برفد هذا التيار بدماء جديدة بعد حرب الخليج الثانية بعودة منظر التيار السلفي الجهادي أبو محمد المقدسي، ولعب سجن أتباع التيار السلفي الإصلاحي وخصوصا سفر الحوالي وسلمان العودة دورا في نشوء تيار سلفي أكثر تشددا في الأردن وهو التيار السلفي الجهادي الذي كان الزرقاوي من احد تلاميذه، ويرى الشيشاني ان التكنولوجيا والعولمة وخوف الناس على الثقافة لعبت دورا في الارتداد للأفكار السلفية الجهادية.





الهلامية وعدم وضوح التنظيم هي السمات الأبرز لهذه الجماعات القتالية فعلى سبيل المثال لو أردنا المقارنة بين حزب معين وهذه الجماعات نرى ان الحزب معروف الأعضاء والمقرات وأماكن التواجد، على عكس هذه الجماعات التي تعمل في الخفاء وسط ضبابية عن أعداد منتميها وصفاتهم القيادية وأماكن انتشارهم.



وعن التيار السلفي الجهادي المنتشر في العراق يقول الشيشاني انه يعبر عن طور ثالث من السلفية الجهادية ويعبر عن جيل جديد من السلفيين حيث يلاحظ ان معظمهم من دول الجوار ونسبة من دول الشمال الأفريقي، كما ان فكرهم يعتمد على تنظيرات محمد عبد السلام فرج احد منظري جماعة الجهاد الإسلامي في نهاية السبعينيات الذي يتحدث عن عدو قريب وعدو بعيد أي ان الأنظمة التي في الداخل سواء كانت مسلمة هي العدو القريب الذي يجب محاربته أولا ثم الانطلاق للعدو البعيد،ومن هنا تنطلق عمليات هذه الجماعات بمحاربة حكومات الدول التي توجد على أرضها لتنطلق للعدو البعيد مثل إسرائيل وأمريكا والاتحاد السوفياتي على حد تقسيمهم.



ويتابع الشيشاني "لقد برز العراق كفرصة ذهبية لهذه الجماعات السلفية للتمركز وإيجاد ملاذ آمن لبدء القتال في أماكن أخرى، ومن خلال مراجعة أدبيات "وأيدلوجية" الفكر التكفيري تظهر بشكل جلي أنهم يسعون لنقل المعركة الى دول الجوار، وهذا ظاهر في كتاب مايكل شور رئيس وحدة بن لادن في C.I.A الذي يركز على نقطة أساسية وهي ان هذه الجماعات لا يتناقض حديثها مع فعلها وهذه دعوة لتقرأ هذه أدبيات هذه الجماعة بشكل جدي".



وعن المكاسب السياسية التي تحققها هذه الجماعات من تصدير القتال الى الخارج يبين الشيشاني "النمط الإرهابي الذي كان موجود في العالم في الستينات والسبعينات والممثل باليسار الراديكالي والثوري كان لهم أهداف معينة لتحقيقها، لكن هذا التيار المختلف لا يميز بين قتل الأبرياء وغير الأبرياء وهدفه الوحيد إنهاء الخصم وهي نوع من المباراة الصفرية فنقل المعارك لدول الجوار هي محاولة لنقل "أيدلوجيته" للعالم المجاور".





التجربة الأفغانية كان لها دورا كبيرا في دعم التيار السلفي القتالي، ويقول الشيشاني "كان دور التجربة الأفغانية شديدة جدا، لكن الأشد من ذلك هي التجربة العراقية حيث أصبح يطلق المقاتل العربي من باب الفخر خريج المدرسة العراقية، لكن هناك فرق بين الحالة الأفغانية والعراقية فعلى سبيل المثال كان عدد المتطوعين العرب في أفغانستان على اقل التقديرات 20 ألفا، أما في العراق لا يوجد أكثر من 5 ألاف متطوع لكنهم يكتسبون مهارات قتالية أكثر من مما أفغانستان كما ان تأثير هؤلاء المتطوعون اكبر بسبب التطور في آلية القتال باستخدام العمليات التفجيرية".



استمع لبرنامج مساحة حرة

أضف تعليقك