عمال الصافي ينهارون بسبب الاضراب عن الطعام.. ولا مجيب
*وزير العمل: دورنا لم يكن غائبا في قضية عمال ملح الصافي * ضغوط على النقابات للتخلي عن العمال والنقابات تنفي *عمال الصافي الاتفاقية الموقعة مع اتحاد العمال لا تمثلنا
للأسبوع الرابع على التوالي ينصب 201 عاملا من عمال وحدة ملح الصافي خيمة أمام شركة البوتاس العربية احتجاجا على توجه الشركة إغلاق الوحدة بعد الإعلان عن إفلاسها.
ويعيش عمال ملح الصافي ظروف صحية سيئة نتيجة إضرابهم عن الطعام أمام مقر الشركة في عمان، وحذر رئيس لجنة العمال محمد الطراونة في الحلقة الحوارية حول قضية عمال ملح الصافي ان " العمال ينهارون بسبب سوء التغذية نتيجة الاضراب المفتوح عن الطعام، إذ من المتوقع نقل عدد من العمال الى المستشفى اذا ما بقي الوضع كما هو عليه".
وقال الطراونة ان احد العمال مازال في المستشفى قيد العلاج بعد ان سقط مغشيا عليه بسبب سوء التغذية وهو لان في مستشفى الامير حمزة يتلقى العلاج اللازم.
وحمل العمال وزارة العمل مسؤولية تدهور وضع العمال -بصفتها المرجعية الاساسية لكل عامل اردني- و وصف رئيس لجنة العمال محمد الطراونة دور وزارة العمل في هذه القضية بالدور الغائب " دور وزارة العمل كان مغيبا، اعتصامنا دخل أسبوعه الرابع واضربنا عن الطعام ونقل بعض العمال الى المستشفى ولم يزرنا احد من الوزارة!!".
وزير العمل: لم نكن غائبين عن القضية
من جانبه رأى وزير العمل باسم السالم ان دور الوزارة لم يكن مغيبا كما يدعي العمال اذ ينحصر دورها " بتنفيذ القانون" يقول السالم لراديو البلد : دور وزارة العمل واضح بالقانون بحالة وجود أي نزاع عمالي يكون لها دور التوفيق، في حالة عمال ملح الصافي تقدمت لنا شركة البوتاس حسب المادة 31 من قانون العمل بإغلاق وحدة ملح الصافي كونها غير مجدية وأعلنت إفلاسها، لكن الوزارة ما رست ضغطا كبيرا على شركة البوتاس لإبقاء على العاملين وإلحاقهم بالشركة، لكن بعد المناقشات الطويلة التي تمت بوجود عن ممثلين عن العمال تم اتفاق مع شركة البوتاس وممثل العمال مازن المعايطة رئيس الاتحاد العام للنقابات على تعويض 140 وتثبيت 60 آخرين".
وقال السالم ان وزارة العمل صادقت على الاتفاقية الموقعة بين الشركة وممثل العمال " طُلب من رئيس الاتحاد مازن المعايطة ان يكون ممثلا عن العمال وتم عقد اجتماع مطول على مدة عدة ايام بين اتحاد العمال وممثلين عن عمال البوتاس بجود وزارة العمل، وبعد مفاوضات بين اتحاد العمال وشركة البوتاس تم الاتفاق على أرقام معينة ،الوزارة وافقت على هذه الاتفاقية كونها معقولة وتحقق مكاسب للعمال إضعاف ما كانوا سيتقاضونه بحال السير حسب المادة 31 من قانون العمل التي تتيح اعادة الهيكلة في حالة الإفلاس",
و في رده على الواجب الأخلاقي لوزارة العمل تجاه موظفي ملح الصافي وحمايتهم من الانضمام للبطالة أكد الوزير أن الوزارة تسعي بكل ما يمكن للتحول من إصدار تصاريح العمل إلى تشغيل الأردنيين, ويقول السالم:أخر إحصائية خرجت تؤشر أن الوزارة استحدث 70 ألف فرصة عمل منها 58 ألف فرصة ذهبت للأردنيين و12 ألف لعمالة الوافدة، بينما خلق سوق العمل قبل خمسة سنوات 220 ألف فرصة عمل منها 135 ألف فرصة ذهبت للعمالة الوافدة و85 ألف فرصة عمل ذهبت للعمالة المحلية وهذا إثبات ان وزارة العمل تركز على تشغيل العامل الأردني على رأس أولوياتها".
العمال: الاتفاقية لا تمثلنا
العمال اعتبروا أن الاتفاقية لا تمثلهم كون الشركة " سحبت زمام المبادرة من رئيس اتحاد العمال مازن المعايطة" على حد قول رئيس لجنة العمال محمد الطراونة الذي قال إن "دور العمال كان مغيبا بالتوقيع على الاتفاقية ، إذ لم نخول أي شخص بالتوقيع بالنيابة عن العمال،ولا يعتبر التوكيل بالتفاوض الذي منح لرئيس اتحاد العمال قانونيا كونه لم يكن موقعا بشكل رسمي".
رئيس اتحاد النقابات العمالية مازن المعايطة يشرح لراديو البلد ما حدث في الاتفاقية، وبين ان الاتفاق الذي وصل إليه مع الشركة يأتي بعد يومين من التفاوض مع الشركة خوفا من الوصول للإجراءات القانونية التي قد لا تكون بصالح العمال خصوصا في ضوء إصرار شركة البوتاس على إغلاق وحدة ملح الصافي وتطبيق المادة 31 من قانون العمل.
ويقول المعايطة "وقعنا الاتفاقية إلا أنها لم ترض العمال على اعتبار ان لهم رغبه بالعودة الى العمل خصوصا أن فرص العمل شحيحة".
مطالب العمال أمرين
مطالب العمال تتمثل بأمرين أساسيين: تصنيف عمال المياومة والمقطوع والعقود والبالغ عددهم 99 موظف ، وشمول موظفي وعمال وحدة ملح شركة البوتاس العربية بتعديل سلم الرواتب الجديد الذي أقرّ من قبل الإدارة لكافة موظفي الشركة أسوة بزملائهم في باقي وحدات الشركة ، إضافة إلى التعامل معها كأي وحدة أخرى في الشركة .
ودعى العمال أن لا يكون الاستثمار - أتى به إلى الأردن لمحاربة الجوع والبطالة- "سببا برمي 140 شخصا على قارعة الطريق، اذ يعيل هؤلاء يعيلون 2000 شخص تقريبا".
اتهامات للنقابات
واتهم رئيس لجنة العمال محمد الطراونة نقابة المناجم والتعدين بالتخلي عن العمال بعد تعرضها لضغوط كبيرة من شركة البوتاس، وقال الطراونة إن النقابة ترفض تفعيل عضوية العمال في نقابتها حتى هذه اللحظة بسبب الضغوط الكبيرة من شركة البوتاس".
نقابة المناجم والتعدين رفضت هذه الاتهامات، وقال نائب رئيس نقابة المناجم والتعدين سامر السلايمة " نحن لا نتلقى ضغوط من أي جهة عمال ملح الصافي لم يتقدموا بطلب انتساب إلى فرع النقابة في البوتاس منذ تأسيسها، و نحن جزء من الاتحاد العام للنقابات وبالتالي نحن نؤيد مطالبهم وندعو إلى تحقيق مكاسبهم".
ظروف مادية صعبة
ويعيش وعمال وحدة ملح الصافي أوضاع مادية سيئة اذ يتقاضون رواتب سيئة على الرغم من ارتفاع الأسعار المتكرر، اذ لم تشملهم أي زيادة بدل غلاء معيشية، ويروي عدد منهم لراديو البلد قصص معيشية، فخالد يعمل في الوحدة منذ 12 عاما دخل بعمر 17 عاما ولم يتغير على وضعه شيء فهو شاب لا يستطيع الزواج بالكاد يكفي الراتب البالغ 180 دينارا لسد احتياجاته هو وأسرته.
وكانت المحكمة العمالية أصدرت قرارا اعتبرت فيه أن موظفي وحدة الملح، هم موظفون في شركة البوتاس العربية، لكنهم لا يتمتعون بالامتيازات والحقوق التي تمنحها الشركة لموظفيها، وإنما تنطبق عليهم أنظمة الشركة الأم، وهي شركة ملح الصافي قبل شرائها من البوتاس.
إستمع الآن