علي وعمر... شقيقان يجمعهما معتقل واحد

الرابط المختصر

في يوم الثامن والعشرين من نيسان عام 1994 حكم على علي صبري العطاطري بـ 14 عاماً، بعد أن كان قد اعتقل عام 1993 على إثر أحداث الانتفاضة الفلسطينية الأولى، ومن ثم التحق به شقيقة عمر في عام 2000 الى معتقل (بير السبع) في الانتفاضة الثانية والتهم الموجهة لهما كانت "مقاومة الاحتلال ورفض الذل والمهانة". كان الشقيقان قد ولدا وترعرعا في الأردن، فأكمل علي دراسته حتى الصف الاول الثانوي في الأردن، وغادر الى الضفة الغربية ما قبل عام 1993 وهي سنة الإنتفاضة الأولى، وبنفس العام اعتقلته قوات الاحتلال ضمن الاحداث التي حصلت في تلك الفترة.



وفي الانتفاضة الثانية كان أخوه عمر متواجدا في الضفة الغربية، وعلى وشك انهاء الثانوية العامة عام 1998 لكن قوات الاحتلال اعتقلته ووجهت اليه نفس التهم التي وجهوها لأخيه وحكموا عليه بعشرين سنة، وهما الآن معا في نفس معتقل بير السبع.



وتحدث شقيقهما الاكبر عماد صبري العطاطري لـ عمان نت قائلاً "ليس هناك إنسان حر يتحمل الاهانة والمذلة والقمع، وليس من شاب يتواجد في فلسطين ويرى الذل والإهانة ويستطيع أن يتحملها، وعلي وعمر لم يستطيعا ان يريا ذلك ويتحملاه، ومسألة طبيعية ألا يستطيعا تحمله".



ويتابع "حرية الإنسان أغلى ما يملكها، فإن سلب الإنسان حريته فقد سلب حياته كلها".



أحوال عمر وعلي في المعتقل سيئة من كل النواحي النفسية والجسدية، لكن عماد يتحدث عنهما بثبات ويقول "العدو يمارس على المعتقلين كل أنواع التعذيب والتجبر، تصلنا رسائل من علي وعمر ولكن بدون تفاصيل، لكننا نعلم من التلفاز والجرائد ما يدور في السجون".



أسرى السجون يحاولون أن يوصلوا صورة جيدة عن وضعهم في السجون، لكأنهم يريدون أن يرفعوا معنويات أهلهم وتجنب إشعارهم بالمعاناة الحقيقية ويظهر هذا من حديث شقيق الأسيرين حيث يقول "نحس من الرسائل أن معنوياتهم عالية جدا، ولكن ما يتعرضون له ايضا عال جدا، وما نلمسه من رسائلهم أن الوضع قاس وقاهر جدا".



وحين سألناه عن معنويات الأسيرين في السجون قال"رب العالمين موجود، وهو على حجم الابتلاء يعطي الإنسان نعمة أعظم وهي الصبر، وهو حينما أنزل البلاء أنزل الصبر وهما إنشاءالله صابران".



التعذيب النفسي جزء من طرق التعذيب التي تتبعها سجون الاحتلال الاسرائيلي مثل منع الأسير أن يتصل بأهله، أو أن يزورونه أو يرسل إليهم بالرسائل ليطمئنهم على أحواله، ومنذ الانتفاضة الثانية الى اليوم لم يسمح لأي أحد من أقارب الأسيرين بزيارتهما، مثل والدهما وأخيهما الموجودين في الضفة، ويقول عماد "تصل رسالة منهما كل 5 أو 10 سنوات مرة، وهناك جهود لبعض الجهات مثل والهلال الاحمر الصليب الأحمر لايصال الرسائل أو المساعدة على معرفة احوالهم".



وعن رأيه بتجاهل الحكومات لوضع الاسرى قال "ليس هناك إنسان حر ولا يشعر بشعور هؤلاء الأسرى، وكل إنسان يحاول ما يستطيعه وما يقدر عليه، لكن الأمور قد لا تكون في متناول الأيدي، فأنا لم أذهب الى أي إنسان في الداخلية أو الخارجية وقصر في تقديم المساعدة، لكن الأمر يحتاج الى المثابرة والمتابعة، والمفروض أن تكون الجهود أكبر من هذا، لا أحس أن هناك تقصير من ناحية الإرادة والنية الصالحة، لكن يجب أن يكون العمل أكبر مما يتم عمله".



ويتابع الشقيق "ليس هناك من ضرورة معينة لوجود جريمة لكي يحكموا على اي إنسان، فاليهود يعتقلون الإنسان الحر، وحتى لو لم يكن عليه تهمة أو جريمة أو قضية تضعة بالسجن احترازيا، والاحترازي قد يمتد من سنة الى 100 سنة، ورغبتهم الوحيدة أنهم لا يريدون هذا الإنسان خارج السجن، وهي بسهولة تضع له تهمة حتى تبرر سجنه".



ويؤكد موقفه "ليس من إنسان على الارض اغتصبت أرضة أو انسان اُعتدي على حقوقه وأرضه، ويقف غير مدافع عنهما".



"أملنا أن يخرج علي وعمر من السجن، وأنا متأكد أنه ليس من إنسان في الأردن إلا وقلبه معهم، لكن المسألة تحتاج الى تحرك، وما دام هناك إذاعة تتكلم وجريدة تكتب فإنشاءالله ستتحرك الأمور، وكل إنسان لديه شيء ليقدمه حتى لو كان بالدعوة الصالحة وحتى لو كان بالشعور المعنوي مع الأسرى".



هي مجرد تنهيدة من شقيق هذان الأسيران ومن قلب كل أم لم تر ابنها منذ يفاعته وحتى أصبح رجلا.

ترى هل يكفي الشعور المعنوي والشعور بالشفقة والمواساة وكل الكلام غير الطائل علي وعمر وكل هؤلاء الاسرى بشيء؟

أضف تعليقك