عقد قران الاسير العجلوني
توجه جاهة كبيرة الجمعة الى مدينة الصريح في محافظة اربد لطلب يد فتاة"صريحية" للأسير "المحرر" من السجون والمعتقلات الاسرائيلية سلطان العجلوني المحتجز في سجن قفقفا منذ الخامس من تموز (يوليو) 2007.
ويأتي عقد قران العجلوني مع اقتراب تنفيذ صفقة تبادل الاسرى بين حزب الله اللبناني واسرائيل والتي توصل اليها الجانبان جراء مفاوضات جرت بشكل غير مباشر بوساطة مبعوث ألماني.
وتتكثف جراء هذه الصفقة المطالبات باطلاق سراح العجلوني ورفاقه الثلاثة سالم وخالد أبو غليون وأمين الصانع، خصوصا ان صفقة تبادل الاسرى التي وافق عليها مجلس الوزراء الاسرائيلي تقضي باطلاق سراح الأسير اللبناني سمير القنطار الذي تتشابه قضيته مع الأسرى الأربعة الأردنيين.
وكانت اسرائيل رفضت إطلاق أسرى فلسطينيين وأردنيين وعرب بذريعة أن "أيديهم ملطخة بدماء اسرائيليين" في اشارة الى تنفيذهم لعمليات فدائية قتل خلالها اسرائيليون.
ولذلك، عندما وقّعت الحكومة السابقة (معروف البخيت) اتفاقية مع نظيرتها الاسرائيلية بخصوص الأسرى الأربعة اشترطت الاخيرة أن لا يطلق سراحهم قبل ثمانية عشر شهرا أو في حال اطلقت اسرائيل قبل انتهاء المدة سراح أسرى عرب تتشابه حالتهم مع حالة هؤلاء الأسرى.
وتضع مؤسسات مجتمع مدني ولجان ناشطة في مجال الدفاع عن الأسرى الأردنيين في السجون الاسرائيلية مبررات للمطالبة باطلاق سراح الاسرى الاربعة فورا، الاول صفقة تبادل الاسرى مع حزب الله، والثاني أنه لم يتبق سوى ايام قليلة من مدة محكوميتهم بحسب الاتفاقية مع الحكومة الاسرائيلية.
فحسب ما صرح رئيس لجنة الأسرى الأردنيين في السجون الإسرائيلية الدكتور صالح العجلوني أن قوانين السجون الأردنية تقضي باحتساب سنة السجن 9 أشهر على عكس اسرائيل التي تعتبر سنة السجن لديها 12 شهرا.
وهذا يعني بحسب -الدكتور العجلوني- ان مدة "استضافة" الأسرى الأربعة في السجون الأردنية تنتهي في 17 آب (اغسطس) المقبل.
ولذلك، فان الدكتور العجلوني وآخرين من النشطاء النقابيين وأعضاء مجتمع مدني يطالبون بمبادرة ايجابية من الحكومة باطلاق سراح الأسرى الأربعة اليوم الجمعة، ليعقد سلطانُ قرانه وهو حر طليق.
فسلطان ورفاقه الثلاثة من حقهم الآن وبعد أن أمضوا سنة كاملة في مركز وإصلاح قفقفا أن يطلق سراحهم، وخصوصا في هذه الظروف التي وافقت فيها اسرائيل رسميا على صفقة تبادل الأسرى مع حزب الله، يطلق بموجبها سراح أسرى لبنانيين ومنهم القنطار وفلسطينيون مقابل اطلاق الحزب لجنديين اسرائيليين أسرهما في تموز 2006.
سلطان الذي يرافق الجاهة الى الصريح يأمل كما يأمل كثيرون من أهله وأقربائه وناشطين نقابيين ومواطنين وغيرهم أن يفرج عنه وعن رفاقه الثلاثة في هذا اليوم، فصفقة تبادل الأسرى أصبحت قريبة والحكومة الاسرائيلية صادقت عليها ولا يوجد أي موانع لاطلاق سراحهم.
والحكومة عندما لا تنتظر تنفيذ الصفقة وتطلق سراحهم تنتصر لهم ولذويهم ولأسرهم وتتيح المجال أمامهم وللمواطنين للفرحة وللتعامل بايجابية كبيرة مع مثل هذا القرار الذي سيساهم في شعبية الحكومة.
ويذكر أن وزير الدولة لشؤون الاعلام والاتصال ناصر جودة قال خلال لقائه بالصحافيين الثلاثاء الماضي، رداً على سؤال حول إمكانية الإفراج عن الاسرى اذا ما تم تنفيذ صفقة تبادل الأسرى بين إسرائيل وحزب الله، إن "هناك اتفاقية وأطرا قانونية وستطبق بحسب الاتفاق، ونحن ملتزمون بالاتفاقيات الموقعة".
ان عقد قران سلطان الذي كان يطلق عليه اسم "عميد الاسرى الاردنيين" في السجون الاسرائيلية لأقدميته في الاسر الاسرائيلي منذ العام 1990، مناسبة للتأكيد على ان الاسر والظروف الصعبة التي عاشها ورفاقه الثلاثة طوال سنوات السجن القاسية وتعامل السجان الاسرائيلي غير الانساني معهم لم تكسر ارادتهم وها هم يواصلون الحياة والفرح.
فبالرغم من وجودهم في مركز اصلاح وتأهيل قفقفا، الا ان تعامل ادارته معهم يتناسب مع حجم تضحياتهم، فالادارة تسمح لهم باستخدام الهاتف الخلوي وكذلك الحصول على اجازة من المركز يوما في الاسبوع وبشكل دوري لزيارة الأهل والأحبة.
كما سُمح لأمين الصانع وخالد ابو غليون من الزواج خلال فترة وجودهما بسجن قفقفا، وينضم اليهما سلطان، وبهذه الخطوة وغيرها من الخطوات التي اتخذوها خلال وجودهم في المعتقلات الاسرائيلية يؤكدون ان ارادة الحياة ستنتصر بالرغم من الاذى الذي تعرضوا له خلال سنوات الأَسر.
ولا يتوقف الامر عند الزواج، فسلطان يكتب مقالا اسبوعيا في صحيفة السبيل الاسبوعية، ومقالاته تجد صدى واسعا لدى القراء والمتابعين.
كما انه صدر له قبل اشهر كتاب بعنوان "عوائق في وجه النهضة" كان من المفترض ان يوقعه في حفل أقامته رابطة الكتاب الاردنيين بمقرها، الا انه غاب عنه لعدم السماح له في ذلك الوقت مغادرة السجن.
ويذكر ان سلطان وقع في الأسر الإسرائيلي في 13 تشرين الثاني (نوفمبر) 1990، بعد ان غادر أهله في المفرق ليجتاز الحدود الأردنية الفلسطينية لينفذ عملية فدائية إنتقاماً لأرواح شهداء مجزرة الأقصى في 8 تشرين الأول (اكتوبر) من نفس العام، حيث اقتحم وحدة عسكرية لجيش الإحتلال الإسرائيلي واشتبك مع جنودها فقتل واحدا قبل أن يقع في الأسر.
ولم يقف الأسر والزنازين حائلا بين سلطان والحياة، فأكمل دراسته الثانوية في السجن، وحصل بعدها على شهادة البكالوريوس في العلوم السياسية من الجامعة العبرية، وألف كتابين.
كما ان خالد أبو غليون، ورفاقه أمين الصانع وسالم أبو غليون وقعوا بالاسر في العام 1990 خلال عملية فدائية نفذوها انتقاما لمجزرة الاقصى أيضاً والتي استشهد فيها رفيقهم نايف كعابنة، وقتل خلالها ضابط اسرائيلي واصيب عدد آخر من جنود الإحتلال.