الجلسة كانت عادية، خيم عليها الصمت مثل كل جلسات أمانة عمان الشهرية، وفيها صودق على العطاءات الكثير. والجديد في الجلسة، "انتقاد حاد" وجهه عضو المجلس عامر البشير مهدداً أمين عمان نضال الحديد بتقديم شكوى لمجلس النواب؛ ما استدعى الأمين بالدفاع عن موقفه وانجازاته. سلسلة من الموافقة على عطاءات

ووافق المجلس على عدة عطاءات منها عطاء توريد "حصمة متنوعة لخلاطة الأمانة"، وإحالته لشركة الشرق للكسارات والتعهدات العامة، "بأسعار إفرادية" كما تصفها الأمانة وتبلغ القيمة الإجمالية لكامل الكميات وأعمال العطاء 567975 دينارا، على أن يتم توريد كميات العطاء خلال مدة 150 يوما من تاريخ أمر المباشرة بالعمل.



ونال عطاء "تنفيذ طبقات خلطة اسفلتية ساخنة" موافقة أعضاء المجلس والمتمثل لعطاء تنفيذ طبقات خلطة اسفلتية ساخنة أيضا لشركة "الشرق للكسارات والتعهدات العامة" والمبلغ هو 2583278 مليونان وخمسمائة وثلاثة وثمانون ألفاً ومئتان وثمانية وسبعون ديناراً، على أن يتم تنفيذ كامل الأعمال المطلوبة خلال 240 يوماً.



كما تم تخصيص قطعة أرض مساحة 560 من قطعة أرض الأمانة رقم 22 حوض 2 أم نوارة لوزارة الأوقاف والمقدسات الإسلامية "وليس تمليكاً"، كما تمت الموافقة على بيع قطعة أرض الأمانة رقم 231 حوض 4 في منطقة القويسمة لجمعية النجار والبالغ مساحتها 688 م2 وتقدير المتر المربع الواحد بمبلغ 40 ديناراً.



وكان المجلس قد شكل وفدا برئاسة الأمين نضال الحديد ومدير دائرة العلاقات الخارجية إبراهيم خريس، زار فيها مدينة أثينا عاصمة اليونان، وتم التوقيع على بروتكول الصداقة والتعاون بين مدينة عمان ومدينة أثينا، أيضا وقعت الأمانة على مذكرة تفاهم بين مدينة عمان ومدينة موستار دولة البوسنة والهرسك.



وعرض المجلس مذكرة تفاهم بين المعهد العربي لإنماء المدن وبرنامج مبادرة حماية الأطفال في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وتهدف هذه المذكرة إلى تقدير جهود التي تقوم بها الأمانة لرعاية الأطفال.



الانتقاد الحاد الذي قدمه عضو المجلس عامر البشير عن منطقة تلاع العلي، كان الشعلة التي أولعت الصمت في المجلس، منتقدا في كلمته أداء الأمين ومواقفه إزاء مشاريع الأمانة وما قاله "لماذا هذا المجلس، ولماذا الحياة الديمقراطية، ولماذا هذا التناقض في الشعارات التي ترفعونها بالنسبة للمشاركة وما ينفذ على أرض الواقع، ولماذا ولماذا استفسارات عديدة كانت نتيجة طبيعية لقراراتكم، برأيي أن أي تحليل في المفهوم المطلق بمبدأ المشاركة وتطبيقاتها، في الحياة الديمقراطية التي كفلها الدستور، يعود سلبا قبل الحديث أن القرار يقع ضمن صلاحياتكم، وعند بحث قانونية ذلك ستكون محكمة العدل العليا".



وأضاف البشير أن "هناك خصوصية في تركيبة المجتمعات المحلية من الناحية الاجتماعية والاقتصادية تقلل من نجاح فرص القرارات التي تسقط من ارتفاعات شاهقة عندما تقر بمعزل عن المجتمعات"، منتقدا واقع المكافئات التي تصرف للموظفين، "ومما زاد الموضوع تعقيدا هو مكافئاتكم لأبناء المنطقة دون غيرها، وتعيينات ووعود لبعض الموظفين عند زياراتكم لمناطقهم، مما يطرح تساؤلات عدة، هل تعديل الحدود الإدارية يتطلب هذا الكرم، والمستغرب من أبناء المنطقة نفسها".



وعن التعيينات التي تحدث في الأمانة، علق العضو البشير "لقد اختلفت معكم في التعيينات التي كنتم تقومون بها، لغياب أسس التعيين، وعدم تحقيق العدالة الاجتماعية"، متسائلاً عن عدم تنفيذ خطط منطقة التلاع العلي، وتحديدا لحي دابوق على مر السنين، كما تمنيت أن لا تطال سياسة الفزعات وتغييب المنهجية العلمية مجتمعاتنا المحلية، حتى لا تلحق بها الأضرار المجتمعية والنفسية جسيمة قد لا نشاهد أثرها اليوم، استحلفكم بالله معالي الأمين أن تتقوا الله في مناطقنا ومجتمعاتنا، فالقضية ليست بناء سور في حديقة أو غير ذلك، أو بتعديل مسار في شارع، والأساس أن لا يكون القرار فرديا، لأن ليس شئنا يتعلق بممتلكات خاصة، والأجدر بكم إشراكنا بالموضوع، لنكون جزءا منه وليس مغيبين عنه، حتى لا نقع بالمحذورات".



الحديد : أنا صاحب قرار وافتخر

ليرد الأمين بشكر العضو على كلمته قائلا وموجها حديثه للأعضاء "من بدأ بنفسه فما ظلم، وهذه المنطقة (دابوق) تقع خلف حدائق الحسين، وهي تابعة لصويلح بكل الخدمات المقدمة إليها، وهذا ليس موضعنا فقد أخذنا شارع الستين الرابط بين جويدة وسحاب، فعلى يمين الشارع أرض أمي وأبوي وأرض الحديد، وهناك منطقة أسمها القصير وسوق الخضار بالكامل تابع لمنطقة القويسمة، وحتى أقدم خدمة لأمانة عمان الكبرى، نحن نقدم المنطق في تقديم الخدمة، والخدمات تقدم لجميع عمان بعدل".



متحدثا الأمين بصوت مرتفع "القضية هي إيجاد شوارع واضحة المعالم، وعلى أساس ذلك تحدد الأجزاء التابعة لهذه المنطقة أم تلك، وأذكر قبل أيام وأنا في أحد مناطق عمان أخذني أحد المواطنين إلى حفرة قرب بيته وقال لي يرضيك هذا، وقلت له لا وفي اليوم الثاني زفت الشارع، وافتخر أني صاحب قرار وحينما أقول شيء ينفذ".



سنُحدث منطقة جديدة لعمان واسمها "الواحد والعشرين"



وأضاف الأمين "قبل ما أن تقدم شكوى ضدي يا عامر لمجلس النواب ودولة الرئيس، أنا وأنت أعضاء في مجلس أمانة عمان، وبدلا من أن تقول لي لماذا قمت بذلك وارد عليك، لك أن تفعل ما تشاء، لكن أن تسمع إشاعات".



وتحدث عن ما يريده من مشاريع الأمانة "أريد أن ألحق كل شيء شرق الحزام بعمان، ونعمل منطقة جديدة ونسميها منطقة والواحدة والعشرين، وفيها أخذنا نصف منطقة القويسمة وأخذنا 70% من أراضي الحنيطيين، وهنا المفروض أن لا يتأثر الموضوع بنواحي شخصية، فهذه المنطقة ستكون تنموية جديدة".



وكان العضو سيرد على الأمين، لكن الأخير فض الجلسة بسرعة، قائلا للأعضاء أن هناك عزاء ولا بد من تقديمه.