عشرات السجناء الاسلاميين يعلنون اضراباً مفتوحاً عن الطعام

الرابط المختصر

أعلن اثنان وأربعون من معتقلي التنظيمات الإسلامية في سجن سواقة صباح السبت إضرابا مفتوحاً عن الطعام وفقاً لما قاله الناطق الرسمي باسم الأمن العام بشير الدعجة في حديث لـ(عمان نت ), وذلك احتجاجاً على ظروف اعتقالهم وسوء معاملتهم في المعتقل حسبما جاء في بيانهم الذي تناقلته وسائل الاعلام.

وبين مدير المكتب الإعلامي في مديرية الأمن العام بشير الدعجة ان إدارة مركز إصلاح وتأهيل سواقة تقوم بمحاولة إقناع المضربين المتهمين بقضايا امن الدولة للعدول عن إضرابهم كون مطلبهم غير قانوني ويخالف قوانين مراكز الإصلاح والتأهيل.
وقال النزلاء المضربين في سجن سواقه خلال بيانهم أنهم يعانون من ظروف اعتقال سيئة للغاية وسوء معاملة, كما إنهم يتعرضون للضرب والتعذيب الشديد من قبل إدارة السجن, فضلاً عن معاناتهم من ارتفاع درجات الحرارة داخل المعتقل ومنعهم من الخروج من زنازينهم إلى ساحة السجن, مما يمنعهم من حقهم في التعرض للشمس وهو ما يعرف بـ"التشميس".


وذكر رئيس لجنة الحريات النقابية فتحي ابو نصار ان اللجنة تلقت الكثير من الشكاوى المقدمة من قبل اهالي المعتقلين تؤكد ما جاء في بيان النزلاء المضربين من تعرضهم لانتهاكات في سجن سواقة والسجون الاخرى قبل ان يجري تجميهم في سواقة قبل عدت اشهر ماضية, حيث ركزت الشكاوى على احتجاز ابنائهم في زنازين انفرادية, وحرمانهم من "التشميس" اضافة الى سوء المعاملة التي يتعرضون لها من قبل ادارة السجن.
ودعا ابو نصار الى ضرورة الاستجابة للمطالب المشروعة للنزلاء معرباً عن اعتقاده ان وجود الزنازين الانفرادية واحتجاز السجناء فيها هو انتهاك لحقوق النزلاء, قائلاً يجب ان تتوفر الحدود الدنيا من المعاملة الجيدة للسجناء كي لا يصبح السجن اداة للانحراف وانما وسيلة للاصلاح, محذرا من حدوث اضرابات اخرى في السجن في حال استمرار الظروف السيئة.


في حين أكد الدعجة إن إدارة المركز تجاوبت مع بعض مطالب السجناء لكنها لا تستطيع السماح لهم بالخروج من مهاجعهم وذلك استناداً لقانون مراكز الإصلاح والتأهيل, المعمول بها ليس في الأردن وحسب وإنما في جميع دول العالم.
وأضاف الدعجة إن السماح لجميع النزلاء بالاختلاط مع بعضهم البعض مهما كان نوع جرمهم وفتح أبواب المهاجع عليهم خاصة في ساعات الليل دون إغلاق هو مطلب غير شرعي ويخالف قانون مراكز الإصلاح والتأهيل, مؤكداً إن مديرية الأمن العام لن تسمح أو تتراجع عن قرارها في الفصل بين السجناء حسب أعمارهم وتهمهم, تحت أي ظرف من الظروف, مشيراً إن القوانين واضحة بهذا الخصوص فإغلاق المهاجع على النزلاء يتم بعد فترة غروب الشمس وتناولهم وجبة العشاء الخاصة بهم.


وقال الدعجة إن سياسة العزل والفصل بين النزلاء التي اتبعتها إدارة مراكز الإصلاح والتأهيل ناجحة ومردودها ايجابي على جميع النزلاء وساهمت بشكل كبير في تنظيم المراكز من الداخل, موضحا أنها تعتمد على نوعية جرائمهم المرتكبة وفئاتهم العمرية وسبب وجودهم أكانوا محكومين أو موقوفين.
وشدد الدعجة على ان هناك عقوبات على النزلاء الذين يرتكبون مخالفات تبدأ من حرمانهم من زيارة ذويهم لمدة اقصاها اسبوع وتنتهي الى احتجازهم في الزنازين الانفرادية لمدة اقصاها اسبوع قائلاً ان "هذا هو قانون الاصلاح والتأهيل الاردني".


وحول مطلب النزلاء ومعاناتهم من ارتفاع درجات الحرارة في فصل الصيف قال الدعجة ان ادارة مراكز الاصلاح والتاهيل قامت مؤخرا بشراء (50) مروحة كهربائية تم توزيعها بالتساوي على جميع غرف المراكز للتخفيف من درجات الحرارة التي رافقت موجة الحر المرتفعة السائدة في الاردن هذه الايام, مشيرا الى ان الخدمات الادارية والانسانية والصحية والاجتماعية متوفرة وبمواصفات عاليه
واكد الدعجة خلو مراكز الاصلاح والتأهيل من اي متهم بقضية سياسية او فكرية قائلاً ان جميع المحكومين او الموقوفين هم من المتهمين بقضايا ارهابية كان آخرها قضية تفجيرات عمان,
ويرى ابو نصار ان على ادارة السجن ان تراعي الحاجات الخاصة لمعتقلي التنظيمات الاسلامية كونهم معتقلين على خلفية سياسية او فكرية تنظيمية قائلاً "من الطبيعي ان تكون لهم مطالب مختلفة عن باقي السجناء الاخرين ويجب التعامل مع مطالبهم بشكل بشكل اكثر حساسية"
في حين اشار الدعجة الى ان جميع النزلاء في مراكز الاصلاح ملتزمين بالقوانين والتعليمات الخاصة مستثنياً من ذلك سجناء التنظيمات الاسلامية الذين وصفهم بأنهم يفتعلون المشاكل وذلك بقصد اثارت الرأي العام لكي تبقى قضيتهم تحت الشمس املاً في تحقيق بعض المكاسب.


وكانت العديد من التقارير الصادرة عن منظمات حقوقية قد حذرت في وقت سابق من تكرار حدوث احتجاجات داخل السجون في حال لم يتم العمل على إجراء بعض الإصلاحات.


كما انتقدت منظمات حقوق الإنسان العالمية ومن بينها منظمة العفو الدولية الظروف المعيشية في السجون حيث يحتجز عشرات الإسلاميين المحكوم عليهم في تهم تتعلق بالإرهاب.
ويقول ابو نصار لقد تم رصد العديد من حالات الوفاة داخل السجون لنزلاء ليسوا من المعتقلين على خلفية التنظيمات الاسلامية, وذلك في اشارة الى الظروف السيئة التي تعاني منها السجون في الاردن, واضاف ان الحديث عن واقع السجون يأتي بغرض تطوير مراكز الاصلاح .


ويرى الدعجة ان حالات الوفاة التي حصلت مراكز الاصلاح هي شيء طبيعي, كون بعض النزلاء لديهم سيرة مرضية ويعانون من امراض مزمنة قبل دخولهم الى مراكز الاصلاح, كما حصل مع نزيل مركز اصلاح الجفر الذي توفي بسبب حالة الصرع التي كان مصاباً قبل دخوله السجن, وهناك تقارير طبية صادرة عن المركز الوطني للطب الشرعي تثبت ذلك, كما قال الدعجة واشار الى جميع حالات الوفاة التي حصلت في مراكز الاصلاح هي كانت طبيعية باستثناء حالة واحدة حصلت في قسم كافحة المخدرات في الكرك, حيث تبينه انها غير طبيعية وقد تم فتح تحقيق في هذه القضية وتم محاسبة رجال الامن العام الذين تسببوا في الوفاة واحالتهم الى الجهات المعنية.


ويجدر الاشارة الى ان العديد من السجون قد شهدت في السنتين الاخيرتين اضطرابات خاصة من اعضاء التنظيمات الاسلامية, وكانت الدوافع المعلنة لذلك هو الاحتجاج على الاوضاع السيئة في السجون, وقبل اشهر قليلة كانت ثلاثة سجون هي الجفر وقفقفا وسواقة مسرحاً لاشتباكات بين رجال الامن والنزلاء, ادت الى اصابات بين الطرفين.

أضف تعليقك