عروب صبح: "َالعرس عند الجيران.."

الإنتخابات التركية .. شو دخلنا؟
الرابط المختصر

لطالما كان حسن الجوار في موروثنا الاجتماعي نحن العرب يعدّ أمراً نعيشه بتلقائية في مجتمعاتنا بيننا وبين من يجاوروننا، سواء كانوا منا أم أغراباً سكنوا جوارنا، فنشاركهم صحون الطعام ونتشارك معهم في المسرات والآلام، بل نحميهم ونسمي من يحتمي بنا بأنه (استجار) فنعطيه الأمان ويصبح كأنه من أهل الدار.   

 

(العرب) وبتعميم غيرعلمي، مجتمعات يغلب عليها في نشأتها الفلاحة والبداوة تعوّد الناس فيها أن تكون المشاركة والعلاقات الاجتماعية أمراً يعتمدون عليه في تقوية وتثبيت هذه المجتمعات، ثم جاء الاسلام ليثبت أهمية علاقة الجوار وحسنه كصفات حميدة للمسلمين. 

حتى أن الإحسان للجار ذكر في القرآن الكريم.

(َوَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا ۖ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَىٰ وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنبِ..) [النساء: 36]

الإنتخابات التركية .. شو دخلنا؟

تابعنا مع العالم (العرس الديموقراطي) لجيراننا في الشمال حيث كانت الإنتخابات التركية الأخيرة أشبه بمعركة حامية الوطيس منها لعرس.

كان خلالها الفضاء الإعلامي العربي يتفجر من كثرة المقالات التحليلية ومقالات الرأي والمقالات الرسمية حول ما يحصل عند الجيران بين نقد أو دعم للمشروع الديموقراطي التركي وارهاصاته وتجلياته !

ناهيكم عن مواقع التواصل ومشاركات الناس لمواقفها المتباينة، بعضها بحسب الموقف الرسمي التابع للنظام الحاكم في بلدها، أما البعض الآخر فالأمر يعتمد على قربهم من جماعة الإخوان أو خوفهم منها، وطبعا هناك فئة المعجبين بالسلطنة العثمانية والمناهضين لها، والحقيقة أننا في هذا الأمر نتباين ونتشابه كفئات فسيفسائية.

نحتاج لأبحاث ميدانية معمقة لنفهم كيف يتعامل ويشعرالناس تحت حكم سلطة الاحتلال أو تحت حكومات شمولية مع انتخابات فيها معارضة حقيقية تجري عند جيرانهم!

مع الإقرار بأهمية نتائج الانتخابات التركية وأثرها علينا في ملفات سياسية عديدة الان أن ما نتابعه من توزيع حلوى ورقص وما يقابله من دموع ولطميات

يلخص المثل القائل " العرس عند الجيران والطخ عنّا"  

بعد فوز أردوغان كتبت الزميلة الصحافية منى العمري عبر حسابها على انستغرام

"الاختيار والفرح بالاختيار والانتصار مفاهيم غير متجذرة في واقعنا، أن ندرك هزيمتنا ونحن نفرح لفرح الآخرين واختياراتهم هو أول الفعل لحياة خشيناها حتى متخيلة"

ثم أكملت بجملة من ذهب

" أريد لجيلي أن يعيش حراً كريماً من الموصل الى تعز وحتى بوجدور في صحراء المغرب، تحت مظلة مشروعه، يختار ويفرح باختياراته".