عروب صبح: "ما بعد طالعات الأردن"
داحس والغبراء بعثت من جديد، التحمت الصفوف على تويتر الأردن بين مطرنب ومركمج وآخرين بلاخموا ملاخمة. الكل يريد أن يرضي الحامين لحمى سمعة البلد ومدراء الاخلاق والدين والوطنية، وبالطبع الغاية تبرر الوسيلة لجمع اللايكات وطعة وقايمة!البعض تبنى فكرة أن جريمة جرش والجرائم التي تحصل في الأردن (حالة فردية) ما زلنا طبعا ننتظر أحدهم أو إحداهن أن ت/ يضيف فتصبح (حالة فردية لا ترقى لظاهرة) ..
#طفح_الكيل انحكت من هون وانقامت القيامة ولسة ما قعدت إذا على بالكم تتابعوا التايم لاين الأردني في أرض التغريد حيث لن أعدكم أن تسمعوا الكثير من الزقزقة.
الحرب قامت لأن هناك من وجدوا أن بعض العبارات التي حملتها المحتجات أو اللاتي قمن بقولها تشوه صورة الوطن ومواطنيه، البعض الآخر زعلوا أن إحدى اللافتات طالبت بمحاربة (النظام الأبوي) واعتقد المساكين أن الموضوع له علاقة مباشرة بعدم احترام الأب، كثيرون اعترضوا على هتافات استنكرت ربط الشرف بالمرأة واعتقدوا جازمين أنها دعوة للانحلال والدشارة !
من أهم الردود التي رصدتها تغريدات الطبيب الشرعي رجائي الشوحة التي جاءت على شكل شهادة حية، حيث قال:
"بغض النظر عن دعوات النشاز وراكبي الأمواج، الا أن مقدار العنف الذي تتعرض له الإناث في مجتمعنا الأردني ومقدار الظلم لا يمكن أن ينكره سوى أعمى أو جاهل. والقصص التي انطوت دون ضجة أشد مرارة وتفاصليها أكثر إيلاماً.
ولا تزال القوانين تتعامل مع حالات العنف الأسري بكل أنواعها تعاملها مع المشاجرات التي تحدث في الشوارع، ولا تزال الأنثى والأطفال غير محميين من المعنف.
ربما ليس في استطاعة أي سلطة أن تحمي أحداً قبل وقوع الجريمة، إلا في حالات العنف الأسري. فهذه الجرائم طابعها التكرار والاستمرار، ومجرد القيام بإجراء فور التبليغ وعلم السلطات بوقوع عنف قد يحمي الضحية من عنف أكبر.
ولنا في حالات كثيرة - نعرفها جيداً - تم فيها التبليغ ولم يتخذ فيها إجراء إلى أن وصلت جثثا للمشرحة عبرة ( لمن يعتبر ).
لا أدعي علماً بما يجب فعله لكنني أرى أن ينفرد قانون جديد وحازم بوضع تدابير واضحة وحازمة للعنف الأسري.
ذلك مطلب كل عاقل، وتلك قضية عادلة لا يشوبها ولا يقلل من أحقيتها من يطالب بها مهما كان ومهما كانت وجهة نظرنا فيه."
من المفيد أيضا أن نذكر ما قاله مدير إدارة حماية الأسرة فخري القطارنة في تقرير 2019 إنهم تعاملوا خلال 7 أشهر فقط مع 10527حالة عنف أسري أي بمعدل 50 حالة يوميا، منها 1196 حالة اعتداء جنسي، 1806 حالة عنف أسري ضد المرأة، 226 حالة عنف ضد الأطفال، 32 حالات عنف مشتركة على المرأة والطفل.
#حالات_فردية يا جماعة... تخيلوا عدد الحالات التي لم يبلغ عنها !
إن أولى الخطوات في حل أي مشكله هو الاعتراف بوجودها بحجمها الحقيقي ..
عدا ذلك عيشوا في فقعاتكم ومبروك عليكم العيد.