في كل شتاء ومنذ ما يقارب الست سنوات ،يعيش اهالي منطقتي الكرامة والشونة الجديدة  في لواء الشونة الجنوبية معاناة كبيرة ، جراء فيضانات العبارات والتي يقارب عددها 23 عبارة ، والمنتشرة داخل المنطقتين وعلى الطريق الرئيسي الواصل بين منطقة الشونة الجنوبية ومنطقة الكرامة.
  

وبحسب مواطني المنطقة  تشكل  العبارات خطرا على حياتهم وممتلكاتهم ، وعندما تفيض بالمياه تمتلئ الشوارع العامة  بالمياه ، وتنجرف الأتربة لتدخل المنازل،  والمحلات التجارية المتواجدة على الشارع الرئيسي  في سوق الكرامة ، كما تتضرر المزارع ،  وقد دمرت البعض  منها ،  وانجرفت  بعض البيوت البلاستيكية خلال الامطار الأخيرة  .  

 سكان الكرامة اشتكوا من  العبارة التي تقع  عند مدخل منطقة الكرامة وبالقرب من حي اسكان الكرامة ،فهي مصدر ازعاج وخطر  للسكان ، خاصة انها تقع على سيل كبير ، وسبق ان سقط بها شابان ، وفي حالة فيضانها تتسبب بحوادث سير ليلا ، وهذا ما اشار اليه ابو رمزي "عندما تفيض هذه العبارة تحجب الرؤية عن السائقين بسبب  كميات المياه الكبيرة المتدفقة منها مما يؤدي الى حوادث سير ، وخاصة مع وجود جزيرة على الشارع الرئيسي  بالقرب من العبارة ، مما يؤدي لاصطدام السيارات بها ليلا ".

و يصف أبو رامي وهو احد سكان حي اسكان الكرامه  حاله في الامطار الاخيرة ،والتي فاضت بها العبارة بشكل كبير وملات منازل الحي  بالطين والاتربة " امتلئ مدخل بيتي بالطين ، فلا نستطيع ان ندخل او نخرج من المنزل الا بصعوبة ، ويضطر اولادي لعدم اللعب عند باب المنزل ، لامتلاء المكان باكوام التراب والطين ".

ويزداد القاء اللوم من قبل  سكان المنطقة على بلدية لواء الشونة الجنوبية ووزارة الاشغال باعتبارهما الجهات المسؤولة عن ايجاد حل لهذه المشكلة ، فمشكلة فيضانات العبارات ليست وليدة اللحظة بل تتكرر في كل شتاء ، وتكررت الشكاوى للمسؤولين لكن دون جدوى ،وان وجدت حلول فهي مؤقتة ،  ويشير بدر احد سكان منطقة الكرامة  الى تقصير الجهات المسؤولة بتنظيف العبارات قبل موسم الشتاء ، مطالبا بوضع عبارات كبيرة الحجم " لم تقم الجهات المسئولة بتنظيف العبارات قبل موسم الشتاء ، فجميع عبارات المنطقة مليئة بالأتربة والأوساخ ، خلال الأمطار الأخيرة " ولحل هذه المشكلة نحتاج الى عبارات كبيرة الحجم ، وجسر كبير لاستيعاب كمية المياه المتدفقة من الاودية  ، وخاصة ان العبارات الموجودة الان صغيرة وقديمة " .
 
 امين عام وزارة الشؤون البلدية جمال ابو عبيد قال انه جرى التعميم على بلدية لواء الشونة الجنوبية قبل بداية موسم الشتاء بضرورة قيام البلدية ومجلس الخدمات بتنظيف وتسليك مجاري الاودية والعبارات  " هذه المشكلة تتكرر باستمرار ، ولذلك قمنا بالتعميم على البلديات  ومجلس الخدمات بضرورة تسليك العبارات الصندوقية والانبوبية ،وتنظيفها ليست حلول مؤقتة كما يعتبرها المواطن ".

واكد ابوعبيد على انه سيتم الايعاز لفريق عمل من الوزارة وهندسة البلديات ومجلس الخدمات للكشف الحسي على ارض الواقع " ان تبين من خلال فريق العمل ،  ضرورة لعمل جدران استنادية للعبارات ، سندعم البلدية لعمل هذه الجدران ".
 
وخلال جولة قمنا بها مع رئيس بلدية لواء الشونة الجنوبية محمد العدوان اشار الى  وجود جهات اخرى  تشترك في المسؤولية كوزارة الاشغال ، وسلطة وادي الاردن ، مؤكدا على انه  خلال  الامطار الاخيرة تعاملت البلدية لوحدها مع فيضانات العبارات ، وان هناك تنسيق مع الجهات المختلفة لايجاد حل ، لكن دون تنفيذ " الحلول مكلفة وتحتاج الى  وقت ، وزارةالاشغال وسلطة وادي الاردن ، وعدونا بتطوير وتحويل معظم العبارات من انبوبية لصندوقية ".

واكد العدوان انه سيرفع كتابا رسميا لوزير الشؤون البلدية يبين فيه  اهم مواقع العبارات التي تشكل خطرا والجهة التي تتولى مسؤوليتها ، والحل المقترح .

هذا  واشار العدوان  الى مشاكل اخرى تزيد الامر سوءا بالنسبة لمشكلة فيضانات العبارات واهمها قيام المواطنين بالسكن عند مجرى السيل وبالتالي اغلاقه ، او قيامهم بطمر العبارات بالقاء  الاتربة والنفايات فيها ، بالاضافة الى مرور شبكات مياه الري من خلال هذه العبارات ، والتي تتعرض للتكسير في حالة فيضان العبارات مما يمنع سكان منطقة الكرامة والشونة الجديدة من الشرب.  
 
من جهته قال  مدير اشغال محافظة البلقاء سامح ابو عباس ان  سبب الفيضانات المتكررة للعبارات يعود الى عدم مقدرة العبارات على استيعاب كمية المياه المتدفقة من السيول ، مؤكدا على  انه سيتم اجراء دراسة تفصيلية لكافة مواقع العبارات ورفعها للوزارة ، وذلك لرصد مخصصات لعمل عبارات جديدة "كمية المياه التي تاتي من مناطق الشفا ، وتصل لمجاري الاودية في منطقة الشونة تحمل كمية كبيرة من الاتربة والطين مما يؤدي لاغلاق العبارات ،  بالاضافة ان العديد من العبارات مقاطعها غير كافية لاستيعاب المياه المتدفقة من هذه السيول ، وقد وجهنا جميع ورش العمل لفتح هذه العبارات ".

وبين ابو عباس ان العطاءات المطروحة الان من قبل مديرية اشغال البلقاء هي لتوسعة وتطويل العبارات فقط .