عامين على ذكرى التفجيرات والدموع لم تجف بعد

عامين على ذكرى التفجيرات والدموع لم تجف بعد
الرابط المختصر

اشرف وناديا دعاس عروسين اسمهما باتا مألوفين. هما شابين حلما بعرس هادئ وبحفلة تسر الناظرين لجمالها، ولكن قدرهما كان عكس هذا!،عامين مضيا على الحادثة الأعنف والأكثر دموية في تاريخ الأردن، فالنسبة لعمان التاسع من تشرين الثاني عام 2005، لم يكن يوما عاديا على الإطلاق يوم راح فيه ضحايا تجاوزا الـ57 شهيدا، وإصابة أكثر من 100جريج. نتيجة تفجيرات إرهابية استهدفت ثلاث فنادق دفعة واحدة.

فذلك اليوم لم يكن استثنائيا فقط على الساحة الأردنية التي اهتزت من ضخامة الحدث بل أيضا على الساحة العربية والعالمية التي دانت بشده هذه الاعمال الإرهابية.
 
شريط الذكريات...
اشرف وناديا بعد مرور عامين على الحادث هل أغلقا باب مما مضى؟ ونسيان ما حصل في هذا التاريخ؟ جوابهم كان" استحالة!" فهذه ذكرى ستبقى محفورة في قلوبهم حتى موتهم.
 
رزقا العروسين حديثا بمولدة أنثى عمرها شهرين أطلقها عليها اسم "هالة" تمنيا باسم والدة ناديا التي لقيت حتفها في التفجير.
 
من خلال عيون ابنته يرى اشرف دعاس بصيص أمل يلوح من بعيد، ويقول في حديثة لعمان نت:" عندما رزقنا بهالة بدأت تعوضنا عن مصبنا الجلل شيئا فشيء وأضفت نوعا من الحلاوة على حياتنا محاولة بطفولتها العذبة أن تنسينا رغم أنها ذكرى ستبقى محفورة في مخليتنا، أنا وناديا في كل يوم إيجاد الطريقة  المناسبة عندما تكبر ابنتي لإخبارها والاستعداد للإجابة على أسالتها أين جدي وجدتي وغيرها من الأسئلة".
 
شريط الذكريات يضم صورا وأحداثاً تعاد كل يوم في أذهانهما دون توقف ليس فقط بالنسبة لهما، بل لكل من فقد حبيباً في تلك الحادثة المؤلمة، فالحادثة كما يصفها اشرف كأنها حدثت بالأمس" فالنسيان مستحيل .. مستحيل والدموع لم تجف بعد!".
 
ويتابع اشرف حديثه:" حتى هذه اللحظة لازال شعورنا ممزوج بالغضب والفرح معا، وما حصل معنا هو إرادة من الله وفي يوم عرسنا اختار ربنا فئة من الناس أن يكونوا حاضرين إلى جواره".
 
"الكل كان يقول لي لا بد أن نحتفل مرة أخرى بإقامة عرس جديد، فمن المستحيل أن نقيم عرسا احتراما لدماء الشهداء ومنذ لحظة أن سلمت ناديا لي من بيت عائلتها بدلنا الخواتم عند باب المنزل وارتبطنا سويا ونتطلع الان بكل عيون من الأمل".
كما هو معروف، عندما يمر على زواج أي عروسين يحتفلان بذكرى زواجهما إلا أن اشرف وناديا لن يحتفلا أبدا... بل حفلتهما هي ذكرى استشهاد أكثر من 57 شهيدا.
 
الأحلام السيئة تراودهم بين الفينة والأخرى، واسم الفندق "راديسون ساس" أو حتى الدخول إلية لا يزال يحفر خوفا في قلبهما هذا ما اوضحة اشرف:" في احد المرات دعينا إلى حفل زفاف تأكدنا قبل أن نذهب إذا كانت نفس القاعة التي كان بها عرسنا حتى نقف قليلا شريط الذكريات".
 
لم يكن سفرهما إلى الكويت للهرب من مأساة الحادثة، بل فقط من اجل تحسين مستوى المعيشي كونهما في بداية المشوار ... ولكن الان عادا إلى ارض الوطن بعد غياب دام سنة واحد من عمرها.
 
ستمضي السنوات تليها سنوات وسنوات، وستبقى هذه الحادثة محفورة في قلب كل مواطن أردني، وخصوصا في قلوب أهالي الشهداء، سيبقوا يستذكرون ذلك اليوم من كل عام، بكل ألم وحسرة، فلكم منا إياه الشهداء الرحمة، والصبر للأهالي الشهداء على مصابهم.
 
لمحة سريعة على الأحداث...
وقعت ثلاث عمليات تفجير استهدفت ثلاث فنادق تقع في وسط العاصمة الأردنية عمان، وقع أولها في تمام الساعة التاسعة والنصف في مدخل راديسون ساس الذي كان احد قاعاته تشهد عرسا، ثم ضرب الثاني فندق حياة عمان وبعدها بدقائق استهدف فندق الديز إن.
 
وفي إعلان على شبكة الانترنت نشر في اليوم التالي للتفجيرات منسوب لتنظيم القاعدة في بلاد الرافدين تبنى فيه الاعتداء أبو مصعب الزرقاوي وقد أعلن عن مسؤوليته الكاملة عن تنفيذ التفجيرات، وأما السلطات الأردنية اعتقلت العديد من الأشخاص للتحقيق معهم من بينهم العراقية ساجدة الريشاوي.
 
وفشلت الريشاوي بتفجير حزامها الناسف، بحفل الزفاف، وتعد المتهمة الوحيدة من بين ثمانية متهمين، مثلت أمام المحكمة لدورها بالهجمات، وهنا أصدرت محكمة امن الدولة حكما بإعدامها في أيلول الماضي من هذا العام.
 
فمنذ ذلك الوقت، ظهرت عدة خطوات لتعديل قانون مكافحة الإرهاب، عدا تغييرات في بعض المناصب الأمنية والحكومية، بالإضافة إلى أن الحكومة عمدت إلى خطة أمنية مشددة على كافة المرافق السياحية والمنشآت الكبرى ومعابر الحدود لمنع تكرار مثل هذه الاعمال. 
 
وتعتبر هذه الحادثة واحدة من سلسلة حوادث استهدفت الأردن على يد مجموعات إسلامية متشددة، ففي شهر أغسطس 2004 أطلق ثلاثة صواريخ على سفينة أمريكية في خليج العقبة اخطات بعضها السفينة لتصيب مواقع في مدنية العقبة.