عارضات من الصم والبكم يعرضن جمال الصمت
"فتيات كالورد برغم جمال وجوههن إلا أنهن يملكن آذان لا تسمع وأفواه لا تتكلم"، هذه الفكرة كانت وراء تشكيل أول مجموعة عارضات من الصم والبكم في الأردن، من قبل خولة الحوراني المتخصصة في الأزياء الفولكلورية، التي اختارت خمس فتيات لهذه الفرصة من أصل ما يقارب 25 ألف شخص يعاني من فقدان السمع والكلام بالأردن.
وللحوراني خبرة سابقة في الخروج عن المألوف حيث عملت في مجال السباكة كأول سباكة والوحيدة في الأردن، ورأت أن هناك فرصة لمنح الفتيات الصم تجربه كذلك لعمل شيء مختلف، تقول خولة "هي فرصة لإعطائهن مجال للاندماج مع المجتمع وإثبات أنهن قادرات على العطاء كالأخريات، وترجع بالذاكرة إلى شهر آذار الماضي" جاءت هذه الفكرة خلال عرض أزياء للملابس التراثية أقامته في 3 من آذار يوم المرأة العالمي، وأثناء العرض سمعت عن مركز الصم والبكم، وكنت أتمنى أن أتعلم لغة الإشارة لذا ذهبت إلى المركز وشاركت في الدورة المتخصصة لتعلم لغة الإشارة".
تتابع خولة "ارتسمت على وجوههن الفرحة وأبدين موافقتهن على الفور، وهكذا تمكنت من فتح المجال أمامهم في منحهم الفرصة في سوق العمل وتحديدا في شهر رمضان لأنه في هذه الفترة تكثر عروض الأزياء التراثية".
اجتمعت الحوراني مع أهالي الفتيات الصم وتمكنت من إقناعهم بتفعيل مشاركة بناتهم في سوق العمل "عندما شرحت لهم طبيعة عملي كسباكة وكيف أن المجتمع في البداية رفض فكرة أن تعمل المرأة في مجال السباكة وفي نفس الوقت في عرض الأزياء تغيرت الفكرة لديهم وابدوا ارتياحهم وتشجعوا الفكرة".
وعلى مدار أسبوعين تمكنت خولة من تدريب 5 فتيات صم تراوحت أعمارهن بين 20-26 سنة، واشتمل التدريب على العديد من الخطوات " في طريقة المشي وكيفية التصرف أثناء العرض وتناول الطعام، وبالإضافة إلى تعلم أساليب اللباقة بشكل عام، كون عرض الأزياء التراثي يحتاج إلى أسس معينة في طريقة المشي والعرض".
وحول الصعوبات التي واجهتها الحوراني أثناء التدريب، تقول" لم أواجه أية مشاكل مع الفتيات في التدريب، فمن المعروف أن الله حرمهم من حاسة السمع لكنه منحهن صفات أخرى كسرعة الاستجابة والبديهة والذكاء في التعلم".
وشاركت الفتيات الخمس الصم في أول عرض لهم في شهر رمضان الماضي وكان تحت رعاية الأميرة منى الحسين، وتمكنت المشاركات الخمس وبمشاركة 5 فتيات أخريات سليمات من المشاركة في العرض، وتزيد خولة " لاقى العرض صدىً ناجح لأنها اعتبرت تجربة فريدة بمشاركة العارضات الصم، حتى أن الأميرة لم تتمكن من أن تفرق الفتيات الصم عن السليمات". وتزيد " رغبت أن اثبت للفتيات الذين يعانين من الصم أنهم كمثيلاتهن من الفتيات السليمات والعكس".
وحول الأجر الذي تتقاضه العارضات، أكدت خولة" أن جميع العارضات يتقاضين نفس الأجر ولا فرق في ذلك بين ذوات الاحتياجات الخاصة أوغيرهن".
هؤلاء الفتيات أصبحن جزءً من فريق العارضات الذي ترأسه الحوراني، والذي يحتوي على 10 عارضات و5 فتيات صم و5 منهم فتيات سليمات.
الفرصة التي منحتها الحوراني للفتيان ستعاود تكرارها ولكن هذه المرة مع الشباب الصم من توفير فرص لتدريبهم وتفعيل مشاركتهم في عروض أزياء للذكور، بالإضافة إلى أنها ستحاول التعاقد مع مركز الصم والبكم من اجل تدريب الفتيات الصم اللواتي يرغبن في عرض الأزياء ومن تتوافر فيهن مواصفات عارضة الأزياء وذلك لفتح الأبواب أمامهم في سوق العمل.
إستمع الآن











































